التقوى.. خير زاد
بقلم /عائشه محسن شروان
خير زاد في الدنيا لخير معاد في الآخرة يتزود به الإنسان ليستعد ليوم الرحيل ويسمو بنفسه عن التقصير ، ويتوارى بجوارحه عن الآثام والتبذير؛ فترتقي روحه وتسكن الطمأنينه نفسه وتهون الدنيا في عينيه .
فهل علمنا ماهو خير زاد؟؟!
إن خير زاد في الدنيا (التقوى ) مصداقا لقول الله عزوجل في سورة البقره (وتزودوا فإن خيرالزاد التقوى واتقون يا أولي اﻷلباب)..
وكذا فسرها الإمام علي كرم الله وجهه فقال هي الخوف من الجليل والعمل بالتنزيل والاستعداد ليوم الرحيل .
فكلما هم الإنسان بالمعصية تذكر الخالق فخاف عقابه وأبتعد عن سخطه ؛ مرتجيا رضاه راغبا بجنانه ،ساعيا لتطبيق أوامره والابتعاد عن نواهيه فأتى النفس تقواها وأرتقى عن زيف الدنيا وملاذها وجاهدها بالصبر والصلاح واليقين والفلاح .
وهذا ما أمرنا به الجليل في آيات التنزيل (يأيها الذين ءامنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون )
فالصوم يحتاج للتقوى والكف عن أذية النفس بالمعاصي وأذية الناس بااللسان ،
فاﻷنفس التقيه تلتزم بهدي القرآن وترتجي القبول والمغفرة من المنان ، وتنوء بنفسها عن المعاصي واﻷثام .
لانها سورت نفسها بسياج متين والتزمت بآيات التنزيل فاطمئنت وسكنت وعمها اليقين .
إن باب الخير وسبيل النجاة وطريق الرزق بتقوى الله ملتزما بقوله الكريم (ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لايحتسب ).
ولذلك يجب على الإنسان أن يكون تقيا في فعله وقوله متخلقا بأخلاق الإسلام”متجردا عن الفسوق والكبر والعصيان فهي السبيل لتيسير أمره وتكفير سيئاته وتعظيما لثوابه وأجره عند بارئه فجاءت هذه اﻷيه لتدعم ماذكرنا بقول الله تعالى(ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرا) وقال عزوجل (ومن يتق الله يكفرعنه سيئاته ويعظم له أجرا)..
فالإنسان محتاج للعلم والبصيره والهداية ولا يتحقق ذلك إلا بنور التقوى فقد قال العليم الحكيم (ياأيهاالذين ءامنوا إن تتقوا الله يجعل لكم فرقانا ).
وقد بشر الله عباده المؤمنين وجاد عليهم بالنعيم المقيم فهلت عليهم عطاياه حين التزموا بتقواه فكان الرزق من حيث لا احتساب والتيسير بلا عقاب والتكفير عن الذنب والثواب فقال رب الاحسان (ان للمتقين عند ربهم جنات النعيم ).
وهذا هو الجزاء العظيم من الجليل الكريم من أرسى دعائم الإسلام ومنهجه القويم وجعل له سياجا متين تجلى بالتقوى ونور التنزيل .