“التايمز” البريطانية : سابقة تاريخية أولى.. محادثاتٌ بين السعودية وإسرائيل لإقامة علاقات تجارية
يمانيون -متابعات
تجري المملكة العربية السعودية وإسرائيل محادثات لإقامة علاقات تجارية، وهي خطوة كبيرة من شأنها وضع تل أبيب على طريق تطبيع العلاقات مع الرياض، وفقاً لما ذكرته صحيفة “التايمز” البريطانية أمس السبت 17 يونيو 2017.
وأشارت الصحيفة إلى أن مصادر عربية وأميركية قالت إنَّ العلاقات قد تبدأ محدودة النطاق، على سبيل المثال عن طريق السماح بعمل الشركات الإسرائيلية في الخليج، والسماح كذلك للخطوط الجوية الإسرائيلية “إل عال” بالتحليق في المجال الجوي السعودي.
واعتبرت “التايمز” أن أي تقدم من هذا القبيل قد يدعم التحالف بين العدوين اللدودين لإيران، كا يمكن أن يُغيِّر حركة الكثير من الصراعات التي تزعزع استقرار الشرق الأوسط.
وأضافت الصحيفة: “تُفسر احتمالية وجود علاقات أوثق مع إسرائيل جزئياً سبب فرض السعودية وحلفائها حصاراً شاملاً على قطر، في مسعى لإجبار تلك الدولة الخليجية على وقف دعمها لحركة حماس الفلسطينية التي تسيطر على قطاع غزة”.
تحول كبير
ونقلت الصحيفة عما قالت إنها مصادر قريبة من السعودية رفضها لفكرة تحسين العلاقات، معتبرة إياها “مجرد تفكيرٍ مرغوب فيه نيابةً عن إدارةٍ أميركية حريصة على إظهار نتائج فورية لزيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأخيرة للسعودية وإسرائيل. وتفاخر ترامب بأنَّ إدارته بإمكانها التوصل لتسويةٍ في الشرق الأوسط، وهو الأمر الذي استعصى على كل سابقيه”.
وقد يُمثِّل هذا التحول أكثر التحالفات علانيةً بين إسرائيل والخليج منذ ما يقرب من عقدٍ من الزمان. وأصبحت احتمالية حدوث ذلك مصدر جدلٍ في البيت الأبيض، وفقاً للصحيفة الأميركية.
ووفقاً للصحيفة اتخذ جيسون غرينبلات، كبير مبعوثي الرئيس الأميركي للشرق الأوسط، منحىً تقليدياً تجاه عملية السلام، بمحاولة إعادة الإسرائيليين والفلسطينيين إلى المحادثات، لكنَّه اصطدم مع جاريد كوشنر، صهر ترامب، الذي أصبح مقرباً من محمد بن سلمان، ولي ولي العهد السعودي.
وقد بحثوا منحىً “مقلوباً”، من خلاله قد تُحسِّن دول الخليج علاقاتها مع إسرائيل كتمهيدٍ لاتفاق السلام، واعتراف الدول الخليجية والعربية الكامل بإسرائيل. في وقت ترتبط فيه مصر والأردن فقط بعلاقات دبلوماسية مع إسرائيل حالياً.
خشية من التطبيع
وقالت “التايمز” إن “الفلسطينيين يشعرون بالحنق من الفكرة خوفاً من أنَّها قد تُطبِّع العلاقات مع إسرائيل، بينما تمنحهم فقط وعداً مبهماً بإقامة دولة في المستقبل. وقد تبنَّت القمة العربية التي أُقيمت عام 2002 مقترحاً سعودياً يسمح باعترافٍ عام بإسرائيل مقابل التوصُّل لاتفاق سلامٍ مع الفلسطينيين والانسحاب من الأراضي المحتلة. ولم يرد بنيامين نتانياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، على هذا العرض رسمياً”.
وتشير الصحيفة إلى أن الخوف المشترك من إيران يدفع لبناء علاقات بين إسرائيل والخليج، ووفقاً لما ذكرته فإن “وفداً سعودياً قاده لواء متقاعد أجرى زيارةً إلى إسرائيل العام الماضي، “2016، وأضافت أن “القادة الإسرائيليين الكبار مُتحمِّسون لتوسيع هذا التحالف”.
وقال أفيغدور ليبرمان، وزير الدفاع الإسرائيلي: “أعتقد أنَّه من الأفضل أن نتعاون في القضايا الاقتصادية أكثر من مكافحة الإرهاب”. وقد أشاد ليبرمان بجهود عزل قطر.
وتطالب السعودية الرياض قطر بوقف دعمها لحركة حماس وطرد العديد من قادتها، بمن فيهم صالح العاروري، الذي تتهمه إسرائيل بتدبير هجماتٍ في الضفة الغربية المحتلة. إلّا أنَّه يُستبعَد تماماً أن تقطع قطر العلاقات، وإذا ما فعلت، فإنَّ تلك الخطوة قد ترتد على إسرائيل؛ إذ كانت المساعدات القطرية أساسية في إعادة بناء غزة، التي دُمِّرت أجزاء منها في حرب العام 2014.
وهناك اختلافٌ جوهري في مقاربة مكافحة الإرهاب التي تنتهجها كلٌ من قطر-التي ترغب في الإبقاء على الحوار مع كافة المجموعات، بما في ذلك إيران- والسعودية، الحريصة هي الأخرى على الحفاظ على العلاقات مع الولايات المتحدة عن طريق انتهاج خطٍ مُتشدِّدٍ ضد كافة الجماعات الإسلامية، بحسب التايمز.
ويبدو أنَّ إسرائيل تنتظر انقشاع الغبار، في حين ترفض تقديم تنازلاتٍ في خطة سلامٍ فلسطينية. وربما تكون السعودية مستمرة لفتح مكتب اتصالٍ غير رسمي لتنسيق المصالح مع إسرائيل، إلا أن الاعتراف الدبلوماسي -بحسب الصحيفة- ربما لا تزال أمامه سنوات.