صحيفة “لو فيجارو” الفرنسية تكشف تفاصيل التعيين المفاجئ لمحمد بن سلمان وليا للعهد
بقلم: جورج مالبرونو
إن ملامح إندلاع ثورة وليدة باتت تلوح في سماء المملكة العربية السعودية بعد تعيين محمد بن سلمان ولياً للعهد في ريعان شبابه على عكس ما اعتادت عليه المملكة التي لطالما توارث حكمها ملوك في الستينات من أعمارهم منذ أكثر من 30 عاماً.
فبعد أن قام محمد بن سلمان بشن حملة عسكرية ضد اليمن، تمكن أخيراً من إبعاد ابن عمه الأمير محمد بن نايف عن سدة الحكم.
يعتبر تعيين هذا الشاب الذي يبلغ من العمر 33 عام والذي اتسم باندفاعه وطموحه اللامحدود بمثابة حدثاً من الصعب معارضته، حيث تم الإعلان بأن 31 عضو من أصل 34 في هيئة البيعة التابعة للعائلة الملكية السعودية وافقوا صباح الأربعاء 21 يونيو على تعيين الأمير محمد بن سلمان ولياً للعهد في المملكة، وإعفاء ابن عمه الأمير محمد بن نايف وزير الداخلية عن ولاية العهد.
من الجدير بالذكر أن محمد بن نايف هو الرجل الذي كافح ضد تنظيم القاعدة وداعش في بلد يعاني هو أيضاً من الإرهاب.
فبعد مرور عامين فقط على تولي والده الملك سلمان الحكم، تمكن محمد بن سلمان أخيراً من إزاحة منافسه من السباق على السلطة بإستيلائه على الكثير من مقاليد السلطة، فإلى جانب تعيينه ولياً للعهد، فهو يتقلد أيضاً منصب وزير الدفاع.
ومن الجدير الإشارة إلى أن محمد بن سلمان هو من يقود الحرب على اليمن من خلال تحالف عربيا تترأسه المملكة العربية السعودية مدعوما من قبل الولايات المتحدة الأمريكية، فرنسا والمملكة المتحدة، ويتم شن هذه الحرب ضد جماعة الحوثي المقربة من ايران ، وهي حرب بمثابة حملة عسكرية في غاية الخطورة.
يعتبر محمد بن سلمان أيضاً صاحب رؤية “المملكة العربية السعودية 2030” والتي تطمح إلى عدم الاعتماد على البترول فقط بل التوسع وتوظيف العديد من الشباب العاطل عن العمل.
ومنذ عامين، لم يتوانى محمد بن سلمان يوماً عن توسيع سلطته سواءً في أوساط الأسرة المالكة أو حتى في خارجها، فقد جازف بكسر التوافق داخل أسرة آل سعود بعزل والده عن جزء كبير من العائلة، كما أنه لم يتردد في تعامله السيئ مع الرؤساء السابقين مثل خوان كارلوس ملك اسبانيا عندما حادث الأخير الملك سلمان على هاتفه المحمول ورد عليه محمد بن سلمان بكل فظاظة.
وقد أتى خبر تعيين محمد بن سلمان مفاجئ ومزلزل حيث كان محمد بن نايف الذي يبلغ من العمر 60 عاماً هو الوريث الطبيعي للحكم بعد الملك سلمان، فقد عمل محمد بن نايف ووالده في منصب وزير الداخلية لمدة 42 عام، بالإضافة إلى أن عائلتهم استولت على منزل آل سعود خاصة خلال الأعوام (2004- 2006) عندما تسببت الهجمات الإرهابية لتنظيم القاعدة في إحداث اضطراب داخل المملكة.
بيد أنه منذ تولي الملك سلمان السلطة، شهدت العلاقات بين محمد بن سلمان وولي العهد تدهوراً ملحوظاَ، حيث سعى محمد بن سلمان عقب تسلمه لزمام الأمور إلى تهميش ابن عمة الذي عارضه لا سيما فيما يتعلق بالمغامرة العسكرية للسعودية في اليمن.
موقف محمد بن سلمان الصارم ضد ايران
نظراً للسن المتقدم للملك سلمان الذي بلغ من العمر 83 عام ، فضلا عن تدهور حالته الصحية، توجب على المملكة العربية السعودية أخيراً تعيين شاب صغير جداً مقارنه بالحكام السابقين الذي توارثوا على الحكم في المملكة منذ أكثر من 30 عام والذي لم تقل أعمارهم عن 60 عاماً، وهو الأمر الذي قد يتسبب بثورة يشهدها هذا البلد.
الملك محمد بن سلمان الذي وصفه محاوريه بأنه واقعي وداعم للموقف الصارم ضد ايران، تمكن في مسيرته نحو العرش من التعاون مع جزء من السلطات الأمريكية- الحليف الاستراتيجي للرياض منذ 50 عام. حيث قام بزيارة الولايات المتحدة الأمريكية خلال الربيع المنصرم واستمرت هذه الزيارة عدة أسابيع قام خلالها بمقابلة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب وطاقم الجهاز الأمني .
وتبقى التساؤلات عن العواقب التي سيخلفها قرار التعيين هذا. ذلك أن محمد بن سلمان ليست لديه اي مصلحة في إذلال منافسه رغم أن آل سعود يعرفون جيداً ترضية المتنافسون على العرش ومواساتهم بعد شعورهم بالانتكاسة جراء هذه التحولات.
،………………………………………………………………….
صحيفة “لو فيجارو” الفرنسية- ترجمة: شاميه الحيدري