عضو «مكتب أنصار الله» لـ«البديل»: نُتهم بإيران.. والمال السعودي يدمر الأمة العربية وهذه رسالتي لمصر (حوار)
يمانيون – البديل المصرية
أحوال اليمنيين تزداد سوءًا.. وما يحدث وصمة على جبين الأمم المتحدة ومجلس الأمن والعرب
نقف إلى جانب محور المقاومة ضد الطغيان الصهيوني الأمريكي
حسن نصر الله يمثل صوت الأحرار والمقاومة في عالم جاحد
التنازل المصري عن «تيران وصنافير» يخدم المشروع الصهيوني بقفاز سعودي إماراتي
على مصر الاستقلال بقرارها.. وحماية الأمن القومي العربي
أكثر من عامين عاني فيهما اليمن القصف الجوي العشوائي للمدنيين والدمار الذي لم يستثنِ البنية التحتية، بل ركّز قواه على قصفها، والحصار الذي عزل الشعب اليمني عن العالم وصولاً إلى انزلاق البلاد نحو خطر المجاعة بعد تعرض أمنها الغذائي للانهيار، فضلاً عن كارثة انتشار وباء الكوليرا الآخذ في التفاقم بفعل تدمير البنية الصحية للدولة، فاجتاح الوباء المحافظات ويفتك حالياً بالأطفال، بالتزامن مع حصار وحرب يرعاها المجتمع الدولي دون النظر لآلاف الضحايا وشعب كامل تحت الحصار.
من جانبها، التقت “البديل” بفواز أحمد عياش، عضو المكتب السياسي لحركة أنصار الله اليمنية، وسألته عن العديد من النقاط التي تدور في أذهان المصريين والعرب حول الأزمة اليمنية والعدوان على اليمن، وإلى نص الحوار..
تم اتهامكم بتلقي دعم مادي ولوجيستي من إيران.. ما حدود علاقتكم بطهران؟
لا صحة لأي أخبار وأقاويل عن دعم مادي إيراني لجماعة أنصار الله ولا عن تواجد إيراني في صفوفها، وأريد إضافة أن العقيدة الزيدية، أي عقيدتنا في الإسلام، على قدر من الاختلاف عن المذهب الرسمي لإيران، ولا صحة لوجود أي دعم مادي أو لوجيستي أو عسكري من إيران، فعلاقتنا بها كمثيلتها بأي دولة إسلامية أو عربية أخرى، علاقة سياسية وإعلامية طبعاً، وشقها الاقتصادي يتمثل في استيراد الدولة اليمنية لمنتجات إيرانية، وهذا قائم قبل بدء العدوان على اليمن، وبعده لا تزال بضائع إيرانية تقليدية تصل إلى مطار صنعاء، بل وأحياناً إلى ميناء الحُديدة المحاصَر إذا ما أمكن عبورها، وأصحاب هذه المزاعم أنفسهم من يحاصرون ميناء الحُديدة، محاولين تجويع الشعب اليمني، فلماذا لم يعترضوا أي شحنة من تلك المساعدات العسكرية التي يتحدثون عنها؟ ليس الأمر صعباً عليهم فهو إتهام، إن صح، يسهل إثباته لمن يحاصر المنفذ البحري لليمن على البحر الأحمر من خارج المياه اليمنية.
نحن محاصرون الآن، فماذا قدمت إيران لنا لفك الحصار وبما تنفعنا؟ هذا دليل على غباء وعِمالة النظام السعودي الذي يتحدث باسم الدفاع عن العروبة، وأن التعامل مع إيران ينتقص منها، بينما دول الخليج لديها بالفعل مصالح مشتركة وتبادل تجاري كبير مع إيران، باختصار نحن يتم اتهامنا “على الفاضي”، يتهموننا بإيران وهي أمامهم فهو رجم بالغيب، نعم إيران دولة مسلمة ولا تمثل إلا نفسها ومصالحها، ونحن مستعدون للوقوف ضد أي قوة تهدد الأمن القومي العربي، ونريد أن نشعر أن العرب عرفوا ما لحق بنا من ضرر، فنحن في اليمن نواجه أقوى مؤامرة على الأمة العربية ولسنا متأثرين إلا بوحدويتنا وقوميتنا العربية في إطار الأمة العربية الواحدة، وندافع عن ثقافتنا العربية بكل ما نمتلك من قيم وإرث عربي يمني خالص، الحقيقة أن المال السعودي ما يدمر الأمة العربية، وقد يدفع للارتماء في أحضان تركيا أو القوى الإمبريالية والاستعمارية الجديدة.
ماذا عن حصار ميناء الحُديدة وكيف تواجهونه؟
محافظة الحُديدة تسيطر عليها الحكومة التي تمثل الشعب اليمني مع الجيش واللجان الشعبية، وقوات عبد ربه هادي لا سيطرة لها سوى على محافظة عدن، التي تسيطر عليها الإمارات في الحقيقة، ومحافظة أبين، أما الحصار فعلى الميناء من ناحية المياه الدولية وأي سفينة أو بارجة مُعادية تدخل المياه اليمنية يتم ضربها فوراً، موقفنا أن المياه اليمنية خط أحمر، لذلك فهم يقيمون محطة تفتيش في المياه الدولية لا في محيط السيادة الوطنية اليمنية، هناك مساعدات من المفترَض أن تصل إلى الشعب اليمني بإشراف الإمارات، لكنها تدخل ميناء عدن غير الخاضعة لحكم النظام الذي يحكم البلاد الآن، فأين تلك المساعدات من معاناة اليمنيين؟ لا نحصل على مساعدات من الإمارات أو غيرها عبر عدن، فكل ما تصرفه المنظمات الدولية، يتم الإتجار به وبيعه في الصومال وجيبوتي من طرف هادي وابنه وزمرته، أما اليمنيون فمعاناتهم تزداد سوءاً يوماً بعد يوم بسبب الحصار الجائر براً وبحراً وجواً مع الأمراض والأوبئة، وتفشي الكوليرا وهو وصمة عار على جبين الأمم المتحدة ومجلس الأمن والعرب، فالشعب اليمني يعاني المجاعة وتدمير كل البنية التحتية ومرافق الصحة والتعليم وشح الأمن الغذائي وانعدام المرتبات بمباركة دولية جائرة لإرضاء أهل المال الخليجي ودول الحصار السعودي وبمباركة أممية، الإيجابي أن هناك حالة تكافل سائدة منذ بدء العدوان انعكست إيجاباً على التلاحم الشعبي.
حسن نصر الله قال مؤخرا إنه حال عدوان الكيان الصهيوني أو أمريكا على لبنان أو سوريا ستكون اليمن والعراق في قلب المواجهة من ناحية محور المقاومة.. ما موقفكم؟
موقفنا حاسم وصريح إلى جانب المقاومة وفلسطين في مواجهة أمريكا والكيان الصهيوني، طبعاً لكل حادث حديث، لكننا نرى واجباً علينا في رد عسكري قوي على أمر كهذا، قد نرسل دعماً بشرياً وعسكرياً إلى جنوب لبنان وسندعم القضية، نصر الله هو الوحيد الذي شاطرنا آلامنا وصرخ ضد قوى التجبر والتكبر وبكى على عروبة اليمن أنها تُحارَب من إخوة عرب، وهو يمثل المقاومة العربية في وجه الطغيان الصهيوني الأمريكي، وكان الصوت الوحيد الذي رفض العدوان على اليمن في يومه الثاني، نحن ممنونون لموقفه، فهو يمثل صوت الأحرار والمقاومة في عالم جاحد، ونعِد كل القوى الخيّرة وأحرار العالم أننا سنرد جميلهم متى سنحت لنا الفرصة أو طُلب منا ذلك.
يقول هادي إن شرعيته لم تسقط.. بماذا تردون في حين أنكم تمثلون غالبية الشعب ومصالحه؟
نحن قوة اجتماعية وسياسية يمنية خالصة، ولا نطلب السلطة لأنفسنا، بل بمشاركة جميع الأحزاب فيها، أما هادي فمستخدَم ولولا أن أمريكا والسعودية تريدانه كذريعة لوضعوه في سلة المهملات، هو منذ قدم استقالته في 22 يناير 2015 لم تعد له شرعية، وأصبح في نظر الشعب مجرماً، لأن الناس علمت أنه أراد تقسيم اليمن إلى 6 أقاليم، بالإضافة إلى قيامه بإعادة هيكلة الجيش وهو إجراء خطير جداً في أي دولة ونجح في ذلك نسبياً، وكل ذلك بالانقلاب على اتفاق السلم والشراكة الوطنية، منذ بداية دخول مملكة آل سعود إلى الحوار الوطني اليمني كان واضحاً جداً السعي إلى التقسيم وهو قرار أمريكي سعودي معروف، وثمة تسجيلات لمكالمات هاتفية بين هادي ومدير مكتبه تثبت اتجاهه نحو هذا بتاريخ 19 يناير 2015 حصلنا عليها بعد توقيف مدير مكتبه.
قيل إن وجودكم في المدخل الجنوبي للبحر الأحمر يهدد الأمن القومي المصري.. بما تردون؟ وهل من جديد بخصوص أي وساطات عربية أو غيرها للتوصل إلى حل للأزمة؟
لا نشكل خطراً على أي دولة ونحمي جميع سفن التجارة كجزء طبيعي من مسؤوليتنا، أما السفن الحربية فلنا معها تعامل آخر، علاقة اليمن بمصر علاقة أخوية وسياسية واقتصادية وثقافية وتاريخية والتواجد الأمريكي والصهيوني في المضيق لدعم العدوان على اليمن الذي تكثّف بعد العدوان ما يهدد الأمن القومي المصري، لماذا لم نهدد الملاحة الدولية حتى الآن ونحن تحت الحصار والحرب؟ لو كنا نريد تهديد الملاحة الدولية ها نحن نستهدف سفن عسكرية سعودية وإماراتية، ما الذي يمنعنا من تهديد الممر الدولي؟ ببساطة لأن تهديد الملاحة الدولية من قِبلنا هو أمنية سعودية أمريكية لتأليب العالم علينا ونحن لسنا بهذا الغباء، تهديدنا للسفن العابرة ذريعة ومبرر كالذريعة التي غُزي بسببها العراق لامتلاكه سلاحاً كيماوياً، لسيطرة أمريكا والسعودية على باب المندب حتى يتسنى لإسرائيل إقامة قناة بن جوريون بعد أن تم التنازل المصري عن تيران وصنافير إلى السعودية، والهدف من ذلك تمهيد الطريق أمام القناة الإسرائيلية المهدد الوحيد لقناة السويس، وإسرائيل لا تضمن نجاح مشروعها دون أن تضمن أن يكون باب المندب تحت الهيمنة الأمريكية الإسرائيلية بقفاز سعودي إماراتي.
وعن الوساطات، كما نقول دوماً، دعونا نحن اليمنيين نحل مشاكلنا ولا بأس من قيام مصر والجزائر وعُمان بحلحلة مشاكلنا في إطار ميثاق جامعة الدول العربية والسيادة الداخلية للدولة اليمنية، ونحن مستعدون لقبول أي وساطة عربية عربية لا تتلقى أوامرها من السعودية وحلفائها.
إذا طلبنا منك توجيه رسالتَين إلى الشعب المصري والدولة.. ماذا تقول؟
رسالتي للدولة أنه عليها الاضطلاع بدورها الرئيسي في الحفاظ على مكاسب الأمة العربية، وحماية الأمن العربي القومي، وتبنّي الوقوف الجاد والحازم أمام الأخطار التي تحدق بها وإعادة هيبتها ومكانتها، كما يلزمها أن تحارب التطرف وتساعد الدول الجمهورية والديمقراطية التي هي نتاج لمشروع مصر عبدالناصر، لا أن تصبح أداة للقوى الإمبريالية والملكية، نتمنى وننصح مصر الكنانة أن تستقل بقرارها ولا تضعف أمام مشروع تفكيك الأمة، وأن تحرص على استعادة دور الدول العربية الجمهورية كاليمن وسوريا والعراق وليبيا، ولا تسمح لعبث قطر ولا السعودية بإسقاط وانهيار هذه الدول بسبب عناصر الإرهاب التي تموّلها السعودية وقطر، ونحن نمد أيدينا لراعية الأمة العربية مصر لتبني مشروعاً عربياً قومياً ينبثق من مصالحنا المشتركة التاريخية التي لاترغب فيها الأسر الخليجية المالكة، أي أن تتوحد الأمة، وتلتف حول مصر كرائدة للعرب وهي مؤهلة لذلك.
ثانيا رسالتي لشعب مصر ألا يسمح لقوى الإرهاب والاستعمار أن تمزق نسيجه الاجتماعي، وأن يتثقف بثقافة مصر العروبة التي لديه إرث كامل من الثقافة والتعليم والخطاب الديني المتزن، وأناشدهم الحفاظ على الأزهر الشريف من الفتاوى التي لم نعهدها وبعضها يضر بشعوب عربية مسلمة، مثل اليمن الذي يعاني الظلم والتسلط والقتل والدمار، ونفاجأ بوسطية الأزهر تتغير عندنا إلى أقصى درجة، وعلى المصريين أن يصبوا في معترك محنة مصر الاقتصادية لأنها مستهدفة وداخلة ضمن المخطط المشؤوم، وأن يكونوا أداة ضغط للحفاظ على ماتبقى من القومية العربية، ولا يسمحوا بتفشي الإرهاب والعِمالة والدين السياسي وأن يكونوا يداً واحدة أقباطاً ومسلمين محافظين على مصر للجميع وعلى الدين لله.