” آل سعود ” بين رفض الأدب الشعبي السعودي , ورفض نتائج العدوان ..!!
يمانيون | كتب / محمد أحمد الحاكم
بينما كنت أتصفح بعض المواقع الإلكترونية المعنية بالأدب و الفكر العربي , إستوقفني مثل سعودي يقول (( إذا ما طاعك الزمان طيعه (( , عندها إمتلكتني حالة من التعجب و الإستغراب حينما ربطت بين مكنون هذا المثل وبين واقع الأمر الذي نعيشه نتيجة ما نواجهه من عدوان سعودي – عربي – دولي , واقع لطالما دأب فيه ” آل سعود ” بقوة لا حد لها , في فرض ما تأمل به عقولهم و تشتهيه أنفسهم من أمور لم و لن يقبلها كائناً من كان على هذه البسيطة سواءً كان على نفسه أو على نفس غيره .
قد يقول قائل … ما مدلول الإرتباط بين مكنون هذا المثل مع ما يحدث من عدوان على اليمن ..؟؟ , وعلى الرغم من أن معنى هذا المثل جلي وواضح لا غبار عليه , و أن مجريات العدوان و أحداثه غير مخفية عن إحساس و إدراك أي شخص ممن كانت تطأ قدماه هذه الأرض المقدسة أو يقطن أرضاً غيرها في هذا العالم , إلا إنني سأجيبه وبكل تواضع ليس من باب إثبات الإدعاء بالمعرفة في مقابل إثبات جهل الغير , ولكنه من أجل تسليط النور تجاه العقول المهذبة لإثرائها بالعلم والمعرفة في مقابل إنقاذها من براثن الجهل و الركود الفكري .
هناك عدة زوايا إسقاطية توضح لنا مدلول الإرتباط الذي يجمع بين هذا المثل مع واقع الأمر, ونظراً إلى أن هذا المثل قد حمل السمة و الطابع اللغوي و الأدبي في مقابل أن واقع الأمر الذي نعيشه نتيجة هذا العدوان يحمل السمة و الطابع السياسي , إلا أنه يمكننا المزج بينهما من خلال ربط وتحليل أركان هذا المثل مع أركان أحداث هذا الواقع , إذ لو تأملنا لكليهما نجد ما يلي :-
1- وجود فعلين في المثل , الأول في كلمة ” طاعتك ” , و الذي يدلل في الواقع على الفعل الذي يعني الرغبة السعودية الصرفه في أن تفرض على اليمنيين وجوب الطاعة و الإمتثال لأوامرها و نواهيها , و الفعل الثاني في كلمة ” طيعه “, و الذي يدلل أيضاً في الواقع على الفعل الذي يعني الرغبة السعودية التي ستنعكس كلياً عليها في حال عدم إنصياع اليمنيين و الإمتثال لأوامرها و نواهيها .
2- وجود الفاعل والذي إن كان غائباً في المثل فإنه في الواقع حاضراً بكله وكماله , و الذي قد تمثل بـــ ” الكيان السعودي ” المتغطرس روحاً و جسداً.
3- وجود المفعول به و المتمثل في المثل في كلمة ” الزمان ” , و الذي يدلل في الواقع على ” اليمن ” أرضاً و إنساناً .
4- بناءً على هذا الإسقاط التشبيهي الذي جمع بين هذا المثل وبين حقيقة ما يجري على أرض الواقع من عدوان سافر على اليمن و غير مبرر , فإنه يمكننا إعادة صياغة هذا المثل كما لو أنه كان على النحو التالي ( إذا ما طاعتك اليمن طيعيها ).
إن المدلول الأدبي و السياسي لهذا المثل وهذا العدوان الذي فرض على أرض الواقع يؤكد لنا بجلاء و عند مستوى لا يدع لنا مجالاً للشك أو المحاولة , أنه يفترض على ” آل سعود ” خلال عدوانهم على اليمن في حال عجزهم المطلق عن الوصول في تحقيق كل ما صبت إليه أرواحهم و أنفسهم من آمال و تطلعات لا تمل ولا تنقطع , نتيجة صرامة وقوة وصمود وممانعة من يريدون أن يثنوا من الشعب اليمني عن إرادته و عزته وشموخه و إباءه , فإنه لا بد عليهم عندها الوقوف وعدم الإستمرار أو المحاولة في إتمام و إنجاح ما افنته أرواحهم عبثاً من جهد وبذل و عطاء منقطع النظير , و إن معنى وقوفهم عند تلك النتيجة يعني وجوب الإمتثال للأمر و الواقع الذي فرضه اليمنيون بقوة رغماً عن أنوفهم , وقوف لعل وعسى يحفظون فيه و يصونون ما تبقى لإنفسهم من ذرة عزاً و كرامة وقيمةً و مكانة إن كانت لهم عزةً و كرامة و قيمة و مكانة , وعلى الرغم من ذلك كله نجد بأن هذا المدلول السياسي و الأدبي قد قوبل بالرفض ” جملةً و تفصيلا ” من قبل هذه الحفنة الضالة المضلة , في حين أن هذا المدلول قد قوبل بالموافقة ” روحاً و جسداً ” من قبل اليمنيين , الذي أكدوا العهد في أن يواصلوا مشوار ترغيم أنوف ” آل سعود ” ومن سار على شاكلتهم , تحت أقدام عظماء الأحرار المجاهدين من رجالهم كباراً كانوا أو صغارا .
قبل الأخير ….. يقول عظيم فلاسفة اليونان أرسطو (كل الأعمال المأجورة تحط من إستيعاب العقل ) وهذا ينطبق تماماً على ” آل سعود ” الذين كرسوا كل حياتهم ومالهم في خدمة الكيان الصهيوأمريكي , إلى درجة أنهم أوصلوا بإنفسهم و عقولهم إلى مستوى لا يستطيعون من خلالهما الإحساس و الإستيعاب لكنه ما يجري من حولهم من مخاطر تنصب نحوهم وهي آتية عليهم من كل حدباً و صوب , بل أنها تتسنح الفرص في كل لحظة كي تنقض عليهم كأشد من إنقضاض الوحش المفترس على فريسته , لكن لا حياة لمن تنادي , وعلى هذا فإننا نجزم جزماً قاطعاً بأن ما يفسر حقيقة رفض ” آل سعود ” للإمتثال و الإلتزام بمضمون ذلك المدلول يكمن في القول بأن ( من لم يملك عقلاً لا يمكن له أن يملك إرادة ) و على الباغي تدور الدوائر .