الدفاع عن الوطن ليس هكذا يا هؤلاء!!
مصلح صالح المرهبي
ما نلاحظه هذه الأيام أن هناك بعض الأشخاص المحسوبين على وحدات عسكرية يلوكون بألسنتهم الإشادات ويتغنون بالانتصارات التي يحققها الجيش واللجان الشعبية سواء في الجبهات الداخلية أو جبهات ما وراء الحدود، فيما هم بعيدون كل البعد عن ما يجري في الواقع، والدليل على ذلك أنهم يتكلمون في المقايل فقط، مع أن المفترض عليهم أن يكونوا في الخطوط الأمامية للجبهات يؤدون واجبهم الوطني بدلا عن الكلام الذي ليس منه فائدة سوى إيهام الناس والشارع أنهم ضد العدوان وهم عايشون في أبراج عاجية داخل بيوتهم وبين أهاليهم، وكأن الوطن لا يعنيهم لا من قريب ولا من بعيد.
*نقول لمن يمارس التضليل والتغرير على الناس من أبناء المؤسسة العسكرية والذين لهم باع طويل في مجال الدفاع عن الوطن ولديهم خبرات وقدرات قتالية عالية في التعامل مع الآليات العسكرية والمدرعات، أن يلتحقوا بجبهات القتال في أسرع وقت ممكن سواء الجبهات الداخلية أو جبهات ما وراء الحدود، لأن الوطن ليس ملكاً لفئة معينة أو مجموعة أو حزب وانما يعتبر ملكاً لجميع اليمنيين دون استثناء.
*ولأننا في مرحلة استثنائية جراء ما يتعرض له الوطن من عدوان غاشم بربري وهمجي، فإنه يتطلب منا جميعاً أن نشمر عن سواعدنا في الذود عن حياض هذا الوطن والدفاع عنه بكل ما أوتينا من قوة، لأن معركتنا مع العدوان أصبحت معركة مصيرية نكون أولا نكون.
*ولكي نعيش في وطننا بحرية وكرامة وعزة وشموخ، فلا بد أن نبذل كل ما بوسعنا من مال ورجال وسلاح ورفد جبهات القتال بالغالي والنفيس للدفاع عن بلادنا دون منٍّ أو استعلاء أو استكبار، لأن الدفاع عن الوطن ليس بالتغني أو المباهاة أو الأقوال أمام الآخرين، وإنما بالأفعال في ميادين العزة والشرف والصمود، كما يقوم به رجال الجيش واللجان الشعبية والمستميتون في القيام بواجبهم البطولي على أكمل وجه، حيث يلقنون العدو أبلغ الدروس والعبر بإيثارهم بالدفاع عن وطنهم، وليسوا بحاجة لأن يشيد بهم أحد أو التمجيد من أحد كان من كان، وهذه حقيقة واقعية يجب أن يعرفها القاصي والداني شاء من شاء وأبى من أبى.
*ونقول لمن يتغنى أو يزايد أو يلوك بلسانه فقط ما تحققه قوات الجيش واللجان الشعبية من انتصارات عظيمة في الجبهات، يا هؤلاء إن رجال الجيش واللجان الشعبية هم أسمى وأغنى وأكبر مما تدعون لأنهم – فعلاً – رجال الرجال وهم الرجال الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه، والذين بذلوا أرواحهم رخيصة في سبيل عزة وكرامة وشرف وشموخ ورفعة هذا الوطن الذي نشأ وترعرع فيه أبناؤه اليمنيون أهل الإيمان والحكمة.
فالمرحلة تقتضي من الوطنيين الشرفاء أن يقوموا بدورهم كل في مجاله لخدمة وطنهم سواء المنتمين للمؤسسة العسكرية أو للمؤسسات المدنية الحكومية ويؤدون واجبهم بضمير وأمانة وإخلاص دون مواربة أو نكوص، ويجب على الشخص أن يتقي الله في عمله، لأن من لا رقيب عليه فرقيبه الله سبحانه وتعالى وسيحاسب على كل صغيرة وكبيرة يوم الجزاء جراء ما اقترفه من ذنب إن خيراً فخيراً وإن شراً فشراً.
*وفي الأخير.. من لا خير فيه لنفسه لا خير فيه لوطنه ولا خير فيه لأهله ولا خير فيه للناس جميعا.
صحيفة الثورة