المرأة اليمنية تتحمل العبء الأكبر من طغيان العدوان
استطلاع/ زهور السعيدي
تواصل المرأة اليمنية الاضطلاع بدور وطني كبير وبارز في الحفاظ على كيانها وأسرتها التي هددتها الحرب واغتالتها الظروف المختلفة فكانت الصابرة المحتسبة المدركة لأهمية دورها ومسئوليتها في الظرف الحرج الذي يعيشه الوطن في تعزيز روح الولاء الوطني في نفوس أبنائها والإسهام في ترسيخ قيم ومفاهيم التكافل الاجتماعي وبث روح المحبة والتراحم ووضع بصماتها المشرقة في التأسيس لغد أجمل في حياة الأجيال القادمة:
تحملت المرأة اليمنية طيلة الأعوام الماضية ولا تزال العبء الأكبر من أوزار العدوان وتصدرت قائمة الخسائر والآثار الناجمة عن الحرب وتداعياتها الكارثية على الحياة المعيشية وإذا بها تدفع أثمانا باهظة في مواجهة العدوان سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة ويشهد سوق باب اليمن كثير من النساء بائعات اللبن والبخور واللبان واللحوح والحلويات وغيرها
أعباء ثقيلة
ترى غادة حسان أن المرأة اليمنية هي من تعاني العبء الأكبر من الحرب فهي المسؤولة عن أطفالها وأسرتها وخاصة في حالة فقدانها معيلها أو احد أفراد أسرتها وتقول “بأن الكثير من النساء والفتيات اضطررن للعمل وفتح مشاريع صغيرة تعيلهن وأسرتهن وتضيف غادة بأنها قد أقبلت مع إحدى صديقاتها على فتح محل صغير لبيع البخور والعطور وأنها تأمل أن يتوسع مشروعها مع مرور الأيام .
“أم أسوان” أرملة وربة بيت تعيش في مديرية آزال بالعاصمة صنعاء نفسها أمام ظروف قاهرة بسبب العدوان والحصار وتضيف هذه السيدة وهي أم لسبعة أطفال بينهم 4فتيات بأن زوجها الذي كان يعمل مدرسا في إحدى مدارس العاصمة صنعاء انتقل إلى جوار ربه في العام الأول من العدوان وان انقطاع راتبه أضاف المزيد من صعوبات الحياة لهذه الأسرة خاصة وان معظم أفرادها من الصغار دون العاشرة من العمر.
مقاومة العدوان
تروي لنا “أم سوسن” أنها قامت بفتح كشك صغير لبيع الكيك بعد ان كانت تصنعه للبقالات وأنها تقوم بصناعة الحلويات للمناسبات والأعراس وتقوم بصناعة الكيك والكعك في منزلها ثم تقوم ببيعه للبقالات وبعض المحال التجارية وتضيف بأن الكثير من النساء قد لجأن إلى صناعة الحلوى وبيعها وتتنافس النساء في صناعة الحلويات وتقديم الأفضل للحصول على اكبر عائد ممكن .
وتبقى هذه الأم اليمنية الصامدة واحدة من ملايين النساء اللائي يدركن حجم المسئولية الوطنية الكبرى الملقاة على عاتقهن في هذا الظرف العصيب الذي يتعرض له الوطن ليسطرن إلى جانب إخوانهن الرجال الأفذاذ أجمل صور التلاحم والصمود في وجه اعتى الهجمات التي تواجهها الأرض اليمنية في تاريخها الحديث.
مشاريع صغيرة
هذا العمود للمرأة تجلى أيضاً في حالة سوسن اليريمي، فهي تبيع الإكسسوارات في كشك بأحد المولات التجارية بالعاصمة وصنعاء تظل أختها آمنه في المنزل لرعاية إخوتها الأربعة الصغار والذين توفي والداهم ولا يوجد من يكفلهم.
تقول سوسن والتي تبلغ العشرين من العمر أنها اختارت الذهب المقلد لبيعه لعلمها بأن النساء لا يستغنين عنه وإن الفتيات يملن إلى شراء الإكسسوارات والخواتم المقلدة وأنها من الأشياء الضرورية لزينة البنت اليمنية “وفي حالة الحرب وارتفاع أسعار الذهب تلجأ الكثير من الفتيات لاقتناء الذهب المقلد ولبسه في الأعراس والمناسبات”.
تحكي سوسن أنها اضطرت مع أختها إلى تحمل المسؤولية بعد وفاة والديهم في حادث سير وأنها تذهب لبيع الذهب المقلد والإكسسوارات في احد الأكشاك الصغيرة لتوفر لأخوتها لقمة العيش، وترى “أن هذا المشروع الصغير جدا سيكبر مع إخوتها وأنها ستربي إخوتها على القيم النبيلة والاعتماد على النفس الذي تعلمته من أبويها”.
لا خيار
الموقف نفسه تؤكد عليه العديد من الفتيات اليمنيات في استعداد دائم لمواجهة صروف العيش وإنشاء العديد من المشاريع إذا ما توفر الدعم اللازم وان الظروف الصعبة التي مرت بها المرأة اليمنية جعلتها تخرج وتعمل وتتحمل المسؤولية غير آبهة لتحفظات في الأسواق الشعبية وفي المحلات التجارية .
تقول عبير الوصابي أن لديها الكثير من الأفكار والمشاريع التي تأمل بتنفيذها مستقبلا إذا ما توفر لها المال وان الكثير من الجهات التي تقوم بدعم المشاريع الصغيرة لا تلبي حاجة الشخص بل تعرض عليه الكثير من الشروط والأعباء التي يعجز عن الوفاء بها.