أفق نيوز
الخبر بلا حدود

” الصرخة ” …. وحكاية ستة عشر عاماً من النجاح والصمود ..!!

161

بقلم/ محمد أحمد الحاكم

في حنايا العام السادس عشر تقريباً من عمر حياة ” الصرخة ” .. أقف قليلاً أمام هذه الصرخة لأستذكر من خلالها ما سطرته الأيام والأشهر والأعوام عنها في كتب التاريخ من المعاني الكثيرة والمتعددة, والتي وقف التاريخ بأركانه ليحكي لنا وللعالم أجمع عن سر عظمة وقوة وعنفوان هذه الصرخة ومدلولاتها, السر الذي اكتسبته أثناء مولدها وباتت تعيش معه طيلة حياتها إلى حد اليوم, وليؤكد أيضاً لنا هذا التاريخ أن هذه الصرخة لم تخل أيضاً من سر آخر لا يقل شأناً عن السر الذي قبله, سر حمل من الجمالية ورونق الروعة ما لم يحمله سرٌ آخر, حاول أن يبلغ سماك السماوات العُلى شغفاً في أن يتعلق بنجومها ويحظى بشرف مكانتها .

لا أخفيكم صراحةً أن الحديث عن هذه ” الصرخة ” وما حملته من معان كبيرة وجليلة, قد أحدث في قلبي وروحي لوعةً وشغفاً لا حد لهما, حدث لا ينفك إطلاقاً من أن يزيدني حماسةً للإبحار والغوص في مكنون هذه الصرخة ومدلولاتها بغية إثراء الوجود علماً ومعرفة بمكنون ومحيط أركانها, وعلى الرغم من جمالية الحديث وبهائه إلا أنني أجبر نفسي على أن اتحاشى هذا الغوص والإبحار بشكل أكثر مع احتفاظي بتلك الحماسة المفرطة, معللاً ذلك التحاشي بأنه ليس من باب العجز الذي أخشى أن يصيبني, ولا أيضاً من باب المنةً التي أخشى من أن تنتابني في لحظة ضعفاً وتكبراً, ولكن خوفاً من أن لا أوفي هذه ” الصرخة ” حقها الكامل في شرح أهدافها ومعانيها ومنطلقات توجهاتها ومدلولات نتائجها, خاصة وأن هناك العديد من الشرفاء والعظماء وعلى رأسهم سيدي ومولاي السيد القائد الشهيد / حسين بدر الدين الحوثي ( قدست روحه الشريفة ) قد أسهبت أقلامهم حديثاً حول هذا الموضوع وأثروا الوجود علماً وهداية بصورة منقطعة النظير, ورغم ذلك كله وحتى لا أفقد المشاركة في هذا الشرف العظيم الذي يتقلده أي كاتب سأكتفي هنا بالحديث عن أبرز عوامل نجاح وصمود هذه الصرخة منذ انطلاقتها وحتى اليوم .

عموماً …. هناك مجموعة من العوامل التي عبرت بجلاء عن مكنون سر قوة وعظمة وعنفوان هذه الصرخة, والتي شكلت جميعها عوامل وأسرار نجاح وصمود هذه الصرخة وثباتها خلال الست عشرة سنة التي خلت, والتي يمكننا إيجازها في النقاط التالية :-

* إنها استطاعت أن تجسد روحية ومضمون الفلسفة الفكرية الدينية الإسلامية, والتي لا توازيها منطقياً وعملياً أي فلسفة فكرية أو دينية أخرى قديمة كانت أو معاصرة, كيف لا وهي قد نبعت من روح القرآن الكريم الذي هو جوهر الدين الإسلامي وعماده, فكانت الصورة الفعلية والعملية لمعيار القوة والضعف الإيماني لكل مسلم, والبوصلة الثابتة في الاتجاه نحو الحق الذي لا بديل لكل إنسان من أن يتجه صوبه أو الهلاك دونه .

* إنها تأسست على أرض صلبة فريدة من نوعها مقارنة بغيرها من البقاع على هذه البسيطة من هذا العالم المترامي الأطراف, وقامت على أكتاف شعب مشهود لهم دينياً وتاريخياً وأخلاقياً في آن واحد بالقوة والبأس الشديد وباللين والرأفة والرحمة, وبالأنفة العصماء والعزة التي لا تروم وبالكرامة التي لا تنحني أو تنكسر مهما كانت الظروف والمحن, قلما شهد لغيرهم من شعوب العالم أجمع .

* إنها جاءت في زمن كان الناس في ذروة البحث عن القشة التي تخرجهم من أجواء حالة التيه التي أحاطت بهم من كل جانب طيلة عقود من الزمن, إلى درجة أنها أفقدتهم الكثير من معاني الاستقرار الروحي والنفسي والمعيشي .

* استطاعت أن تبدد الضبابية القاتمة السواد, التي ظلت محاطة بعقلية وروحية أبناء هذه الأمة العربية والإسلامية طيلة عدة عقود من الزمن إن لم تكن قروناً, ولتنفض عنهم ما غشي عقولهم من براثن التجهيل والتضليل, وتمسح على قلوبهم أوزار الظلم والطغيان .

* تمكنت من تحقيق قيمها ومبادئها في أسرع وقت ممكن, رغم ما واجهته وما زالت تواجهه من صنوف القمع النفسي والعسكري, وكذا الاستبداد الفكري القائم على التشوية والتضليل العقلي .

* أكدت لأبناء هذه الأمة الإسلامية حقيقة الوضع الذي يجب أن يكونوا عليه, والماهية الإستراتيجية الصحيحة التي لا تقبل الشك أو التأويل, التي تضمن لهم الوجود والبقاء, وبما يمكنهم من السير بخطى مدروسة وثابتة ومنتظمة, تقوم على الالتزام الشكلي والحرفي القاضي بوجوب العمل وفق مبادئ وأهداف وقيم تلك الإستراتيجية, والتي سيلمسها كيانهم الذاتي والروحي, وتمس جانبهم الحياتي والمعيشي على الدوام .

صحيفة الثورة

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com