الشهيد القائد والصرخة
أشواق مهدي دومان
في نظرة عين الإنسان رسائل موجهة قويّة لمن حولنا ،نعم هي لاتبوح بكلّ ما نحمل من قيم ومبادئ ولكنّها باب مدينة الرّوح التي قد تكون فاضلة إن ارتبطت بمنهجية خالقها الذي يعلم أمرها ولا سواه عالم بها ،وقد تكون غير ذلك متخبّطة مستمسكة بخيوط أوهن من بيت العنكبوت إن ضلّت طريقها وابتعدت عن خُطى خالقها ،الموسومة والمرسومة في كتابه العزيز الذي :” لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه “.
صورة في أيقونات الآلاف من محبّي السّيّد الشّهيد القائد الأول، وليس هنا قائدا للقوات المسلّحة (دّبابات ومدافع وصّواريخ و…الخ)؛ ولكنّه أقوى من زِيّ عسكريّ خانه ملك أو أمير أو رئيس دولة وجّه سلاحه وجيشه إلى صدر شعبه ،ورمى بسهامه إلى نحر أحرار أرادوا الخلود للحق والانتصار له …
لا وحاشا ؛ فكلّ سلاح ،بل أعتى سلاح قتالي عسكري هو أضعف من سلاح صنعه ربّ العالمين في صدور أوليائه الذين جعلوا القرآن حليفاً لهم وعاهدوه على المضي على نهجه المستقيم تام الاستواء؛ بل إنّ سلاح الكون الذي يتباهى بصنعه البشر ينحني ويركع لسلاح الإيمان، ويتقهقر أمام سلاح الثّقة وعقيدة الإيمان بالله والتوكّل عليه ، ولهذا وبهذا لان الحديد لداوود ،وبهذا انشقّ البحر لموسى وبهذا جاء سيّارة لينزعوا الماء، فكان من رفعوه هو صبي اسمه يوسف الذي رأى عين الشّمس من جديد بعد أن رماه إخوته في غيابت الجّب ، وبهذا خرج يونس من بطن الحوت ، وبهذا أبحرت سفينة نوح التي صنعها باستهزاء قومه وعتوّهم ونفورهم ،وبهذا شّبّه عيسى لبني إسرائيل ؛ فنجا من قتل وصلب ،وبهذا نجا خليل الله من نار التّلمود ،وبهذا انتصر محمد بن عبدالله ونجا من كفّار قريش المؤتمرين بتفريق دمه بين قبائلهم..
نعم : هي قضية ثقة بالله ،رسمها حليف قرآن هذا العصر الشّهيد القائد/ حسين بدر الدين الحوثي في وجدانه وفكره وضميره وأخرجها سلوكا في تعاملاته وخُلُقا في يوميات وتفاصيل حياته ؛ فجعل القرآن نصب عينيه ولم يزُغ عنه ؛ بل جعل منه سيفا قاطعا، وحدّا فاصلاً بين الحقيقة والباطل، بين العدل والظلم ومرادفاته من جبروت، واستكبار ماسوني وأذياله في دول العالم الأشدّ ظلاما وظلمة منها : العالم الثّالث أو النّامي والذي سعت قوى الاستكبار لطحنه في رحى وطاحون تخصّصت لطحن الأبطال رغبة في محو الرّجولة والبطولة والجهاد من جذورها في حروب من شأنها إجهاض حياة القرآن في رحم الأمّة المحمديّة ،وإزهاق روحه بإزهاق روح من يعمل به ،
نعم : إزهاق من يصرخ بشعار فيه حقيقة الانتصار على كلّ دعاة الاستكبار ، وتعريتهم ،فكانت صرخة :
الله أكبر
الموت لأمريكا
الموت لإسرائيل
اللعنة على اليهود
النّصر للإسلام ؛
كانت هذه الصّرخة هي عصا موسى التي شقّ الله بها له البحر ،وهي نفس العصا التي لقفت ما أفِكَ سحرة فرعون، ونفسها التي هشّ بها على غنمه ،وهي التي كان له فيها مآرب وأسرار أخرى ،لا يعلمها سوى الله (سبحانه وتعالى ) …
نعم : كلّ تلك الحروف النّابضة بالحياة هي ما استدعاه فكري وعقلي ووجداني في نظرتي ورؤيتي لمحيا الشّهيد القائد / حسين بدر الدّين الحوثي ، الذي تحالف مع القرآن فكان القائد الأعلى للقوات الإيمانيّة تحت جناح مسيرة ترفع القرآن راية وعملاً ؛ قضية حق تؤمن بأنّ القرآن هو الحياة التي لا تخرج عن كونها عقيدة وجهاد ؛ وهذه المسيرة لن يُكتب لها الحياة تحت ظلال محتل أو مستكبر أو عربيد أو ناطق بعيدا عن لسان كتاب الله الكريم ؛ ولهذا كان هذا الشّهيد هو قائد مسيرة القرآن في هذا الزّمن ،الذي عتا وظلم وتجبّر وتكبّر المحتلّون فيه حتّى لم يجرؤ أحدٌ قبل الشّهيد القائد أن يصرخ في وجه الظّالمين بصرخة أعمت بصائر المرجفين، والمنافقين والجبناء ،والعملاء، الذين مسّتهم بالضّرّاء فأصيبوا بعمى القلوب والبصائر ؛ حين لم تكن مسيرة القرآن وقائدها على هواهم فيميل نحو أمريكا و إسرائيل ؛ فما كان منهم إلا أن يقفوا موجّهين ومتوجّهين بأفئدتهم قِبَل الشّيطان ( أمريكا ) محاولين تكميم أفواه من صرخ مرددا :
الله أكبر
الموت لأمريكا
الموت لإسرائيل
اللعنة على اليهود
النّصر للإسلام…
تلك الصّرخة التي انتعلت أمريكا عملاءها ؛(لإزهاقها ) ، و لكنّهم فشلوا في ذلك ،فكتب الله للحق أن يحيا فكُتِبت حياة جديدة للمسيرة القرآنيّة افتداها قائد المسيرة القرآنيّة السّيّد / حسين الحوثي بروحه التي ارتقت للسّماء ولكنّها سكنت أرواح من لازال القرآن حيّا يُرزق فيهم ، وما أكثرهم ،وأشدّ بأسهم ،الذي انحنت لهم صواريخ الاستكبار وأعلنت هزيمتها خلال أكثر من عامين من عمر العدوان الماسوني المتقنّع بالمرتزقة وأوليائهم من عبدة الشّياطين وعبدة بول البعير ؛ وهؤلاء هم الأدنون سرمداً ؛ وأمّا حزبُ الله فهم رجال الله المتخرّجون من مدرسة الشّهيد القائد/ حسين بدر الدّين الحوثي ؛ وهؤلاء هم الغالبون …..