أخلاق وعطاء
زينب عبدالوهاب الشهاري
الشهيد (طه حسين محمد الكبسي)
هو الشهيد التي تسامت روحه على دنيا الفناء وتعلقت بدار الخلود ومضت تخط مسيرة معراجها في دروب العلا بخطوات ثابتة في ساحات الحتوف هي روح الشهيد التي استسهلت كل عسير وذللت كل مشقة… وخاضت غمار الملمات ونازلت الأهوال وصارعت الخطوب واسترخصت ذاتها في سبيل الظفر بمرادها والفوز بمبتغاها…
هم الشهداء الذين تعبدت نواصيهم في محاريب الجهاد واستقر في نفوسهم حب ثرى الوطن وتشربت نفوسهم نهج الثقافة القرآنية …
حديثنا اليوم عن مجاهد جمع أطيب الخصال، وأسمى الأخلاق وهو الشهيد طه حسين محمد الكبسي
كان الشهيد على خلق ودين منذ صغره، كان هادئا ذكياً كما كان صبوراً كريماً ومحبوباً، التزم بالصلاة وواظب عليها منذ كان عمره ثماني سنوات، شعر بالمسؤولية تجاه جميع من حوله وأولهم أسرته حيث كان يهتم بالتحصيل الدراسي لإخوانه وأخواته ويشرح لهم دروسهم ولا يبخل عليهم بأي شيء.
لم يتعب أبواه في تربيته لأنه كان طائعاً وحينما كبر كان يقدمهما على نفسه ولا يشتري شيئا إلا يشتري لأبيه وأمه مثلها.
كان الشهيد طه الكبسي شخصاً عصامياً اعتمد على نفسه وبدأ بالعمل منذ كان عمره ?? عاماً.
كان الشهيد طه سخياً معطاءً ولا يتبع إحسانه مناً ولا أذى، كان صادقاً ومخلصاً وطيباً ويعامل الآخرين من منظور طيبته غير آبه بنفسيات البشر المختلفة.
انطلق الشهيد طه ملبياً داعي الجهاد في ردع العدوان الغاشم على بلاده بكل قوة وثبات وعزيمة..
لم يبخل أبداً على هذا الوطن الغالي فقدم كل ما لديه.. بذل ماله للجبهات ودعم المجاهدين وكان يزودهم بالغاز وكانت روحه هي الأخرى رخيصة فبذلها في سبيل أن يبقى هذا الوطن حراً مستقلاً .
لم يكن يخبر أسرته كثيرا بعمله الجهادي الذي انطلق فيه بكل عزيمة وقوة حتى أنه بعد استشهاده تفاجأت أسرته بأنه كان يكفل أيتاماً ويعطي لأسر الشهداء رغم ظروفه المالية الصعبة إلا أن معاني التقوى وحب الخير والتكافل أقوى وأسمى عنده من كل شيء.
هكذا كان الشهيد طه فكان حقا لمثله أن ينال وسام الشهادة ويحظى بهذا الاصطفاء ويحيا حياة الخالدين.
كان الشهيد طه كالمصباح الذي ينير للآخرين طريقهم وكان كالبستان المثمر الذي لا ينقطع عطاؤه، فضل مشقة ميادين القتال على الراحة والقعود وفضل ما عند الله على حياة الدنيا الفانية وأراد أن يكون رفيقاً للأنبياء والأولياء والصالحين فكان أهلاً لذلك.
ارتقى طه شهيداً بعد أن خاض معركة الكرامة والبطولة ضد أعداء الله، شهد يوم الثامن عشر من شهر يونيو لعام ????م ارتقاء روحه الطاهرة إلى جوار ربه بعد أن نكل بالأعداء في جبهة المخا.
تقول ابنة الشهيد : (كنت أريد أن أحقق طموحاتي وأحلامي لأرى نظرة الفخر في عيون أبي وعندما تحقق جزء من طموحي قبل أبي جبيني وقال رفعتي راسي يابنتي).
تقول أخت الشهيد :
(يا طه
يا حبيبي
يا حبيب الله
يا حبيب رسول الله
يا حبيب الناس كافة
يا حبيب الفقراء والضعفاء
هنيأ لك الشهادة والعظمة وتوفيق الله
عشت بهيبتك ومت بهيبتك
وهي هيبة الشهادة ورضا رب العرش عليك
عشت وأنت تنظر إلى من هو أضعف منك بعينك الرحيمة. عشت وأنت أبُ وأخُ وصديق كل شخص من حولك.
كنت أباً وأخاً فسبقتنا بالشهادة لتشفع لنا وتنظر إلينا بقلبك الحنون.
فهنيئاً لك
هنيئاً لك)
نعم هنيئا لك يا فارس الميدان هنيئا لك النعيم جوار العظماء…. هنيئاً لك الشهادة.
نعم هي روحك الطاهرة التي تستثير كل شهم وتنادي من جنان الخلد كل حر أن استمروا في دروب العطاء والبذل لتعيشوا حياة الكرامة دون ذل أو مهانة واذخروا أنفسكم لميادين الجهاد التي لا يخوض غمارها إلا كل حر شريف وأذيقوا المعتدين من بأسكم وقوتكم وابنوا لبلدكم صروح المجد وشيدوا بنيان العزة.