آية النصر
زينب الشهاري
هو آية في الجهاد ترنمت بها الأفواه، هو معجزة في الصبر هامت بذكرها الأرواح، هو قدوة في الإمتثال أذهلت العقول، لا نباح عملاء خونة، و لا صنوف عذابهم… و لا وحشية تهديدهم و تنفيذهم بالدفن حياً أضعف إيمانه أو هز ولائه….
يا صبر بلال و بأس حجر بن عدي… أي روح ملكت و أي إيمان سكن قلبك.. أيها
الليث الذي صلت و جلت في ميادين القتال و غرست مخالبك في نحور الأعداء و مزقت بأنيابك غطرستهم و أسقطت ببأسك كبريائهم، يا أيها الفارس المغوار الذي تقدمت خطوط النار و ردعت فلول المعتدين الخائنين… أنت الفرق الجلي بين الرقي و كمال التضحية و بيت الدناءة و الوحشية المقيتة… أنت الفرق بين من باع ذمته و غير ولاءه و جند نفسه لإبليس و مال حيث يميل المال و بين من باع نفسه لله و تولى أولياءه و انضوى تحت راية الدين و الوطن…يا من أبى لسانه الطاهر أن يتنجس بشتم قيادته التي ينبض لها القلب بالطاعة و تهتف لها الروح بالولاء و المحبة… يا من أبت نفسه التي تشربت من نهج ثقافة القرآن أن يلوث إيمانه و يخدش و لائه لربه و قيادته و وطنه و لو بكلمة تدرء عنه الموت فآثرت أن تلقى بارئها في أحلى حلل البهاء النوراني و أرقى معاني الجهاد المقدس و أروع حكايات التضحية الجليلة… يا بطل التاريخ… نعم لقد هزمتهم و أرعبتهم بجلدك … لقد عرف العالم أخلاقنا و تعاملنا مع أسرانا و كيف ننزلهم ضيوفا نحسن مثواهم و نداوي جراحاتهم و نقدم لهم الطعام و الشراب و كيف هو منطقهم و ما هو مبدأهم الذي يذبح الأسير و يدفنه حياً… سحقاً سحقاً لكم يا أذناب العدوان سينبذكم هذا الوطن و يطرح جيفتكم بعيدا عن أرضه و سينبذكم أسيادكم الذين سيرومونكم كورقة بعد إكمال استخدامها فلكم الخسران و لكم المهانة..
هنيئاً لشهدائنا كرامتهم في الدنيا و فوزهم في الآخرة و هنيئاً لكم انحطاطكم و ذلكم و خزيكم في الدنيا و الآخرة.
هنيئا لك أيها الأسير المدفون حياً يا آية النصر (عبد القوي عبده حسين الجبري) هذا الشرف و الفضل عشت أبياً شامخاً و استشهدت أبياً شامخاً.. سلام الله على روحك الحية في نعيم الخلد و السلام على كل أرواح الشهداء الأحرار الشرفاء أمثالك….
وطن فيه ألف عبدالقوي محال أن يقهر او يهزم.