أفق نيوز
الخبر بلا حدود

من الحرق إلى الذبح إلى الدفن حيا

162

حميد دلهام

مشروع متكامل تتعدد وتتنوع فيه صور الوحشية، والإستهانة بآدمة الإنسان التي تم تكريمها، من قبل الخالق عز وجل ( ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر )

مشروع يتبناه أراذل الخلق والسفلة، ممن يدعون إنتمائهم إلى أطهر وأعدل وأرحم الأديان و أرقاها، وأقدرها على صنع سعادة البشرية، و تحقيق العدالة في أوساط مجتمعاتها، و ترسيخ قواعد المساواة والعيش بكرامة لكل بني البشر، بالإضافة إلى القومية العربية، التى لها من الصفاء والوفاء والقيم والشيم والعادات والتقاليد، ما ينافي تماما جرائم اؤلائك السفلة ومشروعهم القذر. .

هذه المفارقة العجيبة، مما يصعب على العقل البشري القبول والتصديق بها،  فكيف يقدم عربي مسلم، على فعل مثل هذه الموبقات، و ينخرط في مثل ذلك المشروع الإجرامي المتوحش؟

أما إذا أضفنا خصائص وصفات ونخوة وشهامة واخلاق المجتمع اليمني، إلى رصيد اؤلائك الأشقاء الأدعياء، فأي منطق وأي عبارات يمكن أن تصف إجرامهم، و أي العناوين يمكن أن تندرج تحته مثل هذه الفضائع، فقتلة الشهيد الحي الخالد المدفون حيا عبدالملك الجبري، هم مجرمون ينتسبون إلى مافيا يمنية تطلق على نفسها شرعية، وتحضى بدعم أكثر م عشرين دوله معتدية،،، إنه المستحيل الذي أصبح ممكنا، والخيال الذي لا مفر من القبول به..

الدفن حيا، تلك الصورة المقززة من التوحش و الإجرام، تفنن في إخراجها، ومفاجأة البشر بها، سفلة وشذاذ وأراذل وأشرار، يؤسفنا إنتمائهم إلى بلدنا ومجتمعنا، و يؤسفنا أن يكون لهم في اليمانية حظ ونصيب..

عدة رسائل تطلقها حادثة إستشهاد الشهيد الجبري، و بتلك الطريقة المقززة ، والوحشية غير المسبوقة، أهمها الرسالة الى الداخل ، وهي الرسالة التي يجب أن يتلقاها الشعب اليمني، وبإنتباه شديد، وحرص كبير على التفاعل معها،، مع ملاحظة القصور الشديد في هذا الجانب ، فعلى الرغم من مرور أيام ليست بالقليلة، إلا أن الجريمة المقززة، لم تتحول إلى قضية رأي عام..فأين الخلل..؟؟

سؤال يطرح نفسه في ظل التناول الباهت- أن لم أكن مخطئا- واللامسؤل للحادثة الإجرامية من قبل إعلامنا الوطني المقاوم، المأساة كبيرة والحادثة أكبر من أن يتم التطرق إليها، والتعاطي معها كعنوان أو خبر عادي من عنواين أو مفردات نشرة أخبار،،، أين الحيز الإعلامي والتركيز الشديد، الذي خصص عبر قنواتنا الاعلامية، لإبراز الجريمة وآثارها وابعادها وغرابتها على مجتمع أصيل وشريف وأخلاقي كالمجتمع اليمني؟

أين الرسالة الاعلامية القوية ، التي تلفت انتباه المتلقي والمشاهد والسامع، إلى خطروة المشروع الذي يقف ورائه القتله المجرمون، و تعمل على وصفهم، و تصنيفهم بما يستحقون من الوصف والتصنيف، الذي لا يقل في حده الأدنى عن الدعشنه…؟؟؟

أين الرسالة الإعلامية القوية، التي تعمل على، فضح اؤلائك القتله، ومن يقف في خندقهم،، و تساهم في تعريتهم من كل دعاواهم الباطلة بانهم يقاتلون من أجل مصلحة الشعب اليمني، فأي مصلحة ، و أي عرف وأي دين وأي ملة وأي خلق يقبل مثل ذلك التصرف اللاخلاقي..؟؟؟ و هل سبق للتاريخ اليمني أن سجل في صفحاته، حدوث مثل تلك الجريمة النكراء…؟؟؟
أين الضجة الكبرى والاهتمام الكبير التي أثارت الجريمة، في أوساط كتابنا الأعزاء،، أم أنني اعيش في كوكب آخر،،
حتى الرسالة الى الخارج المتعامي أصلا عما يحدث ويرتكب ضد الشعب اليمني ، لم تكن كافية، ولم تخاطب العالم بما يجب أن يفهمه، و يعرف حقيته حول العدوان، و من يقف في خندقه من مجرمي الداخل والخارج،، وإذا كانت جريمة حرق الطيار الأردني وهو حي من قبل داعش في سوريا، قد جرحت الضمير العالمي، و أثارت ضجة كبرى على مستوى أرجاء المعمورة، فجريمة دفن الشهيد الجبري حيا، من قبل دواعش اليمن لا تقل في الجرم والوحشية واللاإنسانية،، فأين الضجة المتوقعة، والى متى سيظل الشعب اليمني لا بواكي له في مأساته، وما يتعرض له من إعتداء وصلف طال كل شي، ولم يسلم منه أي منحى من مناحي الحياة. ..

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com