أفق نيوز
الخبر بلا حدود

أسرار ما جرى!

184

د.مصباح الهمداني

أحاول بكل جهدي قراءة واستقراء ما حدثَ ويَحدُث، وركزت كل الجهد لفرز الصور الكثيرة، والتي ازدحمت، في لحظات فارقة، وفي زمن مضغوط، وأجواء مُتلبدة…

صدقوني أيها الأحبة، مهما كتبنا، ومهما وصَّفنا، فلن نُمسك إلا بجزءٍ من الصورة…

ومع هذا الجُزء، سأوضح ما استطعت للمراقب العالمي والإسلامي والعربي ، قبل اليمني…

لقد ترقَّب العالم كله، وفي مقدمتهم الشيطان، وعبيده العُربان، ماذا سيجري؟ بل؛ كيف سيجري؟ خاصةً وقد تم التحضير لهذا اليوم، بكل حيلةٍ وغِيلة، وبكل خِنجرٍ ووسيلة، ورُسِمَت الخطة بدقَّة، ابتداءً بحشدِ الألوف من المرتزقة في مأرب، وانتهاءً بإرسال الألوف من المندسين إلى صنعاء، مرورًا بضرب مداخلِ العاصمة بالطيران، وبُذِلتْ من أجل المُخطَّطِ المليارات، وفُتحت لنفخه القنوات، ونُشرت له النشرات، وامتلأت بالتحريض الخطابات، واستُنفرت له كل الحُثالات، وتم تجهيز المحللين، وكبار المروجين، في استوديوهات القنوات…

لم يكن القائد بعيدًا عن شعبه، ولا غائبًا عن جبهاته، واستشعر الخطر، وتأمل في الأمر، وتمت الدعوة إلى الساحات، فامتلأت( الصباحة، وبني الحارث،وهمدان،والرسول الأعظم،وطريق المطار، والسبعين) بالملايين ، ومع أن حشدا السبعين والمطار قد انفضَّا ، إلا أن الساحات الأربع المتبقية ما تزال تستقبل الوفود حتى الظهر…

وكانت الحشود، لا تأتي حاملة الصور، والشعارات، بل تحمل معها الزاد والعتاد، وقد كانت قافلة واحدة من قبيلة واحدة هي (خمسين ثور، مع توابعها من قمح وأرز، وفواكه)، ولكم أن تعدوا ماستجمعه الساحات من آلاف بل ملايين العدة والعتاد…

لقد بدأت مملكة الشيطان، تقع في شر أعمالها منذ ليلة الأمس، فلم تكتفي بقصف مداخل صنعاء والنقاط الأمنية، بل قامت بقصف “لوكندة” في أرحب وحدث بذلك القصف مجزرة رهيبة؛ ذهب ضحيتها حوالي سبعين شهيد وجريح، من أبسط وأفقر العمال، ووقع كذلك العملاء المندسين في شر أعمالهم، فتم إلقاء القبض على إنتحاريين، وتم الإجهاز بسرعة وقوة؛ على عصابة حاولة إقامة النقاط، وكذلك تم استقبال الزاحفين من مارب بصاروخ باليستي مسدد، ولم يأتِ صباح اليوم، إلا على بأسٍ حاضر، وقوة قاهرة، وحكمةٍ ثائرة…

جاء الصباح، مشرقًا في كل شيء، وقد دفَنَ معه كل أحلام ومؤامرات الأمس، وكان خطاب الزعيم عفاش في السبعين، محطة فارقة، وضربة قاصمة، للرعاةِ والعملاء، والخونةِ والمتربصين، وللإعلاميين اللاعقين لنعال الغزاة، فقد أدركَ المؤامرة، واستوعبَ خطورة المُخاطرة، ورأى الوطن والمصير، وعبَّر عن تلك الجماهير، وأخذَ كل الخناجر التي وصلته من المتآمرين والحاقدين والغزاة، وسددها إلى صدورهم القبيحة، وأعينهم الزائغة، وأدمغتهم المتربصة:

فدفن زلة الميليشيا : وأبدلها بالإشادة والشكر للجان الشعبية.
ودفن زمن المغازلة: وأبدلها بأننا صخرة ستتحطم عليها المؤامرات.
ودفن زمن المجاملة: وأبدلها بغسل يده عن تلك الشرذمة الخائنة العميلة المتواجدة خارج الوطن
ودفن زمن التراخي وقال:
مستعدين ومن الآن بعشرات الآلاف من المقاتلين الموجودين في مساكنهم

إن ماحدثَ اليومَ، لهو حري بأنْ يُدرس في كل جامعات العالم، فهو انفجار توعوي، وحكمة يمانية، ويقظة إنسانية، جعلت من شعبٍ مسلحٍ مقاتل، أن ينسجمُ بحب، ويتعاضد بقوة، في وجه عدوٍّ يمتلك المليارات، وله حِلف من 17 دولة ومثلها من المرتزقة…

إنني أقِفُ باستحياء، وأنا استرجع قول القائد الشهيد، حين قال: سيخدمكَ العدو من حيث لا يشعر..فليته يرى اليوم ما فعلته كلماته، ونظرته البعيدة، ورؤيته العميقة، ليته يرى كيف خدَمَنا العدو، وكيف كَسَرت الحكمة والقوة والبأس اليمني قرون الشيطان الوهابي وعملائه وأسياده…

لقد رأيت اليوم، حفيد محمد، يجمع قلوب اليمنيين،ويرص صفوفهم، ويوحد بنادقهم، ويشد سواعدهم ، نحو عدو مجرم ملعون، يدعي الإسلام ، وقد انتهك العرض، واحتل بعض الأرض..

رأيت الحفيد، يفعل بالقلوبِ والعقول، ما فعله جده محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وإنني أرى النصر بعد اليوم، أقرب وآكدُ وأسرع…

وعلى العدو أن يكتب في مناهجة لكل أجياله القادمة وبالخط العريض: أن اليمن مقبرة الغزاة ، وعليه اليوم أن يبصقَ في وجه عملائه، وعسسه ومخبريه…

وسلام الله عليك أيها القائد العلَم ، وعلى رجالك العظماء، وعلى كل يمني غيور، قبَّلت قدماه تراب الساحات الست…

 

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com