الثروة النفطية اليمنية في الربع الخالي تحرك الأطماع السعودية الإسرائيلية المشتركة في المنطقة
> العدوان على اليمن هدفه الأول اقتصادي
> مصادر دولية تكشف عن ثروات نفطية وغازية تقدر بـ34% من الاحتياطي العالمي موجودة في اليمن
> الإماراتيون يحلمون ببناء جسر يربط آسيا وأفريقيا عبر باب المندب لتوسيع اقتصاد الخليج غربا
تحليل /الإدارة الاقتصادية
فجر فيديو للجنرال السعودي المسؤول عن ملف التعاون السعودي الإسرائيلي الصهيوني صدمة لليمنيين حيث يؤكد فيه أن التعاون السعودي الإسرائيلي القادم سيكون على الاستفادة من الحقل النفطي الكبير في الربع الخالي الواقع بين اليمن والسعودية كاشفا النقا بأن الحرب على اليمن حاليا ما هي إلا لتأمين هذا المشروع من جهة ومن جهة أخرى لفتح معبر دولي يربط بين القارة الأفريقية وقارة آسيا عبر جسر من جيبوتي الى اليمن وإنشاء مدينة النور في الضفة اليمنية لباب المندب .
الجنرال عشقي يقول في الفيديو وهو في ندوة لمركز سعودي إسرائيلي: هناك حقلان نفطيان هائلان الأول في منطقة الربع الخالي بين اليمن والخليج وهذا سيقود لشراكات مع إسرائيل لاستغلاله والثاني في منطقة الاوجادين الصومالية سيكون لمصلحة اثيوبيا والصومال وتتسيد عليه اثيوبيا وسيتم التعاون في استغلال هذين الحقلين بين الشركاء وتقاسم الكعكة بين أمريكا وإسرائيل وحلفائهما من الأعراب. وبالتالي يكشف حقيقة هامة عن العدوان على اليمن تتجلى في أنه يتم بتخطيط لتدمير قواه الوطنية وتسهيل دخول غزاة جدد يسيطرون على الأرض طمعا في ثروتها بأسماء ويافطات تدغدغ مشاعر البعض كما يفعل المحتل الاماراتي في الجنوب والذي يقوي مجاميع ومرتزقة لمصلحته وينهب الثروة وهم عنده مثل الكلاب المشردة يعطيهم الفتات فقط .
قصة الأطماع الاقتصادية في اليمن قصة طويلة جدا لكنها اليوم بدت واضحة للعيان ولكل ذي لب وعقل ،لكن هناك من تجردوا من الوطنية وباتوا عقولا تهب منها الرياح لايصدقون تلك التأكيدات ولايريدون ان يفهموا تلك السيناريوهات بل يهذون ويقولون ان اليمن لاتمتلك أي ثروات وتلك الاقاويل هراء ؟ لهؤلاء نقول هذه الحقائق فتعالوا بنا لقراءتها بتمعن .
يمتلك اليمن، وخصوصاً محافظات مارب والجوف وحضرموت، واحداً من أضخم الاحتياطيات النفطية. وقدّرت أبحاث علمية وشركات عالمية للتنقيب أنه يفوق نفط الخليج بأكمله. وهو ما يفسر الجهد المتواصل من دولة الوصاية السعودية، ومنذ ثلاثة عقود على الاقل، لعرقلة أي استفادة لليمن من المخزون النفطي لأجل تطوير الاقتصاد والمجتمع. وقد أدى التفاهم الامريكي ــ السعودي الى حصر الاستثمار اليمني بحاجاته المحلية فقط، وضمن إطار يحفظ شكل الدولة بحدها الادنى ويمنع الفوضى الشاملة خشية انعكاساتها السلبية على أمن السعودية.
مقتطفات تاريخية
في شهر سبتمبر 2015م نشرت جريدة الأخبار اللبنانية مقتطفات من اهداف الحرب على اليمن ابرزت فيها الجانب الاقتصادي وأكدت أن الهدف الاستيلاء على الثروة اليمنية وفقا لخطة أمريكية تنفذ من قبل الحلفاء التابعين لها في المنطقة وتقوم بتزويدهم بالسلاح والعتاد والدعم اللوجستي مقابل ذلك ، وتروي نقلا عن خبير يمني ومسؤول كبير في صناعة النفط في الثمانينيات أن اليمن يعتبر مخزونا لحوالي 34 % من النفط في باطن الأرض على مستوى العالم لكن الاعراب من الدول المجاورة تمنع استخراجه واستفادة اليمنيين منه ضمن مخططها ان تستولي عليه يوما ما.
ويقول الخبير اليمني: إن شركة أجيب النفطية الإيطالية حصلت عام 1979م على امتياز حق العمل في شرق اليمن، وبالتحديد في حضرموت، وفي عام 1982م أعلنت الشركة اكتشافات نفطية واعدة في أكثر من موقع. وتم الإعلان عن ذلك بواسطة الإعلام الرسمي لدولة اليمن الديموقراطي (اليمن الجنوبي). لكن الذي حصل هو الانسحاب السريع والمفاجئ للشركة الإيطالية.
ويكشف المرجع اليمني أنه تبيّن في ما بعد تعرض الشركة لضغوط إقليمية ودولية من أجل التوقف عن العمل. وهو أمر لا يحتاج إلى شرح، متى تعرف أن استهلاك إيطاليا الأكبر للنفط مصدره السعودية، حتى إن الشركة نفسها كانت قد أبرمت عقوداً كبيرة في السعودية قبل أن تعلن في وقت لاحق تجميد عملها في اليمن.
ويكيليكس تكشف
أخيراً، كشفت الوثائق المسربة عبر موقع «ويكيليكس»، عن الخارجية السعودية، أن لجنة عليا شكلت برئاسة الأمير سلطان بن عبد العزيز، الذي كان يشغل وزارة الدفاع والمكلف بالإشراف على اليمن، وعضوية وزير الخارجية السابق سعود الفيصل ورئيس المخابرات وآخرين، وكلفت اللجنة بالعمل على مشروع هدفه شقّ قناة من السعودية إلى بحر العرب من خلال محافظة حضرموت، بغية الاستغناء عن كلّ من مضيق هرمز وباب المندب. ولم توضح الوثائق الأسباب التي حالت دون تنفيذ المشروع.
النفط
أما في ما خص محافظة مارب، فقد شهدت ثمانينيات القرن الماضي دخول الولايات المتحدة على الخط. وعندما ظهر أن نهاية الحرب العراقية ــ الايرانية تنتهي من دون إسقاط النظام في طهران، شعر الأميركيون بأن الخطر بات محدقاً بمنطقة الخليج، وهو خطر قد يهدد النفط. لذا قررت الولايات المتحدة التنقيب عن النفط في اليمن. ومنعاً لإثارة حساسية الرياض، أوكلت مهمة التنقيب إلى شركات صغيرة، أبرزها شركة «هنت» الأمريكية.
وقد أدت هذه الخطوة إلى خطوات يمنية في المقابل، كان بينها حضور نائب الرئيس الأمربكي (في حينه) جورج بوش حفل تدشين مشروع مصفاة مارب (1986)، كذلك وضع في الوقت نفسه الحجر الاساس لمبنى السفارة الأمريكية الجديد في صنعاء. ولم يتحفظ بوش الأب على التصريح يومها بأن واشنطن وجدت بديلاً من نفط الخليج الملتهب.
وهي الخطوة التي فسّرها اليمنيون بأنها إشارة إلى الدخول الأمريكي المباشر، وليس من خلال السعودية، إلى قلب المشهد اليمني.
كذلك، تم اكتشاف كميات هائلة من النفط في حضرموت ومثلث حضرموت ــ شبوة ــ مارب، وبالتوازي، تم اكتشاف احتياط نفطي ضخم في محافظة الجوف، وأعلنت شركة «هنت» الأميركية الاكتشافات الجديدة، لكنها توقفت فوراً عن أعمال التنقيب، من دون ذكر الأسباب.
بتاريخ 8 /1 /2013م، بثت قناة «سكاي نيوز» الأمريكية تقريراً ضمنته القول بأن اليمن يستحوذ على 34 % من مخزون النفط العالمي، وأن أكبر منبع للنفط في محافظة الجوف المجاورة للسعودية.
استكشافات 2014م
في بداية عام 2014 قامت وزارة النفط اليمنية بتنشيط عمليات الاستكشاف النفطية في عدد من المحافظات، بينها الجوف التي تم تلزيمها للشركة النفطية اليمنية «صافر».
وبعد وقت قصير على بدء المسح الميداني، بوشرت أعمال الحفر والاستكشاف الأولي، وأعلنت الشركة عن وجود نطاقات هيدروكربونية. كذلك أظهرت النتائج الأولية اكتشافات غازية بكميات تقدر بملايين الأمتار المكعبة من الغاز يومياً.
غير أن الذي حصل بعد هذا الإعلان هو إصدار السعودية قانون عمل جديد، تبيّن أن الهدف منه طرد ملايين العمال اليمنيين. وبدأت الداخلية السعودية بتجميع المغتربين اليمنيين في أماكن عامة بطريقة مهينة ومذلة، بغية ترحيلهم وطردهم، من دون أي مراعاة لحقوقهم.
ردود
ولم تتوقف الأزمة عند هذا الحد، بل حركت السعودية بعض القبائل الموالية لها، التي تولت تخريب أنبوب النفط الرئيسي في مارب، وتعطيل خطوط نقل الكهرباء في مارب، والتي تغذّي معظم مناطق الشمال.
وبعد هذه الضغوط، التي شملت رشوة مسؤولين كبار في الدولة اليمنية، أعلنت شركة صافر، ومن دون تبرير، «التوقف» عن استكمال عملية التنقيب في الجوف، مع العلم بأن الشركة لم تقترب من المنطقة الحدودية السعودية، وأبقت التنقيب على بعد 40 كلم منها.
منفذ للبحر العربي
في سبتمبر من العام 2015م نشرت الصحف الدولية تسريبات لخطة قناة سلمان والتي تهدف لشق ممر مائي من مياه الخليج الى بحرب العرب ويمر بحضرموت اليمنية وتبلغ تكلفته حوالي 30 مليار دولار وحسب المصادر الدولية فإن هذا المشروع هو مشروع سري تداوله آل سعود من الأربعينيات في القرن الماضي وزادت أهميته في الحرب الإيرانية العراقية في الثمانينيات .
قناة سلمان
يقول الخبير عبدالله بن عامر إن محاولات المملكة بعد تدخلها العسكري في اليمن وعبر الأطراف اليمنية الموالية لها التأكيد على تنفيذ مخرجات الحوار منها ما يتعلق بالتحوّل إلى النظام الاتحادي الذي يقسم اليمن إلى 6أقاليم كلام يفتقد للمصادقية فهو في باطنه يهدف لأسباب اقتصادية أولا وهو ما ترفضه قوى يمنية.
ولم تستبعد مصادر سياسية في صنعاء أن يكون حديث الإعلام الرسمي في السعودية حول مشروع قناة سلمان وفي هذا التوقيت له علاقة بالمشاورات والتفاهمات الجارية سيما بعد أن تحدثت وسائل إعلامية عن حصول الإمارات العربية على امتيازات كبيرة في جزيرة سقطرى اليمنية وبعد حديث مستشار الملك السعودي أنور عشقي عن مشروع آخر للربط بين قارتي آسيا وأفريقيا عن طريق مد جسر بين اليمن وجيبوتي عبر مضيق باب المندب وإفصاحه عن حقل نفطي واعد يقع في منطقة الربع الخالي بين السعودية واليمن .
كل ذلك دفع إلى تعزيز الربط بين الحرب الدائرة في اليمن وبين الطموحات السعودية وعلى رأسها الاقتصادية والمتعلقة بالثروات الطبيعية والموقع الاستراتيجي المهم لليمن .
أطماع الإمارات
على ما يبدو للمتابع أن دول ما يسمى التحالف قد بدأت بالفعل تتوزع الكعكة اليمنية فيما تحاول المملكة الإستحواذ على نصيب الأسد سيما بعد أن تمكنت الإمارات من بسط نفوذها على جزيرة سقطرى وعلى بعض المناطق في المحافظات الجنوبية منها ميناء عدن.
جزيرة ميون
بدأ التوسع والنفوذ الاحتلالي الإماراتي في اليمن في الظهور واضحا حيث بدأت في بسط السيطرة على جزيرة ميون التي تسيطر عليها عسكريا وإداريا بشكل كامل خصوصا بعد احتلالها لمدينة المخا والساحل الغربي لمحافظة تعز بما في ذلك مضيق باب المندب وأقامت القوات المحتلة الإماراتية قاعدة عسكرية و هجرت جميع سكان الجزيرة ونقلتهم إلى خيام في منطقة صحراوية وحولت مساكنهم إلى ثكنات لها كما قام الإماراتيون أيضا بتحويل بلدة ذوباب القريبة من باب المندب إلى قاعدة عسكرية يتحكمون بها بالكامل وهجروا جميع سكان البلدة البالغ عددهم نحو عشرة آلاف مواطن ونقلوهم إلى خيام في منطقة صحراوية وفي ظروف غاية في المعاناة وحولوا مساكنهم إلى ثكنات عسكرية أيضا كما حول الإماراتيون ميناء المخا إلى قاعدة عسكرية ومنعوا اليمنيين من صيد الأسماك الذي هو مصدر رزق معظم السكان على طول الشريط الساحلي من باب المندب وحتى ميناء المخا .
وقد نشر الصحفي جيرمي بيني وهو محرر متخصص بقضايا الشرق الأوسط في موقع جينز ديفنس البريطاني الذي يعنى بقضايا الدفاع والتسلح صورا وخرائط توضح الإنشاءات التي تقوم بها القوات الإماراتية في جزيرة ميون على مضيق باب المندب وما يعتقد أنه مدرج طائرات جديد يتم إنشاؤه وتوقع أن تنتهي من إكمال بناء مدرج الطائرات وإنشاءات أخرى بحلول هذا العام.
المصدر : الثورة