ما هي أسرار تفوّق” صالح “ و”الحوثي” وتحويل خلافاتهما إلى مصادر جديدة للقوة؟
يمانيون – متابعات
من جديد يؤكد الرئيس علي عبدالله صالح والسيد عبدالملك الحوثي للداخل والخارج بأن شرفهما الوطني وجبهتهما الداخلية ليسا للبيع ولا يقبلا المساومة تحت أي ظرف كان، وسيظل تحالفهما أكبر وأقوى من أي دسائس وخلافات.
ومن كان ينتظر، إما بتوجُّس، أو بشغف، إستنساخ روما أخرى في صنعاء على غرار روما العام (64)مـ التي أحرق ودُمّر ثُلثيها على يد حاكمها الإمبراطور الروماني الخامس( نيرون )، فليطمئن بأن هذا لن يحدث وستظل هي وغيرها في منأى عن أي صراع داخلي، مهما دقّ البعض طبول الحرب والتباينات ، والفتن والأيديولوجيات.
نقرُّ أننا وكلما أشتد التوتر الحاصل بين تحالف( المؤتمر- أنصار الله) ، أعتقدنا بأن الوضع سينفجر في هذه اللحظة أو تلك ، لنتفاجأ بمقابلة ما للزعيم ، أو بيان ما للسيد يُزيلان كل المخاوف وأسباب التوتر وفي المقابل يُعيدان بوصلة المجتمع نحو غريزة الإستقرار والإستمرار.
ونقرُّ أنه وكلما أرتفع منسوب الخلاف وأمعن عشّاق الفتن بالتأصيل عن التوصيل والكراهية عن المحبة، تُطلُّ علينا قيادتا الطرفين بخطاب عقلاني يُجدد للناس رؤاهم ويُعيد ترتيب أولوياتهم، ومنها ضبط أيقاع المشهد السياسي بطريقة تبعث على الإعجاب والثقة بهذه القيادة ومقدرتها العالية على معالجة القضايا الخلافية وتحويلها إلى إرادات ، ومحفزات تحتّم على الجميع تعزيز التكامل فيما بينهم وإستشعار المخاطر التي تتهددهم.
لذلك وغني عن البيان القول إن هذه من أهم الصفات والمميزات التي تتميز بها قيادتا (المؤتمر – أنصا رالله ) اللتان تجعلا خصمهما في حيرة دائمة وعجز كامل عن فك هذه الشفرة وإحداث أي إختراقة في تحصينات هذه الجبهة، التي اثبتت بأنها قادرة في كل الظروف على تصفير وتجاوز كل المشاكل ووضعها على طريق العقل ، إلى جانب فرز الأولويات الوطنية التي تفرض عليها التعاطي المسؤل مع الأوضاع بعيدا عن خطابات التحريض الخشبية التي لا تأخذ بعين الإعتبار المصلحة العليا للبلد أو المشتركات التي تجمع القوى الوطنية وتحتّم عليها بناء أساسات عميقة ومعالجات ناجعة لمختلف الأشياء، تُرضي من خلالها نفوس السواد الأعظم من الناس، وتُقنع أذهان أولئك العاكفين على تشظية المشهد السياسي بالصراعات الداخلية ، وأذية مشاعر الآخرين كلما ناكدتهم بالإفصاح عن تعلُّقها بأماني تفكيك الجبهة الداخلية وتوسيع مساحات الكوارث الإنسانية.
بكل ثقة نستطيع الإشادة هنا بالسياسات الحكيمة التي يُبديها الرئيس صالح والسيد عبدالملك تجاه الملفات الداخلية وحتى الخارجية وهذا في الواقع يزيد من تعرية كل الأطراف المراهنة على إحداث ثقب ما في سفينة هذا التحالف التي اثبتت بأنها عصية وصامدة أمام أشد العواصف وأقوى التحالفات التي أنشئت لغرض تحطيمها .
ولا نُذيع سرا، أيضا، إن قلنا بإن أداء وحنكة الزعيم والسيد ينمان عن وعي حضاري متقدم وإحساس كبير بالمسؤلية التي تجعلهما يُدركان بأن أي صراع بينهما قد يتطور، لا سمح الله، من سياسي إلى عسكري ، ومن إدوات ناعمة إلى خشنة ، فإن ذلك يعني كارثة حقيقية أبرز نتائجها الإنتحار السياسي ، خاصة إذا استمعا لكل من لا يؤمن بشيء اسمه حوار وإعتراف بالآخر وبقانون وضوابط وشعب يعول عليهم الكثير في قيادة كتائب الدفاع عنه وإخراجه من هذه الدوامات والتحديات التي تواجهه.
أما الذي يجب أن يفهمه كل مراهن على إشعال الفتنة في صنعاء هو إستحالة حدوث هذا الأمر، لأن قيادات القوى الوطنية التي تقف في وجه العدوان الخارجي، تعلم يقينا بأنها الهدف الإستراتيجي الأول للعدوان، لذلك لن تنجر لتصعيد الخلافات فيما بينها، وستعمل على هضم وتهذيب أي مواقف متشجنة، وبلورة وجهات النظر الواقعية والبنّاءة من أجل تفويت الفرصة على الآخرين ، ولن تتوقف عن فرملة المحسوبين على مختلف أطرافها من المقامرين والمتهورين وحُرّاس الفوضى .
وتحالف ( المؤتمر – انصار الله ) أيضا، يُدركا، بأنه ولاكتساب الشرعية والمشروعية لابد على جميع أطرافه والمحسوبين عليه من أن يُحسنوا الظن ببعضهم البعض، ويعملوا على إيجاد توافق فعلي يبدأ من نقطة قبول وثقة بهم في أوساط المجتمع، وصولا إلى النتائج الإيجابية لمختلف القرارات والحلول الوطنية التي يتوصل لها عقلاؤهم .
ولذلك كله وغيره تظهر الفطنة، كلما أستدعت الحاجة ويتجلى صوت الحكمة والطمأنينة من بين ركام المخاوف، وهذا ما حدث صباح الثلاثاء13سبتمبر2017 بين الرئيس صالح وكبار مساعديه والسيد عبدالملك وكبار مساعديه الذين استطاعوا إذابة الجليد ونقل الناس من أطر الإحباط الضيقة إلى فضاءات الأمل الواسعة.
عبدالكريم المدي