21سبتمبر .. ثورة شعب
عبدالفتاح البنوس
يكثر الحديث هذه الأيام عن ثورة 21سبتمبر، ويكثر المعارضون لها، الذين يقللون من شأنها، وهؤلاء على ثلاثة أقسام، القسم الأول ويخص هادي وزبانيته ومن تطهرت البلاد من رجسهم في ذلكم التاريخ الخالد في الذاكرة ومن على شاكلتهم من الموتورين والعملاء والمرتزقة، والقسم الثاني وهم أولئك الأصنام التي كانت تعبد من قبل الكثير من الناس والتي تضررت مصالحها عقب ثورة 21سبتمبر ويرون بأنها قطعت عنهم خطوط الإمداد والنهب للثروات والاستغلال القذر لمقدرات الدولة ومصالح الشعب، والقسم الثالث هم أولئك الحمقى الذين يعبدون الأحزاب والقيادات ويتعصبون لها حد الجنون ويبالغون في التعصب ويحقدون على ثورة 21سبتمبر ، لأن من قاموا بها أنصار الله، ولأنها حملت معها حالة من الانعتاق من براثن العبودية والتسلط والجبروت الذي كان طاغيا على أداء قوى النفوذ في السلطة، ومن يتبعون هذا القسم ينطلقون من هجومهم على الثورة من باب الحقد والكراهية لأنصار الله، من باب المكايدات والخلافات الشخصية والحزبية والمناطقية .
والغريب هنا أن من لزموا بيوتهم وتواروا عن الأنظار، وظلوا يرقبون سير الأحداث في العام 2014م هم اليوم من يهاجمون ثورة 21سبتمبر ويتهمونها بما ليس فيها، ويلصقون بها ما لم تكن السبب فيه من أحداث ومتغيرات على مختلف الأصعدة، وكنت أتمنى لو أن هؤلاء (تباسقوا ) في حينه وعبروا عن مواقفهم تجاهها في حينه، دون الحاجة إلى الانتظار إلى اليوم، ليظهروا عضلاتهم ويستعرضوا قواهم، ويحاولون الاستقواء بالكذب والتدليس والتلبيس على الناس ومهاجمة أنصار الله على طول الخط، لأنهم أسقطوا إمبراطورية آل الأحمر للفساد والتسلط والنهب والسلب والديكتاتورية، وتمكنوا من إزاحة العقبة الكؤود التي كانت جاثمة على صدور كل اليمنيين والمعيقة لمسار بناء الدولة اليمنية الحديثة والمتمثلة في الجنرال السفاح علي محسن الأحمر وأولاد الأحمر، والذين كانوا يستحوذون على نصيب الأسد من خيرات البلاد والعباد، بعد أن طوعوا كرها وقسرا وجبرا كل مقدرات البلاد لخدمة مصالحهم وتنمية ممتلكاتهم وتوسيع نطاق استثماراتهم داخل الوطن وخارجه، وعطلوا العمل بالأنظمة والقوانين وفرضوا أنظمتهم وقوانينهم الخاصة، حتى أضحى الوطن – كل الوطن في ملكيتهم الخاصة وتحت تصرفهم وفي خدمتهم .
لولم يكف ثورة 21من سبتمبر إلا التخلص من دنس علي محسن وأولاد الأحمر، ليلتف حولها الجميع ويحتفون بها، بعد أن نجحت في إسقاط منظومة الفساد التي عجز النظام السابق عن تفكيكها والحد من نفوذها، إنها ثورة شعب ظل رهين الوصاية والعبودية والارتهان لغول الفساد والتسلط والنهب والفيد والبسط والسيطرة على الأراضي والتباب والثروات النفطية والسمكية وعلى المنشآت الحيوية والمشاريع الاستثمارية، وللمعارضين لثورة 21سبتمبر أن يسألوا رجل الأعمال حنظل: لماذا لم يمارس نشاطه التجاري إلا بعد ثورة 21سبتمبر ومن منعه من الاستثمار وطلب منه الدخول معه كشريك مقابل الحماية، ولهم أن يسألوا: لماذا أقيل عبدالكريم مطير من هيئة الاستثمار، ومن حول مذبح إلى إمارة خاصة به، وهلم جراً من الممارسات والتصرفات التي صمت عنها الجميع بما في ذلك من يبقبقون اليوم، ويهاجمون ثورة منحتهم العزة والكرامة التي مرغتها توكل كرمان وعلي محسن في الوحل خلال أحداث 2011م وما أعقبها من أحداث .
بالمختصر المفيد، ثورة 21سبتمبر ،ثورة شعب ولا تحتاج إلى تزكية واعتراف من أحد، واليوم ونحن نحتفل بذكراها الثالثة، فإننا نحتفل بالتحولات والإنجازات التي حققتها هذه الثورة المباركة، الإنجازات الملموسة المحسوسة والتي سأعمل على تناولها في سلسلة المقالات الاحتفائية بهذه المناسبة بمشيئة الله .
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله .