استراتيجية ثورة 21 سبتمبر .. في وعي وقيم ومشروع السيد عبدالملك الحوثي..
يمانيون | كتب | عبدالفتاح حيدرة
الخطاب الأخير للسيد عبدالملك الحوثي أماط اللثام عن استراتيجية ثورة 21 سبتمبر، وكشف أبعادها وهويتها ومشروعها ووعيها وقيمها، التي أصبحت عالميه ولم تعد محصورة في بيت الشيخ بخمر ومعسكر القشيبي بعمران والفرقة الأولى مدرع وشارع الثلاثين ودار الرئاسة بصنعاء..
من لم يتعمق بخطاب السيد عبدالملك الاخير فعليه ان يراجع وعيه وقيمه ومشروعه من جديد، إذ نلاحظ في هذه الأيام كثرة التساؤلات عن أهداف ثورة الواحد والعشرين من سبتمبر ، ومحاولات تمييع تلك الأهداف، وإلصاق التهم والشائعات حولها على أنها ثورة بديله لثورة السادس والعشرين من سبتمبر، او إنها ثورة سلالية او مناطقيه او مذهبيه، او ثورة وظائف ومناصب ..
إنها ثورة الثورات، وستكون ثورة عالميه، وقولوا عني ما شئتم، يا من تعتبرون ثورة 21 من سبتمبر ثورة شخصيه وعائلية ، او من يعتقد إنها الثورة التي أنقذته وحزبه من الضياع السياسي، وبسبب أخطاء من لا يعرف استراتيجيتها في صنعاء انها ستعيده للواجهه مرة اخرى، كل هؤلاء لم يستمعوا ولم يتفكروا جيدا في خطاب السيد عبدالملك الأخير، وفضل البعض منهم واخذ معه الكثير في التيه داخل دهاليز المناكفات والمكايدات السياسه الضيقه ، متناسيا الربط بين مراحل خطابات السيد عبدالملك السابقات والخطاب الأخير، الذي تحدث فيه هذه المره، ليعلن إنتهاء المرحلة الأولى من مراحل إستراتيجية ثورة 21 سبتمبر وبدء المرحلة الثانية..
إستراتيجية ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر في وعي وقيم ومشروع خطاب السيد عبدالملك الحوثي واضحه لمن يقرأ جيدا، ولديه من النقاء والصدق والحريه والوطنيه ما يكفي ليتمحص خطابات السيد عبدالملك الحوثي خلال العام الماضي ، او ان يكون على الاقل اذا لا يمتلك تلك الصفات، ملما إلماما كاملا بنهج وخطابات ومواقف وملازم الشهيد حسين بدرالدين الحوثي ..
وحتى لا اتوهكم اكثر، ولعلكم لاحظتم ان خطابات السيد عبدالملك السابقه حول ثورة 21 سبتمبر كانت مركزه في تكريس الوعي والقيم والمشروع الذي قامت من أجله ثورة 21 سبتمبر، والحقيقه التي يجب ان لا اغفلها هنا هي الاشارة إلى ان ثورة 21 سبتمبر هي ناتج أولى لوعي وقيم ومشروع قيام وظهور حركة انصارالله والمسيرة القرآنية، ممثلا في نهج ومواقف وملازم الشهيد السيد حسين الحوثي، ويتمثل هذا النهج في استراتيجية رفض الوصاية الخارجيه والتبعية والإرتهان والإذلال والخنوع للخارج وشركات وجيوش ودول الإستكبار الرأسمالي العالمي..
استراتيجية بدأت كمرحلة أولى في تحرير اليمن من ادوات الإرتهان والتبعية والإذلال، يليها تحرير العرب والمسلمين كمرحلة ثانية، وتحرير الإنسانية كلها كمرحلة ثالثه في العالم أجمع ..
ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر جأت تتويجاً لهذا النهج، ومن خلال هذه الاستراتيجية الثابتة والصامدة ، والتي قامت بداية في 21 سبتمبر 2014م بطرد كافة الادوات اليمنية التي نعرفها جميعا انها كانت ادوات التبعية والارتهان للعدو السعودي، وكافة الادوات التي جعلت من اليمن واليمنيين تابعين وخانعين واذلاء لدول المال المتوحش وجيوش وشركات الاستعمار والتطبيع مع حلفاء العدو السعودي وهم امريكا واسرائيل وبريطانيا ..
كانت بداية المرحلة الأولى من إستراتيجية ثورة 21 سبتمبر بعد ان اصبحت اليمن في عهد هادي مرتعا خصبا لسفراء الدول العشر ولأدواتهم في الداخل، بعد ان استولوا على مقاليد الحكم والسلطة والثروة ، بعد ثورة 11 فبراير، حيث تمكنوا من تفكيك الجيش اليمني كله، ونشروا كل ارهابيي العالم في اليمن، وخططوا لتقسيم اليمن الى سته أقاليم، وكادوا ان ينجحوا في صناعة وزرع الذل والهوان في عقل وقلب كل يمني، لولا ان هناك من يحمل فوق عاتقه وفي نهجه وعي وقيم ومشروع السيادة والاستقلال ورفض الوصاية والإرتهان ، فكانت ثورة 21 سبتمبر في 2014م تتويجا لهذه الأهداف القادمه من الوعي بهدى الله وبسننه في التغيير، وبقيم الكرامة والشرف والبطوله التي يمتلكها الشعب اليمني الرافض للذل والهوان والاستعمار، وبمشروع المسيرة القرآنيه المحارب والمضحي من أجل الحفاظ على سنن الله في الارض لإقامة الحق ونشر الخير والرخاء بين الناس ومحاربة مشاريع الشيطان والباطل والشر..
فما كان من ادوات الشيطان والباطل والشر ممثلا في العدو السعودي وحلفائه إلا ان حشدوا ويسلحوا كل مرتزقة اهل الأرض، لمحاربة ثورة أهداف 21 سبتمبر، ومع بداية العدوان السعودي الاماراتي على اليمن، لو كنا نعي لعرفنا منذ وقت مبكر انه بداية واضحه لملامح المرحلة الثانية من إستراتيجة ثورة 21 سبتمبر في الظهور ، وهي كشف وتعرية كل أدوات الإرتهان والتبعية العربيه المتمثله في السعودية والامارات تحديدا، كأدوات للشيطان والباطل والشر الذي يدير العالم عبر جيوش وشركات وسلاح وخطط امريكا وبريطانيا واسرائيل ..
……………..
يتبع (2)