موقع بريطاني: الولايات المتحدة تعبث باليمن..
يمانيون | تقارير | موقع ميدل ايست مونيتور البريطاني | ترجمة: صحيفة البديل المصرية
تحطمت مروحية تابعة للولايات المتحدة قبالة الساحل اليمني الجنوبي في أواخر شهر أغسطس الماضي، ما أسفر عن مصرع ستة ضباط من الجيش الأمريكي، وتم إنقاذ خمسة جنود من النخبة بعد حادث تحطم الطائرة، كما أفيد أن ضابطا سادسا “مفقودا” في البلد الذي مزقته الحرب، وكشفت الحادثة عبث الولايات المتحدة باليمن.
وقال بيان صادر عن وزارة الدفاع الأمريكية في 30 أغسطس الماضي، إن الجنود الذين كانوا على متن الطائرة كانوا يدعمون “عملية التسوية المتأصلة”، التي تهدف لمحاربة تنظيم داعش في سوريا والعراق، لكن بعد ذلك، حذفت الوزارة البيان، رغم انتشاره بالنسخة الأصلية على مختلف مواقع الإنترنت.
وذكر بيان صحفي لاحق أرسلته وزارة الدفاع الأمريكية في بريد إلكتروني بتاريخ 31 أغسطس: أعلنت وزارة الدفاع اليوم عن هوية جندي مدرج على أنه “مفقود في مكان عمل”، لكنه مجهول.
جاء الإعلان عقب حادث التدريب الذي وقع يوم 25 أغسطس قبالة سواحل اليمن، حيث كان الجندي يدعم عمليات القيادة المركزية الأمريكية.
تعد عملية “التسوية المتأصلة” مهمة مكرسة للقضاء على داعش في سوريا والعراق، حيث الحدود الجغرافية الواضحة، لكن ما أسباب انتقال هذه المهمة إلى اليمن، ورغم كل ما سبق، ينفي مكتب الشؤون العامة الأمريكية قيام الائتلاف بعمليات في اليمن.
أسباب اتجاه الولايات المتحدة نحو اليمن مازالت غير واضحة في البلد الذي يشهد حربا، فمنذ مارس 2015، تقود السعودية تحالفا عربيا، يضم دولة الإمارات، لمساعدة الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، على العودة إلى الحكم، وإبعاد أنصار الله عن السلطة.
تحتاج الولايات المتحدة إلى إذن قانوني دولي لمطاردة داعش على جبهات جديدة مثل اليمن والفليبين، لكن ليس لدى واشنطن غطاء قانوني لمثل هذه العمليات العسكرية.
زادت الولايات المتحدة من عدد الغارات والطائرات بدون طيار، والعمليات الخاصة في اليمن دون موافقة الكونجرس، بموجب قرار من الرئيس دونالد ترامب، ينص على إمكانية دخول واشنطن معارك في مناطق معينة تعرف باسم “ساحات القتال المؤقتة” لمدة تصل إلى ستة أشهر.
وتباعا لهذا القرار، دفعت وكالة المخابرات الأمريكية لتوسيع صلاحياتها وزادت من الضربات السرية في أفغانستان وغيرها من البلدان.
وكانت إدارة أوباما حدت من استخدام غارات مكافحة الإرهاب وضربات الطائرات بدون طيار، لكن يبدو أن إدارة ترامب سعيدة بزيادتها، ويجري الضغط حاليا على البيت الأبيض بشأن هذا القرار؛ لأن التوسع في هذه السياسة يثير المخاوف من الانتهاكات الجسيمة للقانون الدولي لحقوق الإنسان في جميع أنحاء العالم، لاسيما أنه بدون أي شفافية أو مساءلة، وبالتالي يشكل ذلك تطورا مهما.
يعد استخدام الطائرات بدون طيار والغارات على البلدان الأخرى انتهاكا لسيادة أراضي الدول، كما أن ما تفعله الولايات المتحدة لا يحظى بشرعية، لأنه يفتقر إلى المساءلة والشفافية.
إذا تم قبول اقتراح وكالة المخابرات المركزية لتوسيع العمل السري، وتم توسيع نطاق مكافحة داعش إلى اليمن، فإن ذلك يعني تفكيك القيود على استخدام القوة كما يفهمها المجتمع الدولي، وفي الوقت الذي أصبحت فيه المداهمات والطائرات بدون طيار السلاح المفضل، من المهم أن تلتزم الدول بالمبادئ التاريخية وأن تعترف بالأطر الدولية لتفادي خطر إنكار حق الإنسان الأساسي في الحياة.