ايلول.. إعادة الاعتبار للثورة
علي أحمد جاحز
يشعر اليمني بالزهو بين شعوب المنطقة خصوصا وبين شعوب العالم عموما ، بكونه شعباً جباراً ولديه كاريزما الاستقلال والتحرر والإباء ،
كاتب التاريخ دّون فصولا وأغفل أخرى من ملاحم وثورات وبراكين غضب هذا الشعب عبر الأزمنة ، لكن سيكيولوجية الثورة التي تميز الإنسان اليمني عن سواه من الناس ، لم ولن يسلبه إياها تقلب الأزمنة ولا تغير الظروف ولا إغراءات وبهارج التقدم الإنساني ورفاهيته .
منذ ثلاث سنوات بل من قبل ذلك ، خرج الشعب اليمني ليجدد سمته الثابتة والراسخة رسوخ الجبال الشامخة ، وينفجر براكين ثورة ويشتعل ويشعل كل ما يقف في طريقه ، ويعصف بالمستبدين والعابثين والخونة وبالوصاية الخارجية التي تحكم أرضه وتتحكم في مصيره وتقف حجر عثرة امام حريته واستقلاله ونهوضه واعتماده على نفسه وخيراته .
وأعاد لسبتمبر (ايلول) زهوه ومجده التي اكتسبها من تاريخ ام الثورات ، ثورة 26 سبتمبر 1962م التي كانت بمثابة أمل يمني سرعان ما وقع في شباك قراصنة الاستبداد وقتلة الأحلام وسارقي الطمحوحات الذين قال عنهم الأستاذ عبدالله البردوني رحمة الله عليه :
يقتلون الرجاء في كل قلب
وينوبون عن بزوغ المرجَّى
**
كي يسمى زعيمهم كل شيء
ويسمى جحيمهم خير ملجا
**
لعل الصدفة أو لنسميه الحظ أو لنفترض انه القدر ، هو من ساق الأحداث لتصل إلى 21 سبتمبر 2014م وتصنع ثورة العصر الفريدة النقية القوية التي لم يشبها أي تدخل خارجي ولم يكن ثمة فضل لأحد في اشتعالها سوى لتحرك يمني وإرادة يمنية وقيادة يمنية .
ثورة 21 سبتمبر 2014م ، أعادت لسبتمبر وجهه الوضاء وأطلقت الأمل من شباك الاعتقال بعد أن سقطت قلاع القراصنة وغرقت مراكبهم ومن نجا منهم هرب ، وحين عادوا ومن ورائهم قوى الاستبداد والكهنوت العالمي والإقليمي ، ليحاولوا أن يستعيدوا ما خسروه أمام غضبة الشعب الجارفة ، غرقوا في مستنقع الحماقة ولم ولن يستعيدوا شيئا .
نحتفل بثورتنا المجيدة وبستمبر المجيد وبمنهج ومسار الثورة الأصيل في ثقافة اليمني ، وهذا يزعج أعداء الحرية من الأنظمة الكهنوتية الأسرية المستبدة الجاثمة على حريات الشعوب والعابثة بمقدراتها ومصائرها .
هؤلاء الطغاة وأذنابهم وأدواتهم ، يدركون ماذا يعني أن يتحرر ويستقل شعب عظيم وكريم وشجاع وقوي وحكيم وطموح هو شعب اليمن ، وهو ما يعني أن هذا الشعب لن يسمح بان يكون مزبلة خلفية ولن يتوقف الأمر عند هذا بل لن يسمح بان يرى شعوب المنطقة تهان وتذل وتستعبد ويرى قضايا الأمة واستحقاقات التاريخ ومقتضيات الواجب الديني والإنساني ، دون أن يقف لنصرتها كماهي عادته عبر الأزمنة .
ونحن نحيي الذكرى الثالثة لثورة 21 سبتمبر المجيدة التي جددت في وعي اليمنيين روحية الثورة والإباء وأعادت الاعتبار لسبتمبر الثورة ولاتزال مستمرة وستعيد الاعتبار لأكتوبر الاستقلال بإذن الله ، لاننسى أن نضع أكاليل الوفاء لأصحاب المجد ، شهداء الثورة الأبرار الذين صنعوا بدمهم أسطورة المجد ولايزالون يحصنون بتضحياتهم المستمرة قلعة المجد اليمن .
سننتصر وستنتصر ثورتنا بإذن الله