المملكة تحاول انقاذ جنوبها لكن لا فائدة
زين العابدين عثمان
بعد ان خسرت المملكة السعودية خط الدفاع الاول والثاني بجبهات الحدود مع اليمن باتت مواقعها ومعسكراتها بالإضافة الى مدنها التي باتت على بعد وثبة حصان من إحكام الجيش اليمني ولجانه الشعبية السيطرة المطلقة عليها لذا فالسعودية اصبح بها الحال بعد تحطم خطوط دفاعاتها تعيش نوعا من الطوارئ العسكرية والسياسية والهلع واثر هذا فهي لا تكف ولو لوهلة في تكريس طاقاتها العسكرية مستعينة بذلك بجيوش حلفائها الاقليميين من أجل التصدي لهجمات المقاتلين اليمنيين على مناطقها الجنوبية.
اليوم وكما تشير اليه المؤشرات الميدانية الأخيرة على جبهات الحدود فإنها تظهر المملكة بأنها تسعى لتنفيذ محاولة أخرى تضاف لسجل محاولاتها السابقة من شأن تأمين مناطقها وقد شرعت كما هو معتاد الى التحشيد ونقل قوات من مرتزقة هادي من عدن الى مناطق الحدود والجديد في الامر هنا انها استعانت بمقاتلين اماراتيين وفي الوقت نفسه قامت باستدعاء احد القيادات الامريكية الجنرال جوزيف فوتيل رئيس القيادة المركزية للجيش الامريكي الى غرفة عملياتها كي يكون مشرفا مباشرا لوضع خطط استراتيجية تعين الجيش السعودي وحلفاءه عله يضفي على معارك الجيش السعودي القادمة تقدما ونجاحا نوعيا .
لم يمض وقت طويل من لحظة وصول الجنرال جوزيف غرفة العمليات حتى شرعت المملكة في تهيئة الاوضاع للتصعيد جوا وبرا وبدء الهجوم المعاكس على المناطق والمواقع السعودية من أجل تحريرها من سيطرة الجيش اليمني في كلٍ من نجران وجازان وعسير .
لكن لا نتائج تذكر حتى اللحظة فالرغم من وفرة الحضور الجوي من مقاتلات الإف وصولا الى مروحيات الاباتشي والزحوفات التي امتدت لأكثر من 48 ساعة الا ان وحدات الجيش اليمني واللجان احبطوا جميع الزحوفات واثخنوا الجيش السعودي وحلفاءه ومرتزقته بوابل من علميات القتل والاسر ناهيك عن الخسائر الفادحة في عتادهم الحربي.
ما أود الإشارة اليه في هذا الصعيد ان السعودية وبعد الاخفاق تلو الاخفاق في كل محاولاتها حيث من الممكن القول اليوم بانها اصبحت عاجزة تماما عن حماية مناطقها الجنوبية ومن منطلق هذا الاساس لم يعد امام المملكة سوى فتح غرفة المفاوضات والبدء بعملية سياسية حقيقية من شأنها ايقاف الحرب كل الحرب على اليمن والخروج من بطن الحوت اليمني ان كانت تريد النجاة بجلدها وغير هذا المسار فلا تتوقع سوى انها ستكون امام محطة جديدة من التصعيد اليمني المضاد لتصبح حينها مثكلة بفقدانها قطع جديدة من جيولوجيا جنوب المملكة اكثر اهمية واعظم وقعا على الجانب الميداني والسياسي.