عرفانا ًلجميل فسادهم يتم ترقيتهم
وفـــــاء الكبســـي
ثلاث سنوات تقريبا ًونحن صابرون على هذا العدوان الجبان والحصار الخانق وكلنا أمل في دولة كريمة نظيفة من كل فساد، ولكن للأسف ضاعت كل الآمال بحكومة ضائعة تائهة، الفاسد والمسيء فيها يُكرّم، والمخلص والوفي يُجرّم!!
متى ستتغير هذه المعادلة التي عهدناها منذ أكثر من33 سَنة؟!
المؤسسات الحكومية مازالت تعج بالفاسدين وتكتظ بهم ولا أحد ينكر هذا، فأينما ولينا وجوهنا قابلنا فاسد أعظم وأشد من الآخر، فحضرة الفاسدين الموقرين متفنون فلكل واحد منهم قبلة ووجهة يتميز بها عن غيرة من الفاسدين كيف لا ؟!
والحكومة الموقرة سوف تتعامل معه على أنه محترف ويجب احترامه والاحتذاء به فهو الأفضل والأحسن في عالم النصب والاحتيال! !
وليس هذا فقط بل الأدهى والأمرّ منه أنه كلما أشتد فساد هذا المسؤول وفاحت رائحة فساده وعلم بها القاصي والداني، هُنا لابد أن يفتخر بنفسه أمام الملأ ويتحدى الكل ويسرق، وينهب نهارا ًجهارا ً، وعندما تتعالى أصواتنا لتغييرة وزجره وردعه واتخاذ الإجراءات القانونية ضده ليكون عبرة لغيرة، وتطهير البلاد من فساده وشره نفاجئ بنقله من منصبه لمنصب أعلى وأرقى عرفانا ًلصنعيه وسنوات خدمته في النصب والاحتيال والفساد ليصبح فاسد وبمرتبة الشرف مع سبق الاصرار والترصد! !
ياحكومتنا الموقرة مالكم كيف تحكمون ؟!
اتقوا الله فهذا هو الفساد والشر بعينه الذي نشكو منه، والذي سئمنا وتعبنا منه، نحن نرغب في دولة كريمة نظيفة بعيدة عن الفساد والشر، فبدلا ًمن تطبيق مبدأ الثواب والعقاب على كل من يثبت تورطهم في عمليات الفساد الإداري والمالي، واحقاقا ًللحق فأن حكومتنا تكرمهم وتمنحهم الإمتيازات والمكانة المرموقة بشكل أوسع وأفضل ليمارس فساده على نطاق أوسع ومع وجوه جديدة لتتعلم وتستفيد من خبرته !
من المؤسف أن الفاسدون في بلادنا لايتزحزحون ولايتركون المناصب إلاّ وهم عظاما ًنخرة، وقد استفاد المقربون منهم وأهلهم حتى سابع جد من خيرات هذا المنصب حتى من هم لا يزالون في الأصلاب فلديهم وظيفة ومنصب في أي مرفق حكومي، فالمصلحة بين الفاسدين تقتضي أن تكون تبادل منافع ومصالح؛ لأن في النهاية سيرقون ويرتفعون وينالون أعلى المناصب عرفانا ًبجميل فسادهم.