واشنطن بوست تكشف حقيقة وعود محمد بن سلمان بالاصلاحات
يمانيون../
اعتبرت صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية أن وعود ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان باجراء اصلاحات جوهرية في المملكة غير صادقة ومجرد تسويق تجاري لا أكثر.
وأضافت الصحيفة أن كلام بن سلمان عن إجراء إصلاحات فقهية واجتماعية إعادة المملكة إلى “الإسلام المعتدل”، لم يكن الجميع مقتنعاً، مؤكدة أن هناك من يرى أن هذا الإعلان مرتبط فقط بتعزيز اقتصاد المملكة، ولا علاقة له بأية إصلاحات اجتماعية أو مدنية.
وأكدت الصحيفة أن السعودية مرتبطة ارتباطاً وثيقاً مع الوهابية، ومحمد بن عبد الوهاب، الزعيم الديني الذي أسس هذا المذهب قبل 3 قرون، كان حليفا رئيسياً لمحمد بن سعود، الذي يعتبر اليوم مؤسس الدولة، ودعمت السلطات مذهب الوهابية المحافظة. وتم الترويج لنفس هذه الأفكار على نطاق واسع في البلدان الإسلامية وفي جميع أنحاء العالم، بمساهمة وتمويل واسعين من الرياض، ولهذا، فقد أثار هذا الرأي المفاجئ لبن سلمان حول ممارسات المملكة منذ فترة طويلة، شكوكا من منتقدي القيادة السعودية.
ونقلت الصحيفة الامريكية عن خبراء دوليين تأكيدهم أن السعودية ليست واحدة من البلدان التي تحول الإسلام المعتدل فيها إلى محافظ، ولكنها كانت استثناء، فالسعودية هي حالة فريدة تحول الدين الراديكالي فيها إلى الدين الرسمي للدولة وإلى سردية لشرعيتها، وقمع السلطات لرجال الدين الذين حاولوا تقديم قراءة مختلفة للنص الديني، وعالجوا مواضيع على غرار تلاؤم الإسلام مع الديمقراطية.
وختمت الصحيفة بالتأكيد على أن السعودية لن تتحول إلى مجتمع تعددي بالكامل، حيث يتعايش أبناء الديانات المختلفة بمساواة، ولا توجد دلائل على أن قمع الشيعة سيتوقف أو أن الدولة ستنتهي من نظام الوصاية.
من جانبه, أكد الإعلامي السعودي المعروف، جمال خاشقجي، أنه من الصعب على السعودية وولي العهد محمد بن سلمان، الخروج من عباءة الوهابية والمنهج السلفي المتشدد الذي ساد وحَكم البلاد خلال الثلاثين سنة الماضية.
وأضاف خاشقجي، في حوار مع DW عربية، أن بن سلمان يعتبر أن الوهابية هي الفكر المعتدل لأنها هي أساس بناء الدولة، وتابع “أيضا من الصعب على السعودية أن تتبرّأ من الوهابية، بيد أن هذه الأخيرة حملت تيار سلفي متشدد، وهو الذي ساد خلال الثلاثين سنة ، وهو الذي اشتكى منه الأمير محمد حينما قال إننا لن نسمح أن نبدد 30 سنة أخرى تحت هذا الفكر المتطرف”.
وأشار خاشقجي إلى أن 95 % من المعتقلين هم إما قوة إصلاحية أوأشخاص يدعون إلى الإصلاح والاعتدال والعصرنة، وكان بإمكانهم أن يكونوا في الصف الأول مع الأمير في الاحتفالية التي جرت البارحة. وبالتالي هناك حاجة ماسة للتأكيد من هم المقصود بالمتطرفين.
وأضاف الاعلامي السعودي :إن المتشددين السعوديين يعارضون الإصلاحات والانفتاح نحو الأقليات وهذا لم يحصل بالشكل الكامل بعد. سيبقى البعض من رجال دين وتقليديّين يعارضون إعطاء المرأة حقوقها، لكنهم ليسوا بالقوة التي تسمح لهم بمنع هذه المسيرة.
وأضاف خاشجقي أن من الصعب على السعودية أن تتبرأ من الوهابية، فهي الأساس التي قامت عليه المملكة، ولا يجب أن نتوقع أن يخرج مسؤول من الدولة السعودية ويتبرأ من الوهابية فهذا جزء من تاريخ المملكة، وجزء من تأسيسها.