عزيزي.. أنت تحميني وأنا سأحميك
محمد الثلايا
ما يتعرض له أبطال الجيش واللجان من طعن غادر من البعض لا يجب أن يمر مرور الكرام. يعود أحدهم في إجازة من ميادين القتال وهو يُمنّي نفسه بترحاب الأصدقاء والأهل؛ بل ويشعر بشوق لكل مواطن. ولكنه ينصدم بالكثير من الكلام ما بين الغمز والصريح أينما ذهب. نفسيات البعض المريضة تأبى أن تشاهد صمود الشعب اليمني العظيم الذي أذهل العالم، فتجدهم ينفثون سمومهم في كل مكان!! البعض منهم مأجور ويؤدي عمالته بشكل روتيني، ويهدف إلى جر الناس لطريق عدم الرضا وإشاعة الكلام الإنهزامي الهدام بينهم. والكثير من البسطاء ينجرون معهم كنوع من (الفضفضة) بسبب الظروف الصعبة التي يعاني منها البلد.
هذه النفسية لا تصب بأي شكل في مصلحة الناس.
وأنا لا أقول أني أريد أن أكمم أفواههم، ولكن كلنا يعرف أن هناك نوعين من النقد، إيجابي بناء، وهناك نوع سلبي هدام.
وللأسف معظمنا لا يعرف الفرق بينهما ويندفع متناسيا أن الكلام بحد ذاته له مردود على نفسه وعلى المجتمع.
النقد الإيجابي عقلاني، يشير للأسباب الحقيقية ويتضمن حلولا منطقية، وعادة هؤلاء الناس يحاولون ان يكونوا إيجابيين ومؤثرين.
بينما الفئة الآخرى فكلامهم عادة لا يتحدث مع العقل بل مع العواطف. والكلام لا يلامس الأسباب الحقيقية بل يتوجه نحو فئة عادة يختلفون معهم، ويكون نقدهم خالي من الحلول المنطقية أو يضع حلولا متشنجة أو إنفعالية.
نعود لصديقنا الذي آتى في إجازة ليصادف هذا الكم الهائل من النقد والطعن في كل مكان. يستغرب من الكلام القاسي في الشارع أو السوق أو فوق الباص أو حتى في المسجد!!
هناك إحصائيات غير رسمية تتحدث أن أكثر من 90% ممن يأتون من الجبهات في زيارة أو للعلاج يقطعون إجازاتهم قبل موعدها، ويطلبون العودة للجبهات!!
والسبب الرئيس في ذلك هو الإحساس بالغربة بين أبناء بلدهم، فالواحد منهم يأتي بتوقعات تنصدم بالوضع الذي إستطاع أن يؤثر فيه الطابور الخامس.
(الهدار) الفاضي في كل مكان، بعكس الجبهات التي تكون فيه المعنويات مرتفعة والهدف واضح.
بجانب أن المشاعر الدينية في الجبهات تكون عالية بعكس المدينة التي يطغى عليها التأثير المادي، وهو الجانب الأخصب لإشاعات المرتزقة ووسائل إعلامهم.
دورنا هام جدا في مواجهة هذه الحرب الإعلامية الخطيرة من خلال التوعية المستمرة لأبناء المجتمع. ولضمان نجاح هذه المهمة يجب علينا أن نثقف أنفسنا بشكل مستمر، والملاحظة الدقيقة لما خلف الإشاعات لمعرفة كيف نرد عليها.
وأعتقد أن هذا العمل لا يقل أهمية عن العمل في ميادين المواجهة، لأنه حماية لظهور المجاهدين. وهو عمل مقدس نستطيع كلنا ان نفعله، وعمل فيه تحمل للمسؤولية الدينية والوطنية.
أما صديقنا المجاهد فقد كان يستمع ألي وأنا أدافع عن المجاهدين أمام مجموعة من السلبيين الذين كانوا يطعنون في حماة البلد، وعندما التفت اليه وجدته مبتسما في رضا، فأحسست بالسعادة لسعادته. وعندما رحل رحت ألهج بالدعاء له ولكل الأبطال الشرفاء في ميادين العزة والحرية.