استقاله الحريري سهم اسرائيل الاول لاغتيال حزب الله
زين العابدين عثمان
بعد ان تغيرت موازين القوى وخارطة الحروب الدائرة بالمنطقه واخفاق المشروع الصهيو- امريكي تحديدا في سوريا والعراق ،وبعد ان بدٲ محور المقاومة الاسلامية يتشكل ويطفو شيئا فشيئا على الساحة الجيواستراتيجية للشرق الاوسط .ظهرت اسرائيل كما هي عادتها بالوجه الشاحب والتحركات المتخمه بالقلق والرعب المفرطين وهذه المره في اشارة الى دق اسفين حرب كبرى ضد حزب الله الذي يتصدر سلم اولوياتها الاستراتيجية.
طالما حاولت اسرائيل في فترة الربيع العربي بالتقابل” مع تدخل حزب الله في الملفات الاقليمية الاكثر حساسية بالمنطقه واقصد بذلك الملف السوري والعراقي ” ان تدفع بالادراة الامريكية الى تقويض تحركات الحزب وشل تركاته في موجه الصراع بسوريا والعراق لما له من آثار وتداعيات قد تقلب موازين الحرب ضد الامن القومي الاسرائيلي .
فمع وقع الانتصارات الاستراتيجية التي حققها كل من الجيش السوري والعراقي باسناد من كتائب حزب الله والتقدم المستمر في حصد الارهاب والتنظيمات التكفيرية ،كانت اسرائيل في الضفة الاخرى تعد العده بتنسيق امريكي مع بعض من الحلفاء الاقليميين العرب ابرزها السعودية ومصر والامارات في صدد اعداد تحالف مشترك تحت مسمى التحالف العربي الاسرائيلي والذي يندرج في اطار الحد من تحركات حزب الله وايران بالمنطقه .
موجة التطبيع والتقارب الدبلاماسي الاسرائيلي- العربي الذي خرج من طي الكتمان الى ظهر العلن مؤخرا، كان الخطوة الاساسية والفعليه نحو تمهيد الطريق لافق اكثر التماسا مع اسرائيل ولتبادل الخبرات والقدرات العسكرية والتجارية ثم يلي ذلك الشروع في اعلان حزب الله عدوا استراتيجي مشتركا من خلال ادراجة ضمن قائمة الارهاب العالمي.
اليوم وبالتزامن مع اقتراب العراق وسوريا من خروجهما من الهيمنة الامريكية والاسرائيلية بعد ان اخفق مشروع الارهاب والحروب الطائفيه، توجهت امريكا انطلاقا من ذكرى “مقتلة الــ241 جندي من المارينز الامريكي في العاصمة اللبنانية بيروت ” نحو الدفع بالكنغرس باقرار عقوبات اضافية واجراءات تحضيرية ضد حزب الله ،الامر الذي تجاوبت له عدد من الدول العربية كاسعودية والتي بدٲت تلقي بالتهديدات الورقيه التي جاءت على لسان وزير دولتها لشؤون الخليج ثامر السبهان .
في الاخير ما حصل اليوم واعني بالذكر استقاله وزير الحكومة اللبناني سعد الحريري والتي اتت في وقت يتعارض مع وقع الانتصارات في كلا من سوريا والعراق وتوازا مع تهديدات امريكا والسعودية لحزب الله، فاني اجزم واقولها بملئ الفم بان هذه الاستقاله الدراماتيكية التي تستهدف بشكل مباشر الامن الداخلي اللبناني تعد اول تهديد ينفذ ضد حزب الله واول سهام اسرائيل في خضم معركتها المقبله ضد الحزب.