رأي اليوم: لو كان لدى السعودية جيشاً قادرا على مواجهة “حزب الله” لكانت أظهرت جدارتها في مواجهة اليمنيين
يمانيون – متابعات – صحيفة رأي اليوم
كررت السعودية تهديدها لحزب الله وتتوعد بعمل عسكري ضده وأعلنت عليه الحرب السياسية بعدما أعلن رئيس حكومة لبنان سعد الحريري استقالته من الرياض ونسب الأسباب الى إيران وحزب الله، ويستبعد خبراء الحروب قيام السعودية بعمل ضد حزب الله في لبنان.
وحول هذا الموضوع استقت “رأي اليوم” آراء جهات خبيرة في العتاد العسكري للدول في الشرق الأوسط وخططها الحربية وماضيها في النزاعات المسلحة لمعرفة هل تستطيع السعودية شن حرب على حزب الله؟
وتقول هذه الجهات الخبيرة بأن “العربية السعودية تشكل مفارقة في التاريخ العسكري منذ السبعينات الى وقتنا الحالي، فهي من الدول العشر المقتنية للعتاد العسكري ولكنها من الدول التي تعتمد على اتفاقيات جماعية وثنائية وبالخصوص مع الولايات المتحدة للحصول على الحماية لأنها عاجزة عن تأمين الحماية لنفسها بمواردها الحربية”.
ولا تمتلك السعودية سجلا حربيا في مواجهات عسكرية خلال العقود الأخيرة، والتجربة الوحيدة التي دخلتها وتزعمتها هي عاصفة الحزم ضد بلد فقير ومنهك ومشتت من الناحية الاجتماعية والأمنية، اليمن، وبعد ثلاثة سنوات من الحرب والحصار ها هي الحرب تدق أبواب الرياض بعد الصاروخ الباليستي الذي استهدف مطار خالد الأحد الماضي بعدما يصول ويجول الحوثيون في مناطق حدودية جنوب السعودية.
وتوضح هذه الجهات لـ”رأي اليوم” “السعودية تمتلك سلاحا جويا قويا ولكن بدون تجربة في ضرب الأهداف، وهاهي تضرب الأهداف المدنية أكثر من العسكرية في اليمن مخلفة آلاف القتلى من الأطفال والشيوخ قبل المقاتلين الحوثيين وها هي الأمم المتحدة تتحدث عن جرائم حرب. والمقاتلات العسكرية السعودية من “اف “15 “وتورنادو” قادرة على الوصول الى العمق اللبناني لضرب أهداف والتزود بالوقود جوا، لكنها ستجد عراقيل كثيرة أمامها بل ومستحيلة، ولا توجد أهداف عسكرية مكشوفة لحزب الله مثل القواعد العسكرية حتى تستهدفها، وقد تكرر سيناريو اليمن بضرب المدنيين. ولو كانت لحزب الله أهدافا عسكرية مكشوفة لكانت الولايات المتحدة وإسرائيل قد دمرتها منذ مدة، فحزب الله حالة استثنائية فهو صاحب جيش غير مركز خفي يستحيل القضاء عليه سوى بدك لبنان بالكامل “.
وتستطرد هذه الجهات الخبيرة بالخريطة العسكرية للشرق الأوسط “لكي تضرب الطائرات السعودية معاقل حزب الله يجب أن تخترق الأجواء السورية أو الإسرائيلية، ولن تسمح إسرائيل للسعودية بخرق أجواءها لأن ذلك سيشكل إعلان إسرائيل الحرب على حزب الله، ولن يدع سلاح الجو السوري المعزز بمضادات للطيران روسية للمقاتلات السعودية المرور من الأجواء السورية ليصل الى لبنان، ستسقط كل مقاتلة سعودية تخرق الأجواء”.
ولا تمتلك السعودية أسطولا بحريا عسكريا يبحر قبالة المياه اللبنانية ويشن ضربات عسكرية ضد حزب الله، فبعد حرب تموز 2006 بدأت القوات البحرية الإسرائيلية تبتعد من المياه اللبنانية بعدما تعرضت قطعة حربية من جواهر أسطولها الحربي البحري بارجة ساعر 5 للضرب بصاروخ من البر اللبناني”.
كما لا تمتلك السعودية قوات قتال نخبوية للعمليات الخاصة SPECIAL OPERATIONS FORCES على شاكلة قوات النخبة الأمريكية مثل DELTA, NAVY SEALs أو البريطانية SPECIAL BOAT SERVICE أو الروسية SPETSNAZ بل حتى الباكستانية للتدخل وتنفيذ عمليات تخريبية وضرب أهداف عسكرية لحزب الله في لبنان. ولم تعد القوات الخاصة الإسرائيلية التوغل في الأراضي اللبنانية لتنفيذ عمليات مثل ضرب أهداف عسكرية لحزب الله في لبنان، رغم القرب الجغرافي ووحدات التجسس والاستطلاع الإسرائيلية القوية. ولو كانت للسعودية قوات عسكرية خاصة مدربة على التدخل لكانت قد ابانت عن جدارتها في مواجهة اليمنيين في حرب اليمن.
وحتى إذا افترضنا وقوع هذا السيناريو المستحيل من الناحية العسكرية، وضربت السعودية حزب الله في لبنان، فهي ستضع سنة لبنان في موقف تاريخي حرج.