أفق نيوز
الخبر بلا حدود

تطورات طازجة في ملف “اختفاء الحريري”: رئيس وزراء لبنان على وشك الظهور في مقابلة تلفزيونية حاملا لمشروعٍ جديد..(تفاصيل)

170

يمانيون – متابعات

أكيد مستشار اللواء اللبناني أشرف ريفي “أسعد بشارة” ان رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري سيظهر للعلن بلقاء تلفزيوني قريبا، قد لا ينفي بحال من الاحوال الشعور السائد باحتجاز الرئيس الحريري قدرما يعززه ويثبته.

وحظيت استقالة الرئيس اللبناني سعد الحريري بصورة واسعة من التغطية كما اثار مكانها (العاصمة السعودية الرياض) وما تلاها من غياب تام للرئيس الحريري، إلى جانب عودة حارسه الشخصي الى العاصمة اللبنانية وحيدا الكثير من التكهنات والاسئلة، الامر الذي حذا بالرئيس اللبناني ميشال عون لمطالبة السعودية عبر القائم بالأعمال السعودي وليد بخاري بعودة الحريري الى لبنان.

بالتزامن، التحليلات ملأت الشاشات اللبنانية والصحف عن مكان الحريري وملابسات استقالته، ليُظهر “التمحيص” اللبناني ان الرئيس المختفي منذ اسبوع، لم يكن يرتدي ساعته الذكية الشهيرة في خطاب استقالته مثلا، الامر الذي عزز فرضية التقرير الذي نشرته صحيفة “ذا اندبندنت” البريطانية عن كون الحريري تم استقباله بوفد امني سعودي صادر كل وسائل الاتصال معه ومع مرافقيه، ليبدأ بعد ذلك بعزلة مفروضة سعودياً.

 استقالة معدّة سلفاً؟!..

من هنا، فالمعلومة التي قالها بشارة (على اهميتها) عبر مداخلة تلفزيونية له عن مقابلة وشيكة للحريري مع احدى الشاشات، قد تزيد اصلا من الشعور بأن الرئيس الحريري مقيد الحركة وانه لا يستطيع الظهور علنا الا بحدود سعودية، (كما قد يظهر عبر شاشة سعودية اصلا)، وان كان بشارة قد اكد ان الاستقالة فعلا قد تم بحثها في بيروت وضمن الغرف المغلقة وانه كان شاهدا على ذلك.

وزاد التشكيك بنية الحريري الفعلية في الاستقالة امرين: اولهما فيديو قصير كان قد نشره رئيس الحكومة ذاته قبل الاستقالة بيومين يظهره سعيدا وفرحا مع طاقم طيران الشرق الاوسط ويردد الجملة التفاعلية الشهيرة “هلا بالخميس″، ما اعتبره المراقبون تفنيدا لرواية التهديد الامني لحياة الحريري، بينما جاء خطاب الرئيس الحريري ذاته قبل ساعات قليلة من سفره على عجل للرياض في مؤتمر لحماية الابداع من القرصنة كدليل اكثر وضوحا على ان الرئيس لم يكن يعتزم الاستقالة على الاقل في التوقيت المذكور.

وقال الحريري في خطابه المذكور (الذي كان يرتدي فيه ذات الملابس التي قدم فيها الاستقالة ثم التقى بها الملك سلمان بن عبد العزيز): “عندما تنظرون إلى الخريطة وترون كل ما يحصل من حولنا في المنطقة، ثم تنظرون إلى الاستقرار والأمن والأمان في بلدنا الصغير لبنان، ويأتي من يقول لكم إن هذا ليس إنجازا، تكون هذه محاولة قرصنة. (…) عندما نكون ناجحين في ربط النزاع مع التمسك بثوابتنا، بالسيادة، بالاستقلال، بالحرية، ببناء الدولة، بتفعيل المؤسسات، بتدعيم الجيش والقوى الأمنية، (…) هذه أيضا محاولة قرصنة. عندما يكون كل ما نقوم به استكمالا لمسيرة رفيق الحريري بالنهوض الاقتصادي، بالبناء، بالتنمية، بإيجاد فرص العمل، بالتسويات، نعم بالتسويات لحماية بلدنا، لحماية استقرار أهلنا وأمنهم وأمانهم، ويأتي من يزايد علينا في مدرسة رفيق الحريري، هذه أيضا محاولة قرصنة. عندما تصدر أصوات هدفها ضرب علاقات لبنان بإخوانه العرب، وهدفها تزوير نيات اللبنانيين نحوهم وتزوير نيات إخواننا العرب نحونا، وتزوير هوية لبنان العربية وتزوير انتمائنا للعروبة ووقوفنا الدائم مع الإجماع العربي والمصلحة العربية، فهذه أيضا محاولة قرصنة”.

وبدا الحريري في بداية كلمته التي بثتها وسائل الاعلام انذاك مرِحاً، الا ان الموجودين في المؤتمر نقلوا عنه انه غادر بعد كلمته على عجل، ظانّين انذاك انه خرج لالتزام في القصر النيابي بوسط بيروت. لاحقا بدا التناقض كبيرا بين الخطابين (المذكور انفا والاستقالة)، اذ ان حتى استشهاده بوالده الرئيس الراحل رفيق الحريري بدا متناقضا بين الخطابين.

رغم التناقض الا ان الصحفي أسعد بشارة لبرنامج المسائية الذي تعرضه قناة DW الالمانية، اصر على ان استقالة الحريري بُحثت في بيروت رغم انها أُعلنت من الرياض، وان الحريري توجه الى الرياض وهو يتوقع ان السعودية “ستطلب منه او تتمنى عليه الاستقالة”، مشيرا الى ان رئيس الوزراء اللبناني كان ينطلق من ثلاثة نقاط في كل مرة: الاولى ان يُترك وحيدا كما حصل في 7 ايار (2008)، وخطر اغتياله، والثالثة انه كان دوما يشعر بالقدرة على شراء المزيد من الوقت داخل الحكومة.

واتهم المستشار أسعد بشارة الرئيس اللبناني ميشال عون بأنه لم يفِ باتفاقات التسوية وكان احد العوامل التي دقعت الحريري لـ “اتخاذ قرار الاستقالة” الذي يتطلبه “رفع الغطاء عن حكومة يشارك فيها حزب الله”.

 

بديل الشيخ سعد: ريفي ام بهاء؟

ورغم تضارب الاراء حول الاستقالة واذا ما كانت مكتوبة بحبر سعودي او لبناني، الا ان صدمة جديدة تلقاها اللبنانيون مع تناقل تسريبات عن كون ولي العهد السعودي محمد بن سلمان استدعى بهاء الحريري (شقيق سعد) الى الرياض، وابلاغه قرار المملكة مبايعته زعيما لتيار «المستقبل».

ونقلت صحيفة «الاخبار» اللبنانية ان ما وصفته بـ «الأمر السامي» تضمن ان يحضر الحريري الى بيروت، ويتوجه الى القصر الجمهوري لإعلان الاستقالة رسميا وتبني مضمون البيان الذي تلاه في الرياض، ومن ثم المغادرة، بعد إعلان «بيعته» لشقيقه الأكبر. الامر الذي يتسق مع ما تناقلته وسائل اعلام عربية على لسان النائبة بهية الحريري (عمة رئيس الوزراء ذو الاستقالة غير المقبولة) ان “تسمية بهاء الحريري خلفا لشقيقه” طعنة في ظهر الرئيس سعد الحريري ترفضه العائلة بالمطلق، لأن غايته زعزعة الصف الاسلامي في لبنان وشق العائلة الحريرية.

وتناقلت وسائل الاعلام اللبنانية والغربية ايضا، والى جانب اسم بهاء الحريري، اسم الوزير اللبناني السابق اللواء أشرف ريفي باعتباره قد يكون بديلا مقبولا لـ “الشيخ سعد”- كما يعرف رئيس الوزراء اللبناني-، الامر الذي علّق عليه مستشاره اسعد بشارة ذاته بالقول ان ريفي منذ اليوم الاول لاستقالة الحريري قال انه ليس مرشحا لرئاسة الحكومة ولا يريد ذلك.

ورغم ان ريفي تعارض بشدة مع الرئيس الحريري الا ان بشارة شدد على انه لا يريد ان يكون رئيسا بديلا للحريري الغائب، مضيفا ان السعودية ايضا تدرك حساسية ترشيح اسم بهاء او غيره.

ومن اقسى ردات الفعل على ترشيح شقيق الحريري لخلافته، كانت ردة فعل وزير الداخلية نهاد المشنوق (المنتمي ايضا لتيار المستقبل)، إذ قال إن «اللبنانيين ليسوا قطيع غنم ولا قطعة أرض تنتقل ملكيتها من شخص إلى آخر، والسياسة في لبنان تحكمها الانتخابات وليس المبايعات، ومن يظنّ غير ذلك يكون جاهلاً بطبيعة لبنان السياسية ونظامه الديمقراطي».

“عودة الحريري” .. مطلبٌ موحِّد..

وبالتزامن مع الوحدة “الفجائية” في تيار المستقبل التي خلقها غياب الحريري، رغم الاختلاف في المواقف سابقا، يبدو ان عودة الرئيس باتت مطلبا لكل الاطياف اليوم، وهي ما طالب به الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، وهو ما اعتبره أسعد بشارة ” مبالغات اراد عبرها حزب الله ان يحور المشهد عن الاسباب التي  ترتبط بسلاحه وتدخلاته وتنفيذه اجندة “لا استقرار” في كل المنطقة ومن ضمنها السعودية”.

ورغم الموقف المذكور الا ان وزارة الخارجية الفرنسية ومعها سفير روسيا في لبنان وغيرهم من السفراء عبروا عن قلقهم بشأن حرية رئيس الوزراء اللبناني الذي لم تُقبل استقالته بعد “سعد الحريري”، خصوصا وان فرنسا على ما يبدو تأثرت بصورة او بأخرة من عدم تمكن الرئيس ايمانويل ماكرون من رؤية الحريري اثناء زيارته للرياض، رغم العلاقات الجيدة جدا التي تجمع الحريري بالفرنسيين.

المستقبل لحربٍ أم تصعيدٍ فإعادة موضعة؟..

وبدا تصريح المستشار بشارة عن أرب السعودية في “رفع الغطاء الذي يشكله الحريري عن حزب الله” في الحكومة وبالتالي اسقاط الحكومة ذاتها، يظهر كمؤشر على رغبة سعودية للعبث باستقرار داخليا بصورة تسبق اي تصعيد اقتصادي او عسكري، باعتبار لبنان البلد الاكثر تهيئا لخوض حروب اهلية باعتبار السلاح موجود، الامر الذي لم تجري فيه الرياح كما تشتهي السفن على ما يبدو.

في الاثناء بدت ايضا بؤر التصعيد الممكنة كالمخيمات ومجتمعات اللجوء اكثر تعقلا، ضمن اجواء الترقب والانتظار تحت عنوان ان لبنان يرفض ان تكون اي “تصفية للحسابات بين السعودية وايران على ارضه”.

ذلك لا يمنع طبعا ان الحالة السائدة اليوم ليست بالضرورة حالة مستقرة، وانها لن تتطور، بل على العكس فإن المعلومات الواردة على الجانب الاخر تشير الى ان الحريري والسعودية ممثلة بولي عهدها بن سلمان قد يكونا في ضوء اعداد لما اسماه زعماء في تيار المستقبل “مرحلة جديدة تماما وكبيرة”، وهي التي لم يظهر منها الا ان حبرها سعودي تماما هذه المرة.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com