فلسطين.. بوصلة اليمن الجهادية
مصطفى حطبة
لقد سعى بنو صهيون جاهدين لحرف البوصلة الجهادية من وإلى فلسطين إلى قضايا أخرى ثانوية وهامشية ساعدهم في ذلك عدة عوامل منها:
ضعف الوعي وقلة البصيرة لدى العرب والمسلمين حول أهمية الصراع مع اليهود.
افتقاد الأمة العربية والإسلامية للقيادة الحقيقية والنموذجية فيها ماعدا بعض القادة المؤمنين و التي تشن عليهم إسرائيل 1 وإسرائيل 2 ،الحروب العسكرية والإعلامية بغرض التشويه والتأطير والحصر.
عمالة الحكام العرب والمسلمين إلا من رحم ربي.
التطبيع المشبوه الذي ترعاه السعودية مع كيان اسرائيل الغاصب والمحتل.
نشر الثقافات الوهابية التي تدجن الأمة لليهود تحت مسمى “التطبيع” بين أوساط المسلمين وتعميمها على أساس أنها هي الدين الحق وهذ باطل محض.
عدم دراسة تاريخ الصراع مع اليهود وفق المنظور القرآني المحمدي الأصيل وهو ما ساعد اليهود على دس الأباطيل في كتب التاريخ.
حرف بوصلة العداء لإسرائيل في الوسط العربي والإسلامي وتوجيهها بدلا من ذلك نحو الحركات الجهادية التي تناهض إسرائيل.
ترسيخ مبدأ العداء العربي والإسلامي تجاه إيران بدلا من إسرائيل.
تشويه الحركات الجهادية القرآنية واستبدالها بحركات تكفيرية تتقمص قميص الجهاد شكلا لا مضمونا
تصوير إسرائيل واليهود بأنهم قوة عظمى وجيش لايقهر وبدلا من القيام بمواجهتهم على الشعوب العربية والإسلامية أن تعترف بهم وتحاول التعايش معهم بدلا من معاداتهم.
كل ما ذكرته سابقا ليس إلا بعض ما استطاع اليهود بمساعدة عملائهم القيام به وترسيخه في أوساط المسلمين عبر الأجيال المتعاقبة إلا أن بعض الأحرار من الحركات والشعوب الجهادية المؤمنة بقضيتها المركزية كاليمن ولبنان وسوريا والعراق وإيران وفلسطين وبعض الحركات الإسلامية والعربية لم تؤمن بكل تلك العوامل التي سعى اليهود مع عملائهم جاهدين لترسيخها وقد أثبت الواقع وخصوصا بعد حرب تموز أن بإمكان العرب والمسلمين تغيير المعادلات وقلب الطاولة فوق ما تسمى مجازا بإسرائيل.
الموت لإسرائيل هي كلمة نسمعها يوميا ونرددها مرارا وتكرارا في اليمن ضد إسرائيل خصوصا في المظاهرات المخصصة لدعم القضية الفلسطينية العادلة وهو ما أقلق إسرائيل وأرعبها وقد أعلنت ذلك في عدة مواطن أمام شاشات الإعلام والمواقع الإسرائيلية منها ما صرح به رئيس وزرائها نتياهو والذي قال إن الحوثيين يسيطرون على مضيق باب المندب في اليمن وهم يرفعون شعار الموت لإسرائيل وهذا أمر خطير يشكل قلقا صهيونيا عالميا وهو مادفع السعودية والإمارات بإيعاز أمريكي وإسرائيلي إلى تبني الحرب العسكرية الشاملة ضد اليمن عموما والحوثيين كما يسمونهم خصوصا تحت مسمى وعنوان “شرعية هادي”
هذا العنوان المزعوم بدأ يضمحل ويتلاشى شيئا فشيئا خصوصا بعد مرور عامين ونصف من الصمود الأسطوري للشعب اليمني .
وقد اثبت الواقع في الجنوب المحتل أنه لا صحة لذلك العنوان إطلاقا وأن السعودية والإمارات لا تحترمان تلك الشرعية المزعومة بنفسها وقد رأينا كيف أن الإمارات منعت الدنبوع هادي والتي شنت الحرب على اليمن باسمه من النزول من على متن الطائرة في أراضي الجنوب المحتلة.
أما بالنسبة للشعب اليمني فإن حربه ضد اسرائيل و عملائها حرب مقدسة لارجعة عنها وخيار لابد منه لكي ينتصر ويأخذ حريته واستقلاله وسيادته ولاشيء سيحرف الشعب عن قضيته المركزية..فلسطين ولا شيء غير فلسطين.
صحيفة الثورة