آخر مشاريع الإمارات: محافظة جديدة على الساحل الغربي… بـ«مجلس انتقالي»!
يمانيون – متابعات :
دفعت «المقاومة الجنوبية» فاتورة باهظة في معارك «تحرير الساحل الغربي» المدعومة من الإمارات.
وسقط المئات من أبناء الجنوب قتلى وجرحى في عمليات «الرمح الذهبي»، التي مكنت أبوظبي من السيطرة على مساحات واسعة من المديريات الغربية في محافظة تعز.
تراجعت حدة المواجهات مع «أنصار الله» خلال الأسابيع الماضية في يختل شمال المخا ومحيط معسكر خالد في موزع، لكن مستشفيات عدن لا تزال تستقبل قتلى وجرحى من «المقاومة الجنوبية» في جبهة الساحل. فما الذي يحدث؟
شكراً «مقاومة جنوبية»
خلافات عاصفة بين القوات الإماراتية و«المقاومة الجنوبية» في الساحل الغربي. وبحسب ما تكشف عنه مصادر موثوقة لـ«العربي»، فإن كتائب حمدي شكري الصبيحي والكثير من منتسبي «لواء العمالقة» من أبناء الجنوب غادروا قبل أيام مواقعهم في مديريات المخا وموزع إلى طور الباحة والقبيطة، بعد سريان أنباء عن نية الإمارات تشكيل «حزام أمني» يكون تابعاً لها، ويقتطع مديريات الساحل الأربع: ذوباب، المخا، الوازعية، وموزع، من محافظة تعز.
وتضيف المصادر أن قيادات «المقاومة الجنوبية» في الساحل الغربي، وعلى رأسها حمدي الصبيحي، أبلغت قائد القوات الإماراتية في المخا، «أبو محمد»، رفضها تشكيل «الحزام الأمني» من أبناء المديريات الأربع. فكان رده: «نشكر جهودكم ونقدر تضحياتكم وبإمكانكم التوجه إلى مناطقكم للدفاع عنها من الحوثيين وتثبيت الأمن فيها».
بعدها، صار ضباط وجنود «المقاومة الجنوبية» عرضة للتصفيات بالعبوات الناسفة.
في هذا السياق، تقول المصادر إن القوات الإماراتية زرعت الخلافات بين «المقاومة الجنوبية» و«المقاومة التهامية»، مضيفة أن الأخيرة صارت موضع اتهام بالوقوف وراء تصفية أكثر من 30 ضابطاً وجندياً من أبناء الجنوب في المخا خلال الشهرين الماضيين بعبوات ناسفة.
وتلفت إلى أن النزعة المناطقية تنامت ضد تواجد القوات الجنوبية في مديريات الساحل الغربي، وأن الإمارات بدأت في التحضير لـ«مجلس انتقالي» للمديريات الأربع يكون مقره المخا.
كما تشير إلى أن طلباً إماراتياً قُدم للرئيس عبد ربه منصور هادي بأن تكون مديريات المخا وذو باب وموزع والوازعية محافظة مستقلة.
مقاطعة إماراتية
وكما استغلت الإمارات الجماعات السلفية والبسطاء في الجنوب للقتال في الساحل الغربي لمحافظة تعز تحت أهداف اتضح بُعدها عن «التحرير والمقاومة»، فإنها لم تقدم إلى اليوم أي خدمات للسكان في المخا والمديريات المجاورة لها.
فإلى اليوم، لم يتمكن المئات من النازحين من مديريات الساحل من العودة إلى مناطقهم «المحررة». وأفصح عدد من النازحين من ذوباب، لـ«العربي»، عن أن القوات الإماراتية تبرر منعهم من العودة بأن «مناطقهم لا تزال مزروعة بالألغام التي خلفها الحوثيون».
تملك الإمارات كاسحات ألغام حديثة، لكنها منشغلة بمشروعها الخاص في الساحل. مصادر محلية في ذوباب كشفت أن «الإمارات قامت بالتسوير على مساحة واسعة في ساحل ذوباب، وحولتها إلى معسكر تابع لها، كما بدأت جرافات وشاحنات بردم الساحل المحاط بسور المعسكر».
وفي المخا، وبعدما حولت القوات الإماراتية الميناء إلى رصيف لمعداتها الحربية، وأحاطته بالمعسكرات والسجون الخاصة بها، منعت الصيادين من التجمع بقواربهم في ساحل العروك، المرسى المعهود لصيادي المخا منذ عشرات السنين، وطلبت منهم الانتقال إلى ساحل واحجة، على مسافة 10 كم جنوب مدينة المخا، مع منعهم من الاصطياد معظم أيام الأسبوع، والزج بعشرات منهم في السجون بذريعة تهريب السلاح للحوثيين.
التحكم في المضيق
ومثلما وضعت الإمارات يدها على أرخبيل سقطرى وميناء عدن وحقول النفط في الجنوب، فإنها وتحت مظلة «إعادة الشرعية»، وبعيداً عن الجنوب والشمال، في سباق مع الزمن لاستكمال بسط نفوذها على الساحل الغربي، والتحكم في مضيق باب المندب، بعدما صارت جزيرة ميون ثكنة عسكرية ومهبطاً لمروحياتها المقاتلة.
إن ما تقوم به الإمارات في الساحل الغربي لا يختلف كثيراً عن ما انتهجته بريطانيا في استعمارها لجبل طارق.
ففي العام 1620م، أعطى الإسبان الإذن للأسطول الإنجليزي لاستخدام ميناء جبل طارق كقاعدة للعمليات ضد القراصنة البربر، ليتحول الجبل بعدها إلى مستعمرة لمملكة التاج. وإلى اليوم، لم تتمكن إسبانيا من استعادته بعدما أقامت فيه بريطانيا قاعدة عسكرية تتحكم بها في حركة السفن من البحر المتوسط وإليه. فمن يوقف عبث «إسبرطة الصغيرة» باليمن، ومطامعها في باب المندب؟