صحيفة “لا كروا” الفرنسية : التدخل العسكري لقوى التحالف فاقم من شدة الصراع المسلح في اليمن
يمانيون – ترجمات :
نشرت صحيفة “لا كروا” الفرنسية، مقالا للكاتب جان كريستوف بلوكان طالب فيه بضرورة إيقاف الحرب التي تدور رحاها على الأراضي اليمنية.
وقالت الصحيفة في عمود افتتاحيتها أن هذا البلد الذي تختلف أنماطه على الدوام عن باقي بلدان العالم العربي، وتحفه أجواء مأساوية لا حدود لخطورتها؛ إذ أنَّ ما يقرب من مليون شخص قد أصيبوا بمرض الكوليرا ونحو 7 ملايين يقفون على حافة المجاعة، فضلاً عن أنَّ 21 مليون تم تصنيفهم تحت بند الحاجة الملحة للمساعدات الإغاثية والإنسانية.
وأضافت ان تلك الارقام كانت طرحت في مطلع الشهر الجاري أمام مجلس الامن التابع للأمم المتحدة من قبل ممثل دولة السويد لدى المنظمة، واشار الكاتب الى أنَّ الأسباب الرئيسة التي أفضت إلى الوضع الحرج الراهن في هذا البلد الفقير تقوم أساساً على النزاع المسلح الذي عمل على مدى ثلاث سنوات ويزيد على زعزعت وتفتيت كامل بنيته وكيانه، الأمر الذي أجج وفاقم من شدة الصراعات القبلية القديمة منذ التدخل العسكري لقوى التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة في العام 2015.
وأكد الكاتب جان كريستوف أن هناك ضرورة إنسانية ملحة لوقف تلك النزاعات التي وقع الشعب اليمني ضحية لها.. مردفا أنه من المؤسف القول بأنَّ هناك قضية أخرى ذات طابع جيوسياسي بدأت ملامحها في الظهور على أرض الصراع؛ الأمر الذي يستلزم العمل بكل جدية لاحتواء والتصدي لهذه الحرب قبل أن تتسع دائرتها لتشمل كافة أنحاء منطقة الخليج الفارسي حد تعبيره.
وقال يجهل حقيقة أنَّ ذلك الصراع لا يزال قائماً اليوم بفضل سباق التنافس القائم بين السعودية وإيران من أجل تحقيق الهيمنة والسيطرة الكلية على المنطقة، وبالرغم من تواجد تلك التنافسية على الساحة العراقية والسورية واللبنانية، إلا أنها تتجلى بكل وضوح في القضية اليمنية.. مشيرا الى الاتهامات اللاذعة التي تتراشقها كلاً من الرياض وطهران انها تمثل خطورة الوضع والارتفاع المستمر في حدة التوتر بينهما، لاسيما في ظل الدعم القوي والمتنامي الذي يقدمه الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، إلى النظام الملكي السعودي.
في السياق ذاته، ذكر الكاتب جان كريستوف يبدو أنَّ فرنسا قد تخلفت كثيراً عن الركب؛ ولعل حرصها في الحفاظ على علاقات جيدة مع المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة – حيث افتتح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون متحف اللوفر في أبو ظبي الأسبوع الماضي – هو ما يحملها على عدم الاهتمام بمجريات ذلك الصراع الذي قد يبدو لها محصوراً ومتدني الخطورة.
لافتا الى ان زيارة ماكرون الأخيرة للرياض قد تحمل في طياتها دلالات على تغيير وشيك في السياسة الخارجية. وفي ظل المخاطر التي تهدد بطمس ملامح الخارطة، أصبح من الضرورة بمكان العمل بكل مثابرة وجدية على كبح جماح جميع أطراف النزاع للحيلولة دون السقوط نحو الهاوية.