بداية النهاية
سارة المقطري
المستبد لا يحارب الفساد بل يستخدمه لتمرير مصالحه.. حقيقة تاريخية ومقولة ملموسة تنطبق قولا وفعلا على أسرة آل سعود وحكام المملكة , التي خرجت مؤخرا بشعار الفساد لتصبح حملة اعتقال أمراء ووزراء شعار المرحلة والشغل الشاغل لوسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي وكل ما له علاقة بالدعاية و(بروباجاندا)الإعلامية.
حقيقة … هذه الأحداث لو كانت في ظروف مختلفة كنا سنقول إنها لا تعنينا وأنها شأن داخلي , ولكن في ظل التغيرات ,والتجاذبات , والصراعات في المنطقة والتي رأس حربتها السعودية يستوجب علينا تسليط الضوء ووضع النقاط التالية :
– يبدو أن الأسرة السعودية تتحول من آل سعود إلى آل سلمان , فعلى الرغم من التنبؤات المتتالية التي أكدت تصدع البيت السعودي , والخلافات الدائرة فيه أتت لتكون هي (القشة التي قصمت ظهر البعير )وهي التي فضحت الخلاف بل والصراع في البيت السعودي , وجعلت (اللي ما يشتري يتفرج) بين الأبناء , وهذا ما سيزيد التفتت والانقسام بين الأبناء ويذهب البلاد (ليس فقط الأسرة) إلى النهاية الحتمية .
– أسلوب الأمر وفرض الواقع الذي ينفذه المراهق ذو الـ32 عاما, قد يكون شعار المرحلة القادمة , ليس فقط مع أفراد الأسرة , بل أيضا مع كل حليف صديق وعميل وهذا ما تمثل في مشهد استقالة سعد الحريري وقبله الفار هادي حيث أصبحوا يأتمرون بأمر الملك وهذا دليل آخر على حجم التخبط (قبل الانهيار الأخير ).
– هذه التغيرات والتحولات و( الهوشلية ) التي تمارسها السعودية تصب بداية في مصلحة الكيان الصهيوني واللوبي الإسرائيلي الذي يتخذ من (إيران, وحزب الله ,وأنصار الله, والأسد , والجيش العربي السوري وحركة حماس…..)ذريعة له وهو لا يتجرأ على فتح جبهة مواجهة مسلحة يعلم مسبقا انه الخاسر الأكبر فيها فيلجأ إلى وكلائه وأدواته (السعودية )لتمرير رسائل وفرض حالة من اللااستقرار في الداخل السعودي والمنطقة برمتها .
– أما السمسار الأكبر (ترامب )فها هو يجني أول (دبة)من البقرة الحلوب التي وعد أن يحلبها بيديه وكانت أول ردة فعل له انه دعا السعودية إلى طرح أسهم شركة ارامكو في بروصة نيويورك مما قد يشكل (ضربة معلم ) ونقلة نوعية للبورصة الأمريكية في وجه بورصة لندن وتخرجها ( من المولد بلا حمص ).
– كيف سينعكس كل ذلك على اليمن ؟
عاصفة الحزم التي أعلنتها السعودية من واشنطن والتي تدخل عامها الثالث دون تحقيق ما يذكر باتت منهارة بالكامل وبحاجة إلى ردة فعل كي ترفع منها وليست هذه التحركات إلا للتغطية على الفشل السعودي الواضح في الملف اليمني وهي لم تعد تريد إلا أن تخرج منه لذلك تقوم بفتح ملفات أخرى للتغطية والدفع بنسيان هذا الملف , لكن الجيش واللجان الشعبية يقفون لها بالمرصاد، وما الضربة الصاروخية التي أطلقت واستهدفت مطار الملك خالد بالرياض أكبر دليل على أنها تسقط .
السعودية تنهار وهذا ما كنا نتحدث عنه منذ زمن .. إنها بداية النهاية.