أفق نيوز
الخبر بلا حدود

متى تستعيد الشرعية الدولية صوابها؟

222

 

مروان حليصي

تعطيل مطار صنعاء الدولي عن حركة الطيران الوحيدة منذ إغلاقه من قبل تحالف العدوان السعودي الأمريكي قبل عام ، والمتمثلة بالرحلات التابعة للأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية التي تحمل المواد الإغاثية والإنسانية والدواء ، هو الرد العملي الذي أقدم عليه تحالف العدوان على مطالبة الأمم المتحدة للسعودية برفع الحصار الغير مشروط عن المرافئ والمطارات اليمنية في ظل الوضع الكارثي الإنساني الذي تشهده البلاد ، وذلك من خلال استهداف مقاتلات العدوان لجهاز الإرشاد الملاحي في مطار صنعاء الدولي بعدة غارات دمرته كليا، وإخراج المطار عن الجاهزية حتى عن استقبال الطائرات التابعة للأمم المتحدة ، فضلا عن استهداف مطار الحديدة بعدة غارات ، في إهانة صريحة للأمم المتحدة وتحد واضح للمواثيق الدولية والاتفاقيات ذات الصلة المجرمة لاستهداف المطار المدنية ، لتكتمل بذلك العمل العدواني في حضرة الأمم المتحدة آخر فصول جريمة العقاب الجماعي التي يمارسها تحالف العدوان على الشعب اليمني، وعزله عن العالم بأكمله ، وترك الملايين من أبنائه يموتون قصفا وجوعا ومرضا.

حيث يأتي ذلك العمل العدواني بعد أكثر من عامين ونصف من جرائم العدوان السعودي الأمريكي الوحشية المستمرة بحق الشعب اليمني الذي بات ثواجهه أكبر كارثة إنسانية منذ الحرب العالمية الثانية، وأبناؤه مهددون ب “أكبر مجاعة يشهدها العالم منذ عقود ، ضحاياها بالملايين” كما جاء على لسان مارك لوكوك وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية، كنتيجة فعلية للعدوان والحصار الذي امتد مؤخرا الى إغلاق كافة المنافذ البحرية والجوية والبرية للبلاد، وفرض العزلة الكاملة على الشعب، في ظل صمت دولي مخجل لا يبرره سوى أن قضية الشعب اليمني بات يُنظر إليها مجرد سلعة في سوق النخاسة الذي تشرف عليه الأمم المتحدة ، لصالح دول الاستكبار العالمية -الولايات المتحدة وبريطانيا، التي جعلت من معاناة الشعب بمثابة مصدر دخل رئيسي لإنعاش اقتصادها من الأموال السعودية والإماراتية السائبة بيد صبية بن سلمان وبنو زايد، في ظل الكساد الذي تعيشه، مقابل صمتها على الجرائم التي تُرتكب بحق أبنائه، والتغطية عليها وتعطيل القوانين الدولية المجرمة لمرتكبيها، فضلا عن مشاركتها المباشرة في العدوان، وتوفير مختلف الدعومات لدوله ،واستمرار تدفق الأسلحة إليها .

فهل أرادت السعودية بعملها التخريبي الذي جاء عقب المطالب الأممية لها بفك الحصار إهانة الأمم المتحدة ، وأن تجعل الشعب اليمني يتمنى لو لم تتحدث المنظمة الدولية عن رفع الحصار عنه، وتدفع به أمام الخذلان الدولي لمعاناته اللجوء الى خيارات أكثر قساوة ينعكس أثرها على المنطقة برمتها ،ردا على تلك الحماقات والتصرفات الرعناء، وهل أما تكفي فترة العامين ونصف لحضرة أعضاء مجلس الأمن الدولي سُلمت خلالها رقاب أكثر من 27 مليون مواطن يمني لمحمد بن سلمان ومحمد بن زايد وحلفهم العدواني ، ازهقو أرواح الآلاف خلالها جماعات وفرادى ، وعبثوا بمقدرات وطن، ودمروا كل شي فيه جميل ، لاتخاذ موقف شجاع يوقف كل تلك جرائم والانتهاكات ؟

وهل آن أوان الشرعية الدولية عموما لتستعيد صوابها وتنحاز للمواثيق الأممية وقوانين حقوق الإنسان التي ينتهكها تحالف العدوان على اليمن، وتشرع جديا بإصدار القرارات التي توقف العدوان عليه ، أم أننا نعيش شريعة الغاب، وما على الشعوب بعد اليوم سوى حماية نفسها بنفسها.

صحيفة الثورة

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com