هذه هي الصفقة التي عقدها صالح ودفعت أحزاب التحالف الوطني للانشقاق ؟
يمانيون ../
- بعد أيام قليلة فقط من بيان ناري ل “تكتل الأحزاب المناهضة للعدوان” ضد المؤتمر الشعبي العام وإدانته ب 26 إدانة أضغفها العمل على تعطيل المؤسسات الحكومية في صنعاء، أعلنت أحزاب التحالف الوطني الديمقراطي انشقاقها عنه متهمة إياه بممارسة التظليل والكذب وارتكاب الممارسات الخاطئة في ظل “العدوان”.
وعقدت أحزاب التحالف الوطني اليوم الأحد مؤتمرا صحفيا بالعاصمة صنعاء نفت فيه البيان الذي بثته قناة اليمن اليوم باسم الأحزاب واتهم أنصار الله باحتكار الوظيفة العامة وإقصاء كوادر المؤتمر و”تكتل الأحزاب المناهضة للعدوان” بالارتزاق .
وقال بيان أحزاب التحالف الوطني: نؤكد استغرابنا البالغ وإدانتنا الشديدة لمدى ما وصلت إليه جرأة البعض من تزوير وتضليل واحتقار واستهتار بالآخرين والحديث باسمهم دون حتى مجرد إشعار، مؤكدين عدم علاقتنا بذلك البيان جملة وتفصيلا؛ حيث لم نعلم به سوى من قناة اليمن اليوم.
واتهم البيان أمين عام حزب المؤتمر الشعبي العام عارف الزوكا بالعمل على صياغة البيان آنف الذكر والتوجيه بنشر البيان”زورا وبهتانا مع ذكر أن أحزاب التحالف عقدت اجتماعا من أجل ذلك صباح الأربعاء غير أن الاجتماع لم يحدث سوى في مخيلة الزوكا، ومما يدل على ذلك عدم نشر حتى صورة واحدة لذلك الاجتماع المزعوم.
أحزاب التحالف كشفت أن هذا الموقف ليس الأول مشيرة في بيانها إلى ممارسات كبيرة طوال الفترة الماضية رغم النصائح الموجهة إليه، واعتبرت أحزاب التحالف ذلك سعي من حزب صالح (المؤتمر الشعبي العام) في تحقيق الحسابات “الشخصية اللاوطنية”
الانشقاق عن المؤتمر و….
أحزاب التحالف الوطني الديمقراطي أعلنت أن تحالفها منذ اليوم كيانا سياسيا مستقلا وأنها تعمل على التواصل بباقي الأحزاب التي لم تشارك معها في المؤتمر متهمة في ذات السياق صالح بتفريخ وتزوير أحزاب وشراء أحزاب لها من عضو واحد بالمال.
ولم تترك أحزاب التحالف للمحللين أن يخوضوا في تبعات انشقاقها عن المؤتمر على اتفاقه السياسي مع أنصار الله وإنما بينت ذلك في بيانها مؤكدة أن “شراكة المؤتمر الشعبي العام في الاتفاق السياسي الموقع في 28 من يوليو 2016م – الذي تشكّل على إثره المجلس السياسي الأعلى وحكومة الإنقاذ الوطني – أصبحت شراكة منقوصة بكل ما تعنيه الكلمة كون توقيعه على الاتفاق لم يكن باسمه وحده وإنما باسمه واسم أحزاب التحالف الوطني الديمقراطي التي أصبحت من اليوم كيانا سياسيا مستقلا”.
وشددت الأحزاب على حقها فيما يتعلق بالاتفاق السياسي وندعو إلى التعامل معنا منذ اليوم كشريك أساسي في الاتفاق بعيدا عن المؤتمر الشعبي العام.
وقال البيان: ندعو إلى إعادة النظر في معادلة الشراكة في المجلس الأعلى وحكومة بن حبتور الفاشلة وغيرها من المؤسسات بما يضمن إصلاح اختلالات الوضع والانتصاف لنا ولِحَقِّنا الأساسي في الاتفاق.
واحتفظت أحزاب التحالف بحقها “القانوني في محاسبة محاسبة بعض قيادات المؤتمر الشعبي العام جراء التزوير والتضليل” باسم التحالف واختراق اللائحة المنظمة للتحالف، ومن ذلك استصداره عشرات المواقف والبيانات المزورة باسم التحالف خاصة في ظل العدوان، وإقصاء الأحزاب عن المشاركة في “الوفد الوطني المفاوض”، بالإضافة إلى استلام مستحقاتها المالية طوال السنوات الماضية من لجنة شؤون الأحزاب ونهبها ورفض تسليمها للأحزاب، وغير ذلك.
ماذا يعني هذا؟
بينما رأى الناشط في حزب المؤتمر ماهر شجاع الدين أن هذا الموقف مسرحية جديدة على مدى التخبط والتهور وعمى والبصيرة، يعتبر الصحفي يحيى الشرفي أن انشقاق أحزاب التحالف الوطني الديمقراطي يعد زلزالا سياسيا بالنسبة للمؤتمر خصوصا أن هذه الأحزاب كانت منذ آخر انتخابات رئاسية يمنية في اليمن 2006 م هي الأداة السياسية التي يواجه بها المؤتمر اللقاء المشترك لإسقاط صفة المعارضة عنهم.
ويرى الشرفي أن هذا الموقف مؤشر على أن المؤتمر بدأ ينهار وأدركت هذه الأحزاب أن حزب صالح لم يعد كما كان، كما هي مؤشر على أن المؤتمر فقد هيبته.
ويتوقع الشرفي حدوث انشقاقات داخل حزب المؤتمر ذاته بالإضافة إلى الانشقاقات الحالية.
ووفقا للشرفي فإن ما جاء في بيان الأحزاب حول قيام نجل شقيق صالح بإنشاء مليشيات غير قانونية بالإضافة إلى الاتهامات الأخرى التي تتطابق مع الاتهامات التي سبق أن وجهها ما يسمى “تكتل الأحزاب المناهضة للعدوان” للمؤتمر يؤكد أن حزب المؤتمر بات يسعى في توجه مغاير لباقي الأحزاب السياسية في صنعاء.
لماذا؟
كشفت مصادر سياسية للخبر اليمني عن عدد من الأسباب التي دفعت أحزاب التحالف الوطني الديمقراطي للانشقاق عن صالح.
وبحسب المصادر فإن على رأس هذه الأهداف خشية هذه الأحزاب على مستقبلها السياسي بعد إبرام صالح لصفقة سياسية مع التحالف يقوم حزب المؤتمر فيها بتعطيل المؤسسات الحكومية في صنعاء وتهييج الشارع ضد أنصار الله وصولا إلى سفر صالح إلى روسيا وإعلانه مبادرة سلام صاغها التحالف وتدعو إلى تسليم الحديدة وأمانة العاصمة إلى الأمم المتحدة فيما يقوم التحالف برفع اسمه من قائمة العقوبات.
وكان صالح قد أعلن في منصف أكتوبر الماضي عن تلقيه دعوة من الرئيس الروسي فلادمير بوتين للحضور إلى موسكو من أجل المشاركة في ندوة سياسية عن سبل الحل السياسي للأزمة اليمنية.
وقالت المصادر إن أحزاب التحالف الوطني الديمقراطي وجهت لصالح العديد من التحذيرات غير أنه واجهها بسخرية.
- موقع الخبر اليمني