أفق نيوز
الخبر بلا حدود

الاحتفال بالمولد النبوي فرصة لتوحيد الأمة الإسلامية

155

محمد صالح حاتم
إن ما تعيشه امتنا الإسلامية من فرقة وشتات ،وقتل ودمار ،وحروب ،جعلتها في حالة من الذلة والمهانة والانحطاط ،يجعلنا نفكر ونتأمل ونتساءل لماذا وصلت امتنا الإسلامية الى هذه الحالة وهذا الوضع المزري والمؤلم ؟

ان السبب هو ابتعادنا عن كتاب الله وتعاليمه ،وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم ،واتباعنا لأهوائنا وأهواء الشيطان ،واتباع اعدائنا ،فجوامعنا تشكو من خلوها من المصلين ،والنوادي والمراقص والملاهي تشكو عدم اتساعها للشباب المسلم،فأمتنا اليوم تعيش حالة من الضياع والابتعاد عن الدين الإسلامي الحنيف ،وان مناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف ،هي فرصة كبيرة للاجتماع على كلمة سواء ،فهذه المناسبة ليست مقتصرة على دولة بعينها أو جماعة دون غيرها ،أو حزب دون حزب ،أو مذهب دون غيره من المذاهب بل هي من حقنا نحن المسلمين جميعا ،فالرسول محمد أرسله الله الى الأمة جمعاء، ،فهو خاتم الأنبياء والمرسلين ،ورسالته ليست مخصصة لجماعة دون غيرها أو طائفة دون طائفة ،فهذه المناسبة فرصة للتذكير كيف كان حال الأمة قبل مولده صلى الله علية وسلم ،وكيف كان حال الناس قبل بعثته بالرسالة،حيث كان الناس يعيشون حالة من الجاهلية ،كانوا يعيشون في قتال وحروب ،وسبي للنساء ووأدهن احياء ،وكانوا قبائل متناحرة ،يعبدون الأوثان والشمس،وكانت منطقتنا العربية مسرحاً للقتل وسفك الدماء ،وعرضة للغزو والاحتلال من قبل الدول والامبراطوريات الكبرى كفارس والروم وغيرهما ،وهو شبيه بوضع امتنا اليوم ،وعندما بعث الله محمدا هاديا ومبشرا ومنقذا للبشرية من الضلال والانحطاط، وبدأ بنشر رسالته وتغير حال امتنا العربية ،واصبح الدين الإسلامي هو الدين السائد في الأرض ،وأصبح العرب بفضل الدين الإسلامي هم سادة البلاد وهم حكام العالم ،وذلك بفضل اتباعهم للرسول صلى الله عليه وسلم ودخلوا في دين الله افواجا، ،فهذه المناسبة علينا الاحتفال بها،ويكون بالتذكير بحالة الأمة قبل ميلاده وبعثته صلى الله عليه وسلم ،والتذكير بتعاليم الدين ،والتمسك بها،

وعدم تقليد اليهود والنصارى ،في احتفالهم بالمناسبات الخاصة بهم ، من حيث الحفلات وإطلاق الألعاب النارية،والبذخ والإسراف الذي نهانا الدين الإسلامي ونبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، فالاحتفال يكون بإقامة الندوات الدينية ،من قبل الاخوة أصحاب الفضيلة العلماء،علماء الدين وليسوا علماء السياسة، علماء السلطة ،الذين بسببهم وصل حالنا الى ما نحن عليه اليوم.
فالاحتفال يكون حبا للرسول والاقتداء به الذي بُعث ليتمم مكارم الأخلاق ،وليس من اجل المزايدات والمناكفات السياسية ،نحتفل لنوحد الكلمة ولمَّ الصفوف،لنصحح الاخطاء ونبتعد عن المذهبية والمناطقية .

فأمتنا اليوم في امس الحاجة للعودة الى الدين الإسلامي الصحيح وسنة نبيه الصحيحة ،ونبذ المذهبية والطائفية ،التي بسببها العرب والمسلمون يقتلون بعضهم البعض ،وكل دولة تدمر الأخرى ،ويقتل ابناؤها، بسبب المذاهب والطوائف ،والتي للأسف استغلها اعداؤنا،وعملوا على بث سمومها فيما بيننا ،فهذا سني وذلك شيعي ،وهذا شافعي وهذا زيدي،وحنبلي وهادوي وسلفي وكلها تدعي انها تطبق كتاب الله وتعاليم دينه الإسلامي ،وسنة نبيه .

فذكرى مولد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم فرصة لنصحح المفاهيم المغلوطة في معنى المذهبية ،وندعو الى وحدة الأمة الإسلامية،والوقوف صفا واحدا ضد الافكار الدخيلة على ديننا والجماعات المتطرفة والمتشددة والمذاهب الاستعمارية ،والتي زرعها في مجتمعنا العربي والإسلامي الاستعمار البريطاني الصهيوني ،ومنها الوهابية، بفكرها المتشدد، والدخيل على ديننا ،والتي بفتاوى علمائها قتل مئات الآلاف من أبناء العراق وسوريا وليبيا والسودان والصومال وافغانستان، واليوم ما يتعرض له شعبنا اليمني العظيم من قتل وإرهاب ،من قبل تحالف القتل العربي بقيادة مملكة بني سعود منذ ما يقرب من 1000يوم ،كلها بسبب هذه الجماعات الدينية المتطرفة المصطنعة استعماريا وهي التي أيدت وباركت قتل شعوبها ،ومنها الوهابية والاخوان والسلفية فهي تخدم اعداءنا وتنفذ مشاريعه في منطقتنا العربية والإسلامية.

فأين نحن من الدين الإسلامي ،الذي جاء به سيد البشر محمد صلى الله عليه وآله وسلم ،والذي لزاما علينا ان نحتفل بذكرى ميلاده الشريف ،والتذكير بسنته النبوية الصحيحة الشريفة ،وان ندعو الى وحدة الكلمة وحرمة قتل النفس البشرية التي كرمها الله وحرم قتلها من فوق سبع سماوات.
فصلى الله عليك يا محمد يا رسول الله وعلى آله وسلم تسليما كبيرا .

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com