عذراً رسول الله
وفاء الكبسي
بعد موت رسول الله انحرف العرب عن دينهم، وعن نهج نبيهم محمد -صلى الله عليه وعلى آله وسلم_ حتى يومنا هذا، ولازالوا ممعنين في جهلهم، وكفرهم، وغيهم، وطغيانهم ، فما فعله العرب من أفعال وإساءات مشينة في حق الله ورسوله والإسلام أولا ، ثم في حق اليمن أرضا وإنسانا هي أفعال لا تغتفر، فما تابوا أو عادوا إلى صوابهم وما خجلوا من رسول الله!
لهذا فإني في هذه المناسبة العظيمة والحبيبة إلى قلوبنا ذكرى المولد النبوي الشريف أقدم الإعتذار إلى رسول الله!!
عذرا رسول الله لحال العرب اليوم كيف جحدوا وكفروا بكل ما جئت به فأنت كنت ومازلت لنا هاديا ومبشرا ونذيرا أخرجتنا من الضلالة والجاهلية الأولى إلى النور والإيمان، ولكن العرب عادوا الى الجاهلية والضلالة ولكنها جاهلية أشد وأقسى ، فما راعوا لنا نحن اليمنيين أي حرمة قتلوا وذبحوا وحرقوا وسحلوا وصلبوا باسمك واسم دينك !!
اساءوا إليك وإلى الإسلام حتى صار العالم يكرهنا ويكره الإسلام فكانت فرصة لعدونا ليمعن في قتلنا وامتهاننا وإذلالنا واستعبادنا ورغم كل هذا صار العرب لهم خدام يرعون حقوقهم وحرماتهم فكانوا رحماء مع عدونا، أشداء علينا!
عذرا رسول الله؛ لأن العرب لم يرجعوا إليك وإلى الله خالقنا في حل مشاكلهم قال تعالى : {فإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ}وإنما عادوا إلى عدوهم ليحكم فيما بينهم من مجلس أمن وأمم متحدة اتحدت علينا!!
عاثوا فينا مع عدونا فسادا وقتلا، وخرابا ، وحصارا ، وتجويعا ، وشرعنوا لكل هذا بقرارات فاجرة ماكرة كانت للنفاق عنواناً وكلما أمعن عدونا في قتلنا هنا العرب يقبلون أيدي عدونا الملطخة بدمائنا، بل وكانوا يدا للجلاد تولوا أعداء أمتنا العربية والإسلامية من الأمريكان والصهاينة؛ ليكونوا لهم ربا من دون الله ، فبئس العرب من اخوان!!
عذراً رسول الله ؛ لأن العرب لم يعيشوا حسب مسؤولية وتعاليم الإسلام وإنما عاشوا العصبية القبلية والعشائرية والطائفية والمذهبية والمناطقية، فتفرقوا وتبلدوا حتى صاروا كما قلت غثاء كغثاء السيل يضرب بعضهم رقاب بعض فضربوا رقابنا وتحالفوا في عدوان همجي غاشم على بلد الإيمان والحكمة!!
عذراً رسول الله صار الحرام حلالاً وانفتاحاً وتطوراً ، والحلال حراماً، وتخلفاً ورجعية ، والخجل والحياء اشمئزوا منه والتكبر والبجاحة اعتزوا وافتخروا بها!!
عذراً رسول الله الكاذب فينا جعلوه سلطاناً مكرماً والصادق منا عادوه وجرموه !!
عذراً رسول الله وأي عذر وأسف يجدر بي أن أرسله إليك هل أرسله بدموع الحزن والقهر والألم والمظلومية التي حلت علينا بسبب عدوانهم الوحشي الغاشم علينا، وكيف تحالف إخوتنا مع عدونا؟!
أم أعتذر بدموع التقصير، والتفريط ، والجهل الذي حل على بعض أبناء جلدتنا اليمنيين، فماعرفوا أين الحق وأين الباطل فكانوا عونا للعدوان!!
عذراً رسول الله فقد دنس العرب مسجدك بتخاذلهم وتهاونهم وتطبيعهم مع عدوهم، كيف منعوا المسلمين اليمنيين وغيرهم من دخول مكة ومسجدك وادخلوا يهودياً ليدنسه ويعيد تاريخ خيبر القديم فحق لنا بفتح جديد لمكة وتطهيرها وتطهير جميع مقدساتنا من دنس بني سعود واليهود فلابد من الفتح الجديد.
سيدي وحبيبي محمد أخشى أن أعتذر منك كل سنة لكل هذا وما هو أكثر منه !!
لن أقول لو كنت بيننا كيف كان حالنا ؟!
فأنت معنا وبيننا حي فينا لم تغب عنا أو ترحل، سيفك معنا، وكأنك يا سيدي تقاتل معنا نراك في الجبهات مع المجاهدين قائدا وموجها، فما غبت عنا يا سيدي ، ولكن العرب غابوا ورحلوا عنك حتى قست قلوبهم وعميت أبصارهم فما عادوا يروك أو يخجلوا من أفعالهم!!
عذراً رسول الله وحق لك أن لا تقبل لي عذراً في العرب!