نص خطاب السيد عبدالملك الحوثي بخصوص موجة الاعتداءات لمليشيات طارق عفاش
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله الملك الحق المبين، وأشهد أنَّ سيدنا محمدا عبده ورسوله خاتم النبيين، اللهم صل على محمد وعلى آل محمد وبارك على محمد وعلى آل محمد، كما صليت وباركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد، وارض اللهم برضاك عن أصحابه الأخيار المنتجبين وعن سائر عبادك الصالحين.
أيها الإخوة والأخوات، شعبنا اليمني المسلم العزيز، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
فاجأتنا اليوم موجة من الاعتداءات التي تنفذها مليشيات تتبع لبعض الشخصيات في المؤتمر الشعبي العام، وقد كانت قد بدأت الاعتداءات بالتزامن مع مناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف سيما يوم الأربعاء ويوم الخميس، وكانت تصرفات لا مبرر لها، لا ما حدث من جانبهم في يوم الأربعاء، ولا ما حدث في يوم الخميس، ولا ما حدث في يوم الجمعة ولا ما يحدث اليوم، لم يكن هناك أي مبرر على الإطلاق، نحن نعتبر هذا التصرف هو اختراق نجح فيه الأعداء إلى التأثير على بعض أصحاب القرار هناك، وتحركوا بناء، أو انزلقوا إلى هذا التوجه الخاطئ جدا والمُخِل بالأمن والاستقرار.
التذرع بما يسمى اقتحام دُوْر العبادة واقتحام البيوت، نحن نتحدى أن يكون شيء حصل من ذلك، ما يتعلق بالجامع، جامع الصالح، القصة أنه كان هناك تفاهم وتنسيق مع رئيس حزب المؤتمر الشعبي العام، بناء على هذا التفاهم وهذا التنسيق، اتجه الإخوة الأمنيون بمناسبة الذكرى يعني، ليس تصرفا اعتباطيا، بمناسبة الذكرى التي ستحتاج إلى تأمين، وهي كانت في ميدان السبعين، والجامع في ميدان السبعين، فكان لا بد من أن يكون هناك تنسيق في التأمين، أيضا فيما يتعلق بالجامع، وتم التفاهم على هذا التنسيق المشترك، والتعاون المشترك، وذهبت الجهات الأمنية الرسمية بناء على هذا التفاهم ففوجئت باعتداء من الحراسة المتواجدة في الجامع، بعد هذه الإشكالية تمّت معالجة الموقف مباشرة، وبناء على هذه المعالجة أتت مجموعات حراسة تابعة لرئيس حزب المؤتمر الشعبي العام، وتواجدت في الجامع وبقيت في الجامع، ولم يكن الجامع محتلا، لا أثناء الفعالية ولا بعد الفعالية ولا قبل الفعالية، تواجدت حراسة له من جانب رئيس حزب المؤتمر وتابعة له، تواجدت في الجامع وحين الفعالية كانوا موجودين في الجامع، ولم يكن الجامع مغتصبا عليهم ولا مأخوذا عليهم، وكان التنسيق مستمرا، يتواجد أمنيون من جانب وزارة الداخلية والجهات الأمنية الرسمية ويتواجد معهم في نفس الوقت مجموعة حراسة مكلفة من رئيس حزب المؤتمر الشعبي العام، فلم يكن في حالة سيطرة عليه أو اغتصاب له، لا من أجهزة الدولة ولا من أنصار الله، وبعد إكمال الفعالية أخلت الجهات الرسمية ووزارة الداخلية تواجدها الذي كان قائما بالتنسيق والتفاهم إلى جانب الحراسة المتواجدة فيه، لأنهم يصورون للناس أن الجامع كان مغتصبا عليهم ومأخوذا عليهم، وأنها أُقيمت فعالية المولد النبوي وهي في حال السيطرة عليه من جانب وزارة الداخلية أو من جانب لجان شعبية أو غير ذلك، لا، فلتكن الصورة واضحة لأننا في لحظة هامة يجب أن يتحلى فيها الجميع بأعلى درجة من المسؤولية، بيوتهم لم يكن هناك أي اجتياح ولا اقتحام لأي بيت من بيوتهم، وأتحدى أن يكون تم شيء من هذا على الإطلاق، مقراتهم لم يكن هناك اقتحام لأي مقر من مقراتهم، وأتحدى أن يكون شيء تم من هذا، مع ذلك نفذوا اعتداءات في يوم الأربعاء والخميس والجمعة، اعتداءات إما على سيارات النجدة أثناء مرورهم من بعض الشوارع، في عدة شوارع حصل هذا منهم، وإما على أطقم تابعة للأجهزة الأمنية الرسمية كذلك أثناء تحركها في بعض الشوارع، اعتداءات أسفرت عن استشهاد وجرح 40 شخصا، وكنا خلال هذه الأيام نمارس أعلى درجات ضبط النفس، ولم نتهور ولم ننزلق إلى المواجهات والفتنة، وسَعَيْنا إلى التماسك، وكنا نتابع بكل جهد مع الجهات الرسمية، مع الرئاسة، مع كذلك العقلاء والحكماء والشخصيات العاقلة في حزب المؤتمر لاحتواء الموقف، ومتفاجئين من تهورهم اللامسؤول، والذي يدل على حالة اختراق غير طبيعية حصلت لهم، اليوم كذلك.
اليوم يقومون بالاعتداءات وإثارة الفتنة والنفير للفتنة، والدعوات لتخريب الأمن والاستقرار في العاصمة صنعاء، بل دعواتهم تذهب إلى أبعد من ذلك، بغير مبرر أبدا، كانوا في أمن، بيوتهم آمنة، مقراتهم آمنة، مسجدهم هم صلوا فيه الجمعة وخرجوا يحرضون ويهتفون بهتافات عدائية، هم في توجه عدائي تخريبي استفزازي، غير مبرر أبدا، ولذلك أنا أدعو في هذه اللحظة، أولا أدعوهم هم إلى الكف عن هذا التهور اللامسؤول والتصرف الذي لا مبرر له، ولا داعي له، نحن عاملناهم كل هذه الفترة، كل هذه المرحلة، عاملناهم بالتفاهم والإخاء والتعاون وكانت أولويتنا ولا تزال التصدي للعدوان، ليس لهم أي مبرر في تصرفهم العدائي لا تجاه الأجهزة الأمنية ولا تجاه أنصار الله، ليس لهم أي مبرر ولا حق في ذلك، ونحن أحرص الناس على استقرار الوضع الداخلي، وعلى استقرار الأمن واستتباب الأمن في صنعاء وفي كل أنحاء البلد، وعلى أن يتفرغ الجميع للتصدي للعدوان، وخطوتهم اليوم خطوة مشبوهة، يجب أن يكفوا عن هذا التهور اللامسوؤل، وأدعو الجميع، الشخصيات، العقلاء، المواطنين كافة إلى أن يكونوا متحلين بأعلى درجات المسؤولية والانضباط والتعاون مع مؤسسات الدولة في الحفاظ على الأمن والاستقرار، وعلى أمن واستقرار العاصمة صنعاء، وأن لا يستجيبوا أبدا للدعوات الفتنوية والتحريضية والمتهورة واللامسؤولية والدموية التي تحاول أن تنشر التخريب وتسلب الناس الأمن والاستقرار وتنشر الفتنة، وتنشر الفوضى في العاصمة صنعاء وفي غير العاصمة صنعاء، كما أدعو عقلاء وحكماء ومشائخ اليمن إلى أن يدخلوا في دور رئيسي ومسؤول لإيقاف هذه الفتنة من قبل تلك المليشيات المتهورة، ويتخذوا موقفهم ضد أي طرف يتعنت أو يُصِر على الإخلال بالأمن والاستقرار، ويتحروا من الحقيقة، ولعنة الله على الكاذبين ودعاة الفتنة، يعرفون من هو الذي يسعى إلى الفتنة، هل يمتلك أولئك، تلك المليشيات التخريبية هل تمتلك مبررا، أم أنها تتصرف بتهور غير مبرر، في ظل مساعي كانت قائمة حتى بالأمس من المجلس السياسي الأعلى ومن كل الحريصين والناصحين من الطرفين لاحتواء أي مشكلة، فإذا بهم يتجهون إلى التصعيد وإثارة الفتن بدلا من وقف المشاكل.
اليوم الدولة ومؤسسات الدولة هي معنية بالحفاظ على أمن واستقرار الجميع من كافة الاتجاهات، مؤتمري أو أنصاري أو أي كان، معنية بحماية أمن المواطنين في صنعاء وفي غير صنعاء، ويتعاون معها المشائخ والقبائل والوجهات والعقلاء والحكماء والمواطنون مع ذلك، ويسعون لمنع التخريب ومنع إثارة الفتنة، ومنع العناصر التي تحاول أن تسلب الأمن والاستقرار وأن تنشر الفتن، يعملوا على منع ذلك ويصر الجميع على الحفاظ على الأمن والاستقرار ومنع هذا التخريب ومنع هذه الفتنة، إذا كان هناك أي خلاف يمكن أن تُحل بالحوار والتفاهم ويجب أن يتدخل الحكماء والعقلاء والقبائل بهذا المنطق وعلى هذا الأساس، وأن لا يقبلوا بدعوات الفتنة والتخريب التي تخدم اليوم العدوان، هذا التصرف مشبوه، يخدم العدوان، أكبر مستفيد منه هو العدوان، وإذا أصَرَّت تلك المليشيات على الاستمرار في القتال والفتنة والتخريب يجب أن يكون موقف الجميع إذا لم تقبل بالنصح ولم تتجاوب مع حكماء وعقلاء اليمن والحريصين، يتعاون الجميع مع الدولة في الحفاظ على الأمن والاستقرار وعدم السماح لأي كان بإثارة التخريب وإثارة الفتنة وسلْب الأمن والاستقرار، لم يكن هناك أي مبرر.
وأقول لتلك المليشيات التي تنشر الفتنة، عملكم مشبوه، ما هناك اقتحامات، ولم نرَ هذا التوجه من جانبكم ولم نرَ منكم لا رجولة ولا شرف ولا بطولة ولا إباء يوم قام عبد ربه باقتحام الجامع، ويوم قام باقتحام القناة، هل كنتم رجالا، هل وقفتم آنذاك، هل قلتم ستدافعون أو تفعلوا أي شيء، كنتم كالأرانب الضعيفة، لا موقف ولا أي موقف، كنتم أضعف حتى من خيط العنكبوت في أن تتخذوا أي موقف، اليوم أين حرصكم على الوطن؟ أين حرصكم على الأمن والاستقرار؟ أين حرصكم على الأمن والاستقرار حتى تتأمن لكل أحرار البلاد الساحة الداخلية للتفرغ لمواجهة العدوان، إذا كنتم تملكون ذرة من الحرص على الوطن والمواطن، فالأمن والاستقرار هو الذي يثبت ذلك، أما أن تتجهوا لإثارة الفتنة تحت عنوان الجامع فقد رأينا كيف كنتم يوم أتى ذلك اليوم من يقتحم الجامع، أما اليوم فأمامكم كان إخوة متفاهمين معكم، كنتم لئام تجاه هذه الأُخُوة، تجاه هذا التفاهم، أما أولئك الذين كانوا مُتَنَمّرِين عليكم وقلبوا لكم ظهر المِجَن، واقتحموا عليكم بالفعل جامعكم وقناتكم، كنتم أمامهم كالأرانب الوديعة ولا رُجْلة ولا عسارة ولا بطولة، ولا نفير عام ولا أي موقف، وكنتم تحت عنوان مصلحة الوطن، أين هي مصلحة الوطن اليوم؟
المصلحة الحقيقية للوطن اليوم هي أن تكفوا فورا عن هذه الفتنة، وأناشد رئيس حزب المؤتمر الزعيم علي عبدالله صالح بأن يكون أعقل وأن يكون أنضج وأرشد من تلك المليشيات العابثة المتهورة وأن يتفاعل إيجابيا مع كل الجهود الرامية إلى وقف هذا التهور وهذه الفتنة، وأن يُؤْثر أمن واستقرار ومصلحة الوطن فوق تلك النزوات والتهور المغرض من بعض المخترقين وبعض المشبوهين، وأن يتحقق من أي ادعاءات أو مزاعم، وأن يُفسح المجال للعقلاء والأحرار ليتحروا من الحقيقية ويكونوا مع الحقيقة، ضد من هو معتدٍ ومخرب ويسعى إلى إثارة الفتن، وهذا هو الذي يثبت الحقيقة، يثبت مدى الإنصاف، التجاوب مع مساعٍ كهذه تتحرى من الواقع، أما من لا يرغب بأن يكون هناك تحرٍ من الواقع ومعالجة للأمور فلا.
وأُحذر من الاستمرار في هذا المسار الفتنوي، أحذر بجد وأدعو الدولة إلى تحمل مسؤولياتها، وأدعو المواطنين أن يكونوا إلى جانب الأمن والاستقرار، وأدعو كافة القبائل في كل المحافظات والمناطق أن يكونوا إلى جانب الأمن والاستقرار وأن لا ينجروا أبدا إلى هذه الفتن، أن يحافظوا على الأمن والاستقرار ويجعلوا الجبهة الوحيدة التي يركزون عليها التصدي للعدوان، لا يجعلوا لإثارة الفتنة في أي محافظة، ولا يستجيبوا للدعوات التخريبية والفتنوية الشاذة المشبوهة، التي لا سياق لها، وليحتكم معنا، ليحتكم معنا المؤتمر الشعبي العام في تياره المصر على الفتنة اليوم، ليحتكم معنا إلى العقلاء والحكماء من أبناء المؤتمر ومن كافة أبناء البلد، إن طلع الخطأ عندنا أو عند الأجهزة الرسمية نتحمل المسؤولية، والأجهزة الرسمية تتحمل المسؤولية، وإن طلع الخطأ عندهم وكانت تصرفاتهم متهورة ولا مبرر لها وقد صبرنا وهم يَقْتُلون حتى اليوم، ما كان حتى اليوم عليهم أي عملية هجومية ولا بالأمس ما كان عليهم أي عملية هجومية، ولا قبل الأمس، وحتى حالات الاشتباك لم تكن مواجهة مع هجوم، هجوم على سيارة نجدة يهجمون هم – ويش بتسير سيارة نجدة، با تهجم عليهم؟ – أو طقم للأمنيين مرَّ من الشارع أو عبَر من جهة معينة فيعتدون عليه.
أدعو الجميع إلى التحلي بالمسؤولية والانضباط والتعاون مع الدولة في الأمن والاستقرار، والأمن والاستقرار مسؤولية الجميع وأن يتجه الجميع كلهم ضد هذا المسعى التخريبي بالتواصل بالنصح، بالحفاظ على الأمن والاستقرار في العاصمة وفي غير العاصمة، وأدعو أولئك على الكف فورا عن هذا التصرف، وأناشد رئيس المؤتمر الشعبي العام علي عبدالله صالح إلى التعقل وأن يكون كما كان منذ بداية العدوان وإلى اليوم حريصا على مصلحة وطنه، مؤثرا على الأمن والاستقرار، غير منجر وغير مُتَنزِّل إلى هذا الإسفاف التي تمارسه بعض تلك المليشيات، ونحذر من جديد إذا لم تكف تلك المليشيات عن هذا التصرف فعلى الدولة أن تتحمل مسؤوليتها بمعاونة المواطنين وتكثيف الجهود من الجميع لفرض الأمن والاستقرار ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.