الرابط العجيب بين الإمارات وعلي عبدالله صالح.. ومنهج الخيانات المتتالية
يمانيون../
دلت الأوضاع الراهنة في صنعاء إلى أن الرئيس المخلوع “علي صالح بدأ يتعمد افتعال أزمة وانقلاب على الشراكة مع حلفائه “الحوثيين” ، تمهيدا لفك التحالف معهم والتفاوض وحده مع الإمارات والسعودية كما خطط له مسبقاً, وإعادة إخضاع سيادة البلاد لوصاية الخارج كما كانت عليه في عهده.
تشير معلومات إلى أن الإمارات تلعب الدور الرئيس في عملية فك تحالف الحوثيين – صالح ، وتجري اتصالات بهذا الصدد منذ أشهر طويلة مع الرئيس الأسبق صالح عن طريق نجله احمد علي صالح السفير اليمني السابق لدى الإمارات. والذي وعدته دويلة الامارات بإيصاله على ظهر دباباتها الى كرسي الرئاسة اليمنية. وحصل عفاش على تمويل كبير لأول مهرجان جماهيري عقده في ميدان السبعين في الذكرى الأولى للعدوان 26 مارس 2016م مبلغ عشرة مليون درهم اماراتي.
وأرسل علي عبدالله صالح ممثلي حزبه في مفاوضات الكويت الى رحلة مكوكية انطلقت من الكويت صوب دبي بذريعة الالتقاء بنجله احمد والاطمئنان على سلامته في ظل ما يزعمه من وقوف ضد دول العدوان.
يذكر أن لدى صالح استثمارات عقارية في دويلة الإمارات تقدر بأكثر من 30 مليار دولار ويشرف نجله الأكبر احمد في أبو ظبي على هذه الاستثمارات ومن بينها مدينة مملكة سبأ ، ومن هنا لم تنقطع علاقة الرئيس السابق مع دولة الإمارات وثبت على التبعية والارتهان لهم.
وكانت أبو ظبي قد حاولت في الشهور الأولى لشن دول التحالف “عاصفة الحزم ” التي تقودها السعودية أن تقنعه بمغادرة صنعاء بحل يقضي بإبعاده عن اليمن وإعادة تشكيل حكومة انتقالية، ولكن المساعي فشلت، إنما الاتصالات الإماراتية مع صالح لم تنقطع.
وكان الأمين العام المساعد للمؤتمر الشعبي العام ياسر العواضي في الشهر الأول لانطلاق العدوان على اليمن قد انتقل مع بقية قادة المؤتمر الشعبي الى الرياض تأييدا للعدوان على بلدهم، لكن وبحسب معلومات استخبارية رصدت تحركاته قررت الرياض إعادة العواضي الى العاصمة صنعاء تحت مظلة المناهضة للعدوان والتحالف مع الحوثيين ليكون عينهم وذراعهم التي تتحرك في قلب الامانة العامة للمؤتمر الشعبي وضمان عدم انفلات زمام المؤتمر من اليد السعودية والدفع بتحالف انصارالله-صالح الى طريق مسدود.
فيما استمر صالح في الدفاع عن القوى الخيانية المقيمة في الرياض وفي القاهرة واعتبارهم وطنيين وعلى رأسهم الخائن سلطان البركاني الامين العام المساعد للمؤتمر. وحرص من خلال تواجده في نصف حكومة الانقاذ الوطني بصنعاء على اعاقة الملفات القانونية لمحاكمة الخونة والمرتزقة ومصادرة ممتلكاتهم لصالح أسر الشهداء والجرحى من ضحايا العدوان.
وترى أبو ظبي ان إنهاء الحرب التي تشارك فيها والانتصار على الحوثيين لا يمكن بدون الاتفاق مع الرئيس الأسبق صالح.
وعلى هذا الأساس تصرفت ويبدو أن اتصالاتها بدأت تعطي ثمارها من الخلاف الناشب الآن بين “تحالف الضرورة ” أي تحالف الحوثيين وصالح، والذي تفاقم حين وصف الرئيس صالح الحوثيين بـ”الانقلابيين “، ووصف الحوثيون صالح بـ”الرئيس المخلوع “.
ولوحظ أن الرئيس السابق صالح أعلن انه مستعد “لفك التحالف مع الحوثيين في حال استمرت الخلافات معهم”، في حين اتهمت جماعة “أنصار الله” (الحوثي) حليفها الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح بـ”الغدر وبتبني صفقات مشبوهة لإثارة البلبلة وخدمة العدوان ” .
ولم يخف وزير الدولة للشؤون الخارجية في دويلة الإمارات أنور قرقاش ترحيبه بهذا الخلاف القائم بين الرئيس صالح والحوثيين وقال معلقا على ذلك إنه “فرصة لكسر الجمود السياسي في اليمن.
وأضاف “قرقاش” في سلسلة تغريدات نشرها عبر حسابه في “تويتر”، أن “خطاب صالح الأخير (ألقاه الاثنين الماضي ) يظهر خلافه مع الشريك الحوثي حول السلطة في مناطق الانقلاب، وتابع أنه “يمثل فرصة لكسر حالة الجمود السياسي التي كرسها تعنت الحوثيين”.
وقال قرقاش إن “المسار السياسي يبقى أساس الحل في الأزمة اليمنية عبر اتفاق يجمع اليمنيين، ويمنع التدخل الإيراني، ويعالج مسائل الإرهاب، ومستقبل الجنوب اليمني وطبيعة الحكم”.
وتبادل طرفا “تحالف الضرورة ” الاتهامات وانتشر مسلحوهم في صنعاء مما زاد في حدة التوتر.
وليس غريبا أن ينقلب الرئيس اليمني السابق صالح على حلفائه الحوثيين الذين سبق أن خاض ضدهم ستة حروب أثناء فترة رئاسته منذ عام 2004 حتى عام 2010 ، ولكنه عاد وتحالف معهم ضد الرئيس المُستقيل عبد ربه منصور هادي الذي كان نائبه واستلم الرئاسة بعده بموجب “المبادرة الخليجية ” التي أنقذت الرئيس علي صالح من ثورة شعبية كانت تطالب بمحاكمته، واكتفى بخلعه عن الحكم مع ضمان عدم محاكمته وانقلب الرئيس المخلوع إثرها على السعوديين وتحالف مع أنصارالله ضدهم، رغم أن السعودية أنقذت حياته بعد أن تعرض لتفجير في صنعاء في شهر حزيران 2011 نقل بعدها إلى الرياض حيث عولج وظل في المستشفى هناك تحت العلاج والتجميل مدة ثلاثة أشهر .
ومن المعروف عن الرئيس المخلوع أن مبدأ الخيانة مترسخ لديه كمنهج سياسي عملي وعنده استعداد للانقلاب على حلفائه وعلى أي اتفاق يعقده مع أي طرف ، وهذا ما حصل مع سابقين من حلفائه السياسيين لم يقبل أن يكونوا شركاءه في السلطة ، وهذا ما حصل أيضاً حين خلع نائبه السابق وشريكه في وحدة شطري اليمن الرئيس علي سالم البيض، فانقلب عليه بحرب مفتعلة عام 1994.
ورغم أن المهرجان الذي أقيم في صنعاء في يوم الخميس بتاريخ 21 أغسطس 2017لأتباع الرئيس المخلوع وأعضاء ومؤيدي حزبه “المؤتمر”، كان رسالة موجهة لحلفائه الحوثيين ، الا انها أيضاً رسالة لأبوظبي وللتحالف الذي تقوده السعودية بان لازال “الرقم الأصعب “في اليمن وانه يمتلك من عناصر القوة والمؤيدين ما يوجب التعامل معه عند البحث في الحلول والمخارج.