وسط استمرار التنديدات بقرار ترامب: العدو الصهيوني يقصف غزة بالطائرات ويقمع المتظاهرين في الضفة الغربية
الأراضي المحتلة / وكالات
نفذت طائرات إسرائيلية غارات جديدة أمس على شمال قطاع غزة أدت إلى مقتل شخصين. وبذلك ارتفعت حصيلة المواجهات التي دارت بين الفلسطينيين وجيش الاحتلال الإسرائيلي في غزة استنكارا لقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، إلى 4 قتلى و170 مصابا بينهم 4 في حالة خطرة منذ الجمعة وحتى صباح أمس، حسبما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية.
وقتل فلسطينيان في غارة إسرائيلية جديدة على قطاع غزة أمس بعد عمليات إطلاق صواريخ متكررة من الجانب الفلسطيني، غداة يوم من احتجاجات على القرار الأمريكي إعلان القدس عاصمة لإسرائيل أسفرت عن سقوط قتيلين برصاص قوات الاحتلال في الأراضي الفلسطينية.
دبلوماسيا، وجدت واشنطن نفسها معزولة الجمعة في مجلس الأمن الدولي الذي عقد جلسة طارئة عبرت فيها الأمم المتحدة عن قلقها من تصاعد العنف بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.
وكان عشرات آلاف الأشخاص قد خرجوا إلى الشارع في تظاهرات في عدد كبير من الدول العربية والإسلامية احتجاجا على قرار ترامب.
ووقعت صدامات في الأراضي الفلسطينية أدت حسب الفلسطينيين، إلى مقتل فلسطينيين اثنين وجرح نحو 170 آخرين برصاص الجيش الإسرائيلي على حدود غزة.
وصباح أمس، قال جيش الاحتلال الإسرائيلي في بيان إن “الطيران الحربي الإسرائيلي استهدف منشآت لمنظمة حماس الإرهابية في قطاع غزة”، “ردا على صواريخ أطلقت على جنوب إسرائيل طوال اليوم “.
وأضاف أن الغارات الجوية استهدفت “موقعين لصنع الأسلحة ومستودعا للأسلحة ومجمعا عسكريا”، مؤكدا أن “عددا من المكونات أصيبت في كل من هذه المواقع”.
وبعيد ذلك، أعلن الناطق باسم وزارة الصحة الفلسطينية أشرف القدرة مقتل فلسطينيين اثنين في غارة إسرائيلية فجر أمس على موقع لكتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس في وسط قطاع غزة.
وقال القدرة “تم انتشال جثماني الشهيدين محمود محمد العطل (28 عاما) من حي الشيخ رضوان ومحمد الصفدي (30 عاما) من حي الدرج من تحت ركام موقع بدر التابع لكتائب القسام الذي قصفته قوات الاحتلال”.
وأعلنت كتائب القسام في بيان أن الفلسطينيين من أعضائها، وشيعت في غزة الصفدي في جنازة عسكرية كان فيها مئات من المسلحين.
وقال القدرة إن “الاحصائية الإجمالية منذ الجمعة وحتى صباح السبت في قطاع غزة بلغت أربعة شهداء و170 إصابة منهم أربعة في حال الخطر برصاص الجيش الإسرائيلي”.
وكانت وزارة الصحة الفلسطينية قد أعلنت الجمعة، أن فلسطينيا ثانيا قتل بنيران الجيش الإسرائيلي في بلدة بيت لاهيا في شمال قطاع غزة.
وقالت الوزارة إن “المواطن ماهر عطالله (54عاما) استشهد بنيران قوات الاحتلال مساء اليوم بينما كان يجلس أمام منزله في بيت لاهيا” قرب الشريط الحدودي بين قطاع غزة وإسرائيل، مبينة أنه “أصيب في الرأس”.
وقال القدرة إنه بمقتل عطالله يرتفع إلى “شهيدين و170 مصابا بينهم 4 في حالة خطرة” حصيلة المواجهات التي دارت بين مئات الشبان والجيش الإسرائيلي على حدود القطاع.
وذكر شهود عيان أن إصابة عطالله تزامنت مع الغارة الجوية التي نفذتها طائرة إسرائيلية واستهدفت موقعا بجانب منزله.
وأصيب 14 فلسطينيا بينهم أطفال ونساء في الغارة التي استهدفت موقعا تابعا لكتائب القسام الجناح العسكري لحماس في بيت لاهيا.
وبحسب مصدر أمني، فإن عددا من المنازل أصيبت بـ”أضرار كبيرة” نتيجة للغارة إضافة للموقع المستهدف الذي “تضرر كثيرا”.
وفي نيويورك، أكدت الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي أن الإعلان الأمريكي حول القدس مخالف لقرارات الأمم المتحدة.
وخلال الجلسة الطارئة للمجلس، قال المنسق الخاص للأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط نيكولاي ملادينوف في كلمة عبر الفيديو من المدينة المقدسة إن “القدس هي القضية الأشد تعقيدا” في النزاع الفلسطيني الإسرائيلي.
وأضاف أن المدينة المقدسة تمثل “رمزا” للديانات الإسلامية والمسيحية واليهودية، مشددا على أن “التفاوض بين الطرفين” وحده هو الوسيلة لتقرير مصير المدينة المقدسة.
وأكدت السويد وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وبريطانيا في بيان لسفرائها إثر الجلسة، أن اعتبار القدس عاصمة لإسرائيل “لا يتطابق مع قرارات مجلس الأمن الدولي”، مشددة على أن القدس الشرقية جزء من الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وأكد السفراء الأوروبيون أن “وضع القدس يجب أن يحدد عبر مفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين تختتم باتفاق حول الوضع النهائي”، مضيفين “يجب أن تكون القدس عاصمة لدولتي إسرائيل وفلسطين. وفي غياب اتفاق، لا نعترف بأية سيادة على القدس”.
وشدد السفراء على أن قرار دونالد ترامب “لا يخدم فرص السلام في المنطقة”، ودعوا “كافة الأطراف والفاعلين الإقليميين إلى العمل معا للحفاظ على الهدوء”.
ورحب الرئيس الفلسطيني محمود عباس بـ”الإجماع الدولي الكبير المندد بالقرار الأمريكي”.
لكن السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي رفضت “الخطب والدروس”، وقالت إن بلادها “تبقى ملتزمة بعملية السلام” في الشرق الأوسط. وأوضحت أن ترامب لم يفعل سوى الاعتراف بالواقع القائم، طالما أن مقار الحكومة والبرلمان موجودة في القدس.
وصرح وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون الجمعة، إن نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس لن يتم على الأرجح قبل عامين على الأقل.
وقال بعد محادثات في باريس مع نظيره الفرنسي جان إيف لودريان “هذه خطوة لن تحصل هذا العام وربما ليس العام المقبل، لكن الرئيس يريد أن تكون الاجراءات ملموسة وبوتيرة ثابتة لضمان نقل السفارة للقدس حين نكون قادرين على فعل ذلك، في أقرب وقت ممكن”.
إلى ذلك أدى مئات المسلمين صلاة الجمعة أمام البيت الأبيض في واشنطن احتجاجا على اعتراف الرئيس دونالد ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل.
وبدعوة من منظمات أمريكية مسلمة، احتشد المصلون في منتزه “لافاييت سكوير” الصغير الواقع قبالة البيت الأبيض حيث مدوا سجادات الصلاة.
واعتمر قسم من المتظاهرين الكوفية الفلسطينية، بينما لف آخرون أعناقهم بالعلم الفلسطيني في حين رفع بعضهم لافتات تندد بالاستيطان الإسرائيلي في القدس الشرقية المحتلة.
وقال نهاد عوض المدير العام لمجلس العلاقات الأمريكية-الإسلامية إن ترامب “لا يمتلك ذرة تراب من أرض القدس أو فلسطين، هو يمتلك أبراج ترامب وبإمكانه أن يعطيها للإسرائيليين”.
وأضاف أن الرئيس الأمريكي “يعزز التطرف المسيحي الديني في الولايات المتحدة والإنجيليين الذين يعتقدون خطأ أن الله يأمر بالظلم من خلال الاعتراف باحتلال إسرائيل لفلسطين”.
من جهته، قال أحد المتظاهرين ويدعى زيد الحراشة أن اعتراف دونالد ترامب بالقدس عاصمة لاسرائيل “لا يخدم السلام بل سيؤدي إلى مزيد من الفوضى، لقد قضى على كل ما يمكن أن يجلب السلام”.
وأعلن ترامب مساء الأربعاء، أن الولايات المتحدة “تعترف رسميا بالقدس عاصمة لإسرائيل” في خطوة أثارت غضب الدول العربية والإسلامية، ولقيت رفضا دوليا.