“القدس” في وعي اليمنيين.. القضية الأولى رغم العدوان
القدس في متن اهتمام اليمنيين على الدوام .. فرغم جراحات العدوان والم الحصار إلا أن اليمني يضع القدس كاولوية باعتبارها جذر العروبة وعاصمة السماء.. وخروخ مسيرات عارمة في المحافظات اليمنية بعد قرار ترامب الاعتراف بيهودية القدس دليل أكيد على حيوية القضية في وعي اليمنيين…
وقد تتالت ردود الأفعال الدولية على إثر إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ، الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ونقل سفارة الولايات المتحدة في إسرائيل من تل أبيب إليها.الأمر الذي أغضب الشارع العربي والإسلامي ولقي إدانات عسكرية وسياسية وثقافية محلية ودولية .. لكن يبقى الاهتمام اليمني بالقضية استثناء..
الزميلة أسماء البزاز من صحيفة “الثورة” سلطت الضوء على هذه القضية العربية الإسلامية المركزية وخرجت بالحصيلة الآتية .. نتابع:
البداية كانت مع كلمة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي حيث قال : ” لقد أقدمت الإدارة الأمريكية في خطوة استكبارية وعدوانية على إقرار نقل سفارتها إلى القدس والاعتراف بها عاصمة للعدو الإسرائيلي بعد تنسيق مسبق مع بعض الأنظمة العربية للتمهيد لهذه الخطوة، وغير غريب على أمريكا إقدامها على هذه الخطوة الباطلة، فهي من الأساس شريكة في احتلال فلسطين وظلم الشعب الفلسطيني ومصادرة حقه في أرضه ومقدساته، وهي شريكة في سفك دمه.”
وتابع قائلا: “أدعو شعبنا العزيز إلى الخروج في مظاهرات حاشدة في صنعاء والمحافظات للتعبير عن موقفه المبدئي في نصرة الشعب الفلسطيني والمقدسات وإدانته للموقف الأمريكي العدواني، وأن تستمر وتتصاعد كل الأنشطة الرامية إلى الاستنهاض ضد أمريكا وإسرائيل وتفعيل المقاطعة للبضائع الأمريكية والإسرائيلية وغيرها من الخطوات العملية والنشاط الإعلامي والتوعوي.”
علماء اليمن :
وحول قرار ترامب المشؤوم بإعلان القدس عاصمة إسرائيل أصدر علماء اليمن بيانا واعتبروا هذا القرار قراراً باطلاً وظالماً وسيفتح أبواب جهنم على الولايات المتحدة الأمريكية ودعوا كافة العلماء والدعاة والخطباء والمؤسسات العلمائية لاستنهاض الشعوب الإسلامية وتحريكها نحو نصرة القدس والقضية الفلسطينية.
وحملوا النظام السعودي الحليف التاريخي لأمريكا وكل حكام العرب المسؤولية الكاملة عن تبعات هذا القرار، ويدعونهم لرفضه صراحةً وإعلان موقفٍ صادق وحاسم من سياسة ترامب الجنونية والعنصرية.
وأكد العلماء على أن القدس مدينة عربية إسلامية مباركة ولا يمكن بحال من الأحوال أن تتحول إلى مدينة لليهود الغاصبين والصهاينة المحتلين شذاذ الآفاق.
منوهين بأهمية تفعيل سلاح المقاطعة الاقتصادية ويعتبرون ذلك أقل واجبٍ ويعتبرون أي تعامل اقتصادي مع أمريكا وإسرائيل خيانة عظمى لله ولرسوله والمؤمنين واستهانة بالمقدسات ويخصون بالذكر دول النفط التي يتوجب عليها أمام الله وأمام القدس وأمام هكذا قرار أن يوقفوا إمداد أمريكا بالنفط إن كانت القدس تعنيهم، ولا زالت في قاموسهم وثقافتهم إسلامية.
ورقة أمنية :
ويرى يونس بلفلاح، باحث في العلاقات الدولية أن خطوة ترامب في البداية “جس للنبض” إلى حين صدور قرار الخارجية الأمريكية المكلّفة بالإعلان عن مثل هذه الإجراءات، وعند تأكيد القرار رسمياً، فالدول العربية والإسلامية قد تتجه بشكل كبير إلى “استخدام الورقة الأمنية عبر إقناع الإدارة الأمريكية بأن الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل سيؤدي إلى غضب شديد في المنطقة، وبالتالي خروج حركات عنيفة جديدة إلى العلن، ويزداد هذا الاحتمال قوة مع الضعف المؤسساتي والأمني للكثير من الدول العربية والإسلامية” بحسب بلفلاح.
صفقة القرن :
وأما الباحث السياسي حسن نافعة اعتبر أن صفقة القرن بين العرب وإسرائيل هدفها تصفية القضية الفلسطينية وليس تسويتها حيث ان العالم العربي يمر بأسوأ فتراته. فالنظم العربية مشغولة في المحافظة على بقائها. والجامعة العربية في أضعف حالاتها. والشعوب في المنطقة العربية تحارب نفسها. وهذه هي فرصة إسرائيل لتمرير صفقة، يقال إنها صفقة القرن.
عربية إسلامية :
فيما تقول الروائية والباحثة الفلسطينية رولا خالد غانم القدس مدينة عربية إسلامية منذ فجر التاريخ إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، فالقدس بأنبيائها ورسلها وعبادها تنتمي إلى الإسلام، وصلة اليهود بالقدس كانت مؤقتة جاءت وليدة غزوة طارئة لم تترتب عليها أية حقوق قومية، فعصرهم طارئ، وكذلك وجودهم، وفلسطين كانت قبل الوجود اليهودي.
مدينة القدس مدينة الأديان السماوية جميعا ومدينة السلام وهي فريسة للعدوان منذ القدم وخاصة الصهيوني، هي قلب الصراع العربي الإسرائيلي، نظرا لأهميتها ومكانتها الدينية، فهي تتمتع بمكانة خاصة جعلتها محط أنظار العالم، ومنهم ما يسمى بإسرائيل، فما من أمة إلا ووجهت أنظارها لهذه المدينة.
موضحة أن المشروع الصهيوني استهدف هذه المدينة وخطط للاستحواذ الكامل على المكان برمته، حتى أنه حاول طمس تراث فلسطين وادعائه لنفسه، والاحتلال يعمل في القدس على طمس هويتنا العربية والإسلامية والمسيحية بكل الوسائل، فهو يصادر الأراضي ويقيم المستوطنات ويغير أسماء القرى التي هدمها والشوارع، معتقدا أنه يستطيع بفعلته هذه أن يمحو جغرافية القدس من الذاكرة، ويعريها من تاريخها، ورغم دأب إسرائيل المحتلة على تغيير صبغة القدس التاريخية والدينية وتزوير التاريخ، إلا أنها لم تنجح في تخبئته ، ودثره في عالم النسيان، فهو مغروس في عقل ووجدان أمة لا يعتري ذاكرتها المتوهجة النسيان.
ومضت بالقول : إن للتاريخ ذاكرة لا يمكن أن تمحى، والروايات التي تطلقها إسرائيل المحتلة لم ولن تنجح وتسلخ الفلسطيني والمقدسي عن ماضيه، إن القدس نالت من المحن والخراب والتدمير ما لم تنله أي مدينة أخرى، ورغم كل ذلك بقيت آثارها محفورة في تضاريسها، القدس هي الذاكرة الحية للمسلمين، فهي مهبط الملائكة ومصلى الأنبياء، فيها المسجد الأقصى الذي تشد الرحال إليه، وهي أرض الإسراء والمعراج، والمحشر والمنشر.والآن تطل عليها أمريكا برئيسها المغفل ترمب لتعلن أن القدس العربية الإسلامية الفلسطينية، مدينة الأقصى، أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين عاصمة لإسرائيل المحتلة لتثير بهذا الإعلان غضب الشارع الفلسطيني والشعوب العربية والإسلامية، ولتطلق شرارة حرب سوف تقوض كل المساعي التي بذلت من أجل السلام الذي لم نستشعر وجوده على الأرض، مستأنفة بقرارها هذا دور بريطانيا التي أعطت البلاد لمن لا يملكها، ورغم هذا وذاك ستبقى فلسطين والقدس عربية إسلامية رغم كل مساعي الاحتلال، وتكالب الدول العظمى، وخذلان الزعماء العرب.
طويلة الأمد :
الكاتب العربي عمر دغوغي الإدريسي أوضح أن بريطانيا منحت اليهود حق إقامة وطن قومي لهم في دولة فلسطين في 2 نوفمبر عام 1917م وفقاً بما يسمى وعد بلفور و منذ ذلك الوعد المشئوم والعرب يقدمون تنازلات واليوم و بعد 100 عام يوقع الرئيس الامريكى قرار نقل السفارة الأمريكية إلى القدس الشريف التي سوف تتبعها عواقب وخيمة على الشعب الفلسطيني والأمة الإسلامية والعربية.
مبينا أن قرار ترامب في هذا التوقيت يدل على أن اليهود يتبعون سياسة طويلة الأمد في الاستيلاء الكامل على دولة فلسطين وفق خطة محكمة قد تتغير فيها التوقيتات الزمنية وفقاً للأحداث التي تشهدها المنطقة العربية وحالة الموقف العربي من القوة والضعف وكلما كانت القرارات قوية كلما دلت على ضعف الشعوب العربية. وهنا يجب أن نتوقف عن الكلام المرسل وأن نشجب وندين ونعقد اجتماعات واهية الغرض منها تهدئة الراى العام أو اللعب على مشاعر الشعوب ولكن يجب على رؤساء وملوك الدول العربية أن يعلموا أن الأمريكان ليسوا دعاة سلام ولا يسعون إليه ولذلك يجب التعامل معهم على أنهم خصوم وطرف واحد مع العدو الصهيوني والبحث عن دول أخرى قوية ترعى عملية السلام العادل.
موقف موحد :
وأردف : إن قرار نقل السفارة الأمريكية إلى القدس يُلزم الدول العربية أن تتخذ موقفاً موحداً و قوياً من أجل الحفاظ على هوية القدس الشريف وأن تدعم المقاومة الفلسطينية بكل قوة وأن تشتد حدة الانتفاضة والالتفاف حول الشعب الفلسطيني بكل طوائفه وحركاته ومنظماته فالجميع فى بوتقة واحدة هي الثأر للمعتقدات ،والتاريخ لن يرحم المتقاعسين.وأهم ما ينبغي عمله الآن هو عدم الاعتراف بأي سفارة تقام في القدس الشريف قبل الاعتراف بدولة فلسطين وأن القدس عاصمة لها ، ولابد من قطع العلاقات السياسية والاقتصادية بين الدول العربية والعدو الصهيوني (إسرائيل وأمريكا )وعلى السعودية وقطر الاستغناء عن القواعد العسكرية الأمريكية ، وعلى جميع الدول العربية الاتحاد مع بعضها البعض نحو هدف واحد ولا يتم إلقاء التهم أو التلويح بالتآمر أو التخوين لأي دولة عربية.
وختم حديثه قائلا : إن القضية الفلسطينية هي قضيتنا العربية الأولى والخطر الأكثر شراسة التي يهددنا ويهدد مستقبل الحضارة الإسلامية ورغم الأزمات التي تشهدها وتمر بها أمتنا العربية إلا أننا جميعا يجمعنا دين واحد وعرق واحد وحضارة واحدة لم ولن يصل إليها هؤلاء الصهاينة ، فهيا بنا جميعاً نبتعد عن الخلافات وننسى كل المشكلات ونعتصم بحبل الله من أجل ديننا وكرامتنا وأرضنا وتاريخنا وحضارتنا.