كيف تحولت مؤامرة الفتنة إلى حفرة وقع فيها العدوان ومرتزقته؟!
تقرير/ يحيى المدار
تسارعت الأحداث في اليمن بتسارع الانتصارات التي يحققها أبطال الجيش والأمن واللجان الشعبية في مختلف الجبهات الداخلية والخارجية، مثلت صنعاء العاصمة جبهة متقدمة للعدوان منذ شهور كانت بمثابة خط هجوم لكن من الخلف، لم يكن يتوقعه حماة البلاد ومقاتلو الجيش واللجان الشعبية في الخطوط الأمامية المواجهة للعدو الأمريكي السعودي ومرتزقتهم من كل أصقاع العالم..
في العاصمة صنعاء كانت تجري استعدادات جنود العدوان المتخفين تحت رداء المؤتمر الشعبي العام الشريك الأبرز لأنصار الله في الحكومة والمجلس السياسي الأعلى، كل شيء يسير حسب السيناريو المعد له، تعلم قوى الأمن اليمنية جيدا ما يدور في الغرف المغلقة بين العدوان وعملائه في البلاد، لكنها تركت لهم المجال مفتوحا حتى تتكشف بقية خيوط المؤامرة المعدة لتخريب الوطن وإشعال الفتن فيه والانقضاض على الجميع وإعلان الاستسلام للعدوان تحت مبررات عدة..
بدأت خيوط المؤامرة تتشكل منذ وقت بعيد وما الأحداث التي سبقت 24أغسطس عندما بدأ أنصار الله تطويق صنعاء قبيل مظاهرة المؤتمر الشعبي إلا لإعلام قادة المخطط التآمري على البلاد بأننا نعلم ما يدور في الخفاء، فكانت رسالة تحذير فهمها قادة التآمر، وليست الأحداث المتعاقبة من قتل رجال الأمن في النقاط العسكرية إلا انعكاسا للتعبير عن امتعاض تلك القوى التآمرية لفشل تنفيذ مخططهم الإجرامي في 24أغسطس.. عملت قوى العمالة في استكمال ما بدأوه من خطط عسكرية وأمنية رسمت بدقة عالية وعمل مدروس أشرفت عليه دول العدوان السعودي الأمريكي الإماراتي التي زودت تلك القوى الفاسدة بكامل متطلباتها من السلاح المتطور والمال وأجهزة الرصد والاتصالات الحديثة، وبدأ العمل على استجلاب مخدوعين ممن سبق وانخرطوا في السلك العسكري وبالتحديد الحرس الجمهوري أو الجيش الذين تركوا المعسكرات بداية العدوان على اليمن، وضع الجميع تحت قيادة المدعو طارق عفاش الذي استغل اسم الشهيد حسن الملصي ليطلقه على معسكره ليدرب تلك المجاميع فيها لتنفيذ مؤامرة العدوان على الوطن دون الرجوع إلى وزارة الدفاع الموكلة قانونا وعرفا وشرعا بالإشراف على أي معسكرات في البلاد، لكن تلك القوى تمردت على الدولة والحكومة وراوغت كثيرا وتملصت أحيانا حتى بدأ يدب الشك في من لا يعلم فائدة ذلك المعسكر الذي يعمل خارج نطاق الدولة.. استمر الحال هكذا لأشهر وقوى الأمن تراقب ما يدور بصمت ودون غفلة حتى يوم المولد النبوي الشريف المقام في العاصمة صنعاء في ميدان السبعين، أرادت القوى الأمنية تأمين ساحة الاحتفالية، تم لها ذلك، إلا ثغرة واحدة من جهة جامع الشعب (الصالح سابقا) رفضت حراسته التي جيء بها من معسكر طارق عفاش بمجاميع كبيرة وبكامل عتادها وأسلحتها واتصالاتها إلخ..
أصرت القوى الأمنية الممثلة بوزارة الداخلية على إدخال الشرطة إلى ذلك المكان كما كان عادتها في بقية التظاهرات المقامة في ميدان السبعين من قبل دون أي تردد أو حتى تفوه من الحراسة المتواجدة في الجامع من قبل، قوبل ذلك الرفض بإصرار الدولة الشرعي فحدثت اشتباكات تطورت إلى استخدام الأسلحة الخفيفة والمتوسطة، وسيطرت قوى الأمن على الجامع ثم أعادوا فيه الحراسة من الجانبين بعد وساطة قادها مشائخ وعقلاء.. اعتبرت تلك القوى أن ذلك كان ليا لذراعها وهزيمة في عقر دارها، بدأت بالاعتداء على نقاط أمنية في شارع الجزائر وما زال الاحتفال بالمولد مقاما عصرا، قتلت رجال الأمن وأحرقت السيارات وبدأت بالاعتداء على المواطنين وسياراتهم ليسقط على إثر ذلك العمل الإجرامي شهداء وجرحى بلغوا الأربعين شهيدا وجريحا..
واستمرت تلك الميليشيات في اعتداءاتها على المنازل والأحياء واتخذت من المساكن الآمنة متارس لها لتمارس منها الاعتداء على كل ما يتحرك في اتجاهها، الأمر الذي حدى بالأجهزة الأمنية القيام بواجبها قبل تطور المشكلة ومحاولة حصرها في أماكن صغيرة، لكن ذلك بدأ لتلك الميليشيات أنها تحقق انتصارات وبدأت نشوة وزهو العصابات يظهر جليا على إعلامهم المتمثل في قناة اليمن اليوم والإذاعات والمواقع الالكترونية، اشتعلت اليمن كلها تحريضا وسبا وصل حد القتل للأمنيين والمجاهدين في الطرقات وقطع خطوط إمداد الجبهات التي نواجه فيها العدوان الذي قتلنا جميعا لقرابة الثلاث سنوات دون رحمة أو شفقة على طفل أو امرأة أو شيخ وتدمير لكل شيء في طول البلاد وعرضها، كل ذلك في ذلك الحين لم يعد في ذاكرة الشريك السياسي والوطني، تبددت كل أواصر الأخوة والدم وأصبح ينظر إليك من منظار العدو، هنا بدأت تلك الميليشيات الشروع في تنفيذ ذلك المخطط التآمري الذي عملت عليه تلك الميليشيات الإجرامية لشهور بإشراف مباشر من قوى العدوان.. صعد زعيم ميليشيات الغدر والخيانة على شاشة قناة اليمن اليوم بكلمته الشهيرة التي أبدى فيها فتح صفحة جديدة مع قوى العدوان وفك الشراكة مع أنصار الله ومطالبة الشعب بانتفاضة شعبية والتحريض على الاقتتال بين اليمنيين في كل المحافظات والمديريات والعزل.. حدث ذلك بعد ساعة من كلمة السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي التي وجهها ضحى الأربعاء وطالب فيها زعيم المؤتمر وعقلاءه الرجوع إلى جادة الصواب والتراجع عن قرار الحرب والتحريض وتحكيمهم في كل ما جرى لكن ذلك كله قوبل من طرف زعيم تلك الميليشيات وقادتهم باستخفاف واستهزاء..
واصلت تلك العصابات المنتشرة في بعض أحياء العاصمة اعتداءاتها على المواطنين واقتاحم المنازل والمساجد والضرب بمختلف الأسلحة وإرعاب الساكنين والآمنين، في كل تلك الاعتداءات كان طيران العدوان يقصف مواقع الأمن والجيش واللجان الشعبية في وسط العاصمة ويساند تلك المليشيات في أكثر من موقع ومحاولة تشتيت الانتباه، عاشت صنعاء ثلاثة أيام الخوف والفزع والإرهاب الحقيقي دون تعقل أو تراجع أو استماع لصوت العقل ورفض كل الوساطات من القبائل ومشائخها سنترك الحديث لهم وللتاريخ ليكتبوا ما جرى ومدى العنجهية والاستكبار الذي قوبلت به تلك الوساطات من قبل زعيم ميليشيا الغدر والخيانة..
بسطت قوى الأمن سيطرتها على كافة مناطق الاشتباك وحاصرتها في أماكن محدودة واستطاعت القضاء على تلك الفتنة واعتقال مشعليها وقادتها، فر زعيم الميليشيات من العاصمة صنعاء باتجاه محافظة مارب عبر طرق معدة مسبقا للفرار في حال فشل المؤامرة، لكن قوى الأمن واللجان الشعبية كانت يقظة رغم استهداف طيران العدوان السعودي الأمريكي لكافة النقاط الأمنية قبل وصول الموكب الذي فضل ركوب الإسفلت، استطاعت أن تحاصر موكبه الكبير في منطقة خولان الطيال ورفض تسليم نفسه ومن معه من القادة والمرافقين قاموا بالاعتداء على الأمن بعد تبادل إطلاق النار تم قتل زعيم الميليشيات وعدد من مرافقيه واعتقال الآخرين قبل وصولهم إلى مأرب، بعد إعلان مقتله هدأت الأحداث والاشتباكات واستسلم كل المعتدين وتم تأمين العاصمة كاملة، هنا قامت قوى الأمن بملاحقة بؤر الفتن في منازل زعيم الميليشيات لتعثر على ما كان يخفيه ذلك المجرم في منزله ومنازل أسرته من عشرات الوثائق والمخططات التآمرية والأسلحة المختلفة وأجهزة الاتصالات بالإضافة إلى مبالغ مالية وقطع ذهبية وغيرها تم الإعلان عنها في حينه فضلا على عثورهم على المشروبات الروحية من الخمور والسجون السرية الحديثة، كشفت عنها وزارة الداخلية في وقت لاحق تلقت صحيفة “الثورة” نسخة من تلك الوثائق ستنشرها تباعا في تقارير متواصلة..