هؤلاء هم أنصار الله .. أعرف حقيقتهم
يمانيون – متابعات
من هنا ومن وسط ساحة الانتفاضة اليمنية للدفاع عن القدس الشريف قَبِلَ مَنْ قَبِلَ وأَبَى مَنْ أَبَى
اليمنيون من سيصلحون شأن الأمة اليوم كما كان لهم شرف عزتها ومجدها الأول يوم تحملوا على عواتقهم حماية ونشر الإسلام في مشارق الأرض ومغاربها.
إنهم أنصار الله وأنصار رسوله وأنصار دينه وهاهم اليوم ينتفضون ويهبّون هبة رجل واحد ليعلنون استعدادهم لتطهير المقدسات من ارجاس كل مجرم وطاغ وباغ.
من صنعاء ومن ساحة الانتصار للقدس الشريف أولى القبلتين وثالث الحرمين يبزغ نور البشرى بقرب الانتصار والتطهير للأماكن المقدسة سواء تلك الواقعة تحت أيدي أحفاد مردخاي اليهودي في نجد والحجاز أو تلك التي يجثم على صدرها صهاينة العالم منذ مائة عام والتي احتفل بذكراها رئيس البيت الأبيض بإقرار القدس عاصمة للصهيونية في ظل صمت عربي وإسلامي مخز.
وهو ما يجعلني أذكر كل أبناء الأمة بأن اليمنيين هم من سينال شرف تحرير وتطهير المقدسات من أنظمة واحتلال الارجاس أيا كانوا ولنا في التاريخ عبرة وعظة وتفصيل عن ذلك.
فعندما جاء الإسلام وتحمل رسول الله صلوات الله عليه وآله على عاتقه مهمة تبليغ الناس بها حملها صلوات الله عليه من أول يوم أمر بذلك متحديا كل الصعاب والمشاق في سبيل تبليغ هذه الدعوة التي ألزم بها إلى جميع الناس.
وفي الوقت الذي كان يفترض فيه بأهله وعشيرته وقبيلته كلها أن يلتفوا حوله باعتباره من عرف بينهم بالصادق الأمين إلا أن التعالي والمكابرة والصد كان ما واجهه بها مقربون منه على رأسهم عمه أبو لهب وبعض أقاربه الآخرين باستثناء أولئك الثلة المؤمنة من بني عمه وأقاربه وعلى رأسهم أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام الذي لازمه من أول يوم وعى فيه الحياة وحتى فارقها وزوجته خديجة الكبرى التي لم تتردد للحظة واحدة في تصديقه وإنما كانت أول من عزز لديه موقفه عندما جاءها مرتجفا وأخبرها بما حدث له في الغار فهدأت من روعه وأكدت له انه اختير دون البشر ليقوم بمهمة عظمى في هذا الوجود هي مهمة الدعوة لدين الله والتبليغ عنه لهداية البشرية وظلت تؤازره وتدعمه حتى آخر لحظة من حياتها.
كما كان لعمه أبي طالب ذلك الدور الخالد في مساندة ابن أخيه ولا تزال كلماته المجلجلة في الكون تتردد يوم قال: قل أو اعمل يا ابن أخي ما تريد والله لن أسلمك إليهم أبداً، مرددا البيت الشعري:
والله لن يصلوا إليك بجمعهم
حتى أوسد في التراب دفينا
وبرغم ما كان يلح ويصر عليه رسول الله من الإرشاد والهداية والتبليغ لعشيرته وقبيلته القرشية إلا انه لم يؤمن به غير عدد لا يتجاوز أصابع اليد من القرشيين كأبي بكر الصديق في الوقت الذي وجدت دعوته صداها في شريحة الفقراء والعبيد داخل مكة أما أشرافها فلم يكونوا يتوانوا عن حيك المؤامرات والمكائد لصد الناس عنه..
كان رسول الله يعرض نفسه على القبائل في مواسم الحج وكانت قريش برجالها ونسائها تتبنى حملة إعلامية حاقدة للإساءة إليه والتشكيك فيه مرة باتهامه بالسحر وأخرى بالجنون وثالثة بالشعر ومن مكيدة لمكيدة وبقت قريش على ذلك الحل لأكثر من عشر سنوات مناصبة العداء وتبني حملات الدعاية الإعلامية ضده ومن يتبعه حتى عجزت عن إبعاد الناس عنه فلجأت إلى تعذيب وهدر دماء وحقوق من يتبعه باعتباره كافراً بآلهتهم الصنمية وصابئاً كما كانوا يصفون من يتبع محمدا..
وبرغم كل هذه الممارسات والتصرفات شاء الله لرسوله ولدينه أن يأتي بقوم يحملون مع رسول الله مسؤولية هذه الدعوة ليسوا من أبناء قبيلة قريش ولا من عشيرة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وإنما من أبناء اليمن القاطنين بيثرب فكان شرف عظيم لقبيلتي الأوس والخزرج أن يسبقوا الناس للإيمان به وبذل كل ما لديهم لإيوائه ونصرته وبذل الأموال والأنفس في سبيل ذلك.
نعم، لقد تحمل اليمنيون أو من أسماهم الله بالأنصار مسؤولية الإحاطة والحماية لرسول الله والوقوف معه حتى يبلغ رسالته للعالمين فكانوا أنصار الله ورسوله وحملة دينه إلى مشارق الأرض ومغاربها..
فيما كانت قريش حاملة لواء التآمر والتجييش واستجلاب الأعداء للقضاء على رسول الله في مكة قبل الهجرة أو في المدينة بعدها يأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون.
وبفضل الله وحكمة رسوله وإخلاص المؤمنين به وكان الدور الجهادي الذي قام به اليمنيون من الأوس والخزرج والذين سماهم الله بالأنصار ليظلوا على مر التاريخ أنصار الله ورسوله دون أن يستطيع احد أن يسلبهم هذا الشرف الإلهي النبوي حتى قيام الساعة.
رسول الله كان أكثر الناس تقديرا لدور الأنصار ودور اليمنيين وصرح بذلك عشرات المرات كان أشهرها بعد غزوة حنين يوم قال:” ألا يرضيكم أن يذهب الناس بالمال والبعير وتذهبوا انتم برسول الله” ثم قال لو سلك الناس شعبا أو قال واديا لسلكت شعب الأنصار، وقال أيضا:” لولا الهجرة لكنت امرأً من الأنصار” بل لقد أكد حبه لليمنيين الأنصار بعد فتح مكة وهي الأرض التي قال عنها بأنها أحب بقاع الأرض إليه وذلك عندما غادرها بعد الفتح ليستوطن مدينة يثرب والتي كانت قد تحول اسمها إلى مدينة رسول الله حبا في أهلها الذين آووه ونصروه ومات وقبر فيها صلوات الله عليه وعلى آله.
ولا ننسى استبشار رسول الله صلى الله عليه وآله يوم وصلته وفود اليمن حيث قال مقولته المشهورة ” أتاكم أهل اليمن هم أرق قلوبا وألين أفئدة” وقال أيضا ” الإيمان يمان والفقه يمان وإنا يمان والحكمة يمانية”.
فكان اليمنيون من حملوا على عواتقهم مسؤولية حماية الإسلام ورسول الإسلام وحتى بعد وفاة رسول الله كانوا من حمل على عواتقهم مسؤولية نشر الإسلام في مشارق الأرض ومغاربها فيما رجعت قريش نحو المال والبعير ولعاعة الدنيا كما وصفهم رسول الله واستمروا في بعرانيتهم والجري وراء شهواتهم حتى فاقت قصورهم بما فيها من الإماء والجواري مواسم أسواق عكاظ فيما كان موسى بن نصير والغافقي وطارق بن زياد وغيرهم من صناديد اليمن يثبتون رايات الإسلام في شمال إفريقيا وجنوب أوروبا وأوساط آسيا كان القرشيون يتربص بعضهم ببعض في سبيل السيطرة على الملك.
فهم لم يؤمنوا برسالة رسول الله أو كما قال عمار بن ياسر :” لم يسلموا بل استسلمو” وظلوا ينظرون إلى أن النبوة بأنها ملك برغم ما شاهدوه من معجزات وما عايشوه من سنوات مع رسول الله سواء أولئك المعاندين والمناصبين العداء له أولئك الذين استسلموا – أو لنقل أعلنوا إسلامهم – وقد بدا هذا جليا في قول أبي سفيان يوم فتح مكة عندما رأى رسول الله وأتباعه أو الكتيبة الخضراء من الأنصار والمهاجرين حيث خاطب العباس بن عبد المطلب بقوله ” لقد أصبح ملك ابن أخيك عظيما” فبعد كل تلك السنوات من الدعوة والمواجهات والانتصارات التي حققها رسول الله وأتباعه بفضله ونصره يقول: ملك بن أخيك، وهو ما يكشف إلى أي مدى نظرت قريش لموروث رسول الله بأنه ملك ولعاعة دنيا.
وإذا كانت القاعدة التي كثيرا ما نسمعها تتردد على ألسنة ومشائخ وفقهاء وعلماء وأكاديميي الإسلام ومن مختلف الطوائف والتي تقول” لن يصلح أمر هذه الأمة إلا بما صلح عليه أولها” فها نحن نخاطب كل الأمم والقبائل والشرائح أن أمر أول الإسلام صلح بانتماء رسول الله إلى الأنصار اليمنيين وانتمائهم إليه واختياره لهم واختيارهم له وتحملهم مسؤولية مواصلة الدعوة ونشرها كما أراد الله وها نحن اليوم نقول لكم أن أحفاد أنصار الله ورسوله يتحملون اليوم شرف إقامة وتصحيح مسار امة محمد كما تحملوه أول مرة فهلموا إليهم ولا تغتروا بالمال والنفط والقوى البشرية والتقنية التي تستخدمونها اليوم لقتل أهل الإيمان والحكمة وأهل الدعوة وثقوا أن مكة والمدينة والأقصى الشريف سيتطهرون على أيدي هؤلاء الرجال الصادقين المخلصين ولن يضرهم خذلان أو تآمر أو عدوان احد.
* فاضل الهجري