أفق نيوز
الخبر بلا حدود

دعوني أصرخ

124

زينب الشهاري
دعوني أصرخ ربما خفف الصراخ من وقع الألم الذي أضنا فؤادي، فلم يعد هناك مكان لأتحمل بعد، أصابني التشبع من مناظر الأشلاء و المجازر و الضحايا…

دعوني أحفر بأصابعي على نعش العالم المنافق المتظاهر بالموت هنا فقط و المفعم بألوان الحياة خارجاً فأرسم ملامح الموت التي صنعوها بأرضي و أسقيه دماً من حر دمع أحرق مهجتي ،،،،

دعوني أرمي بكل الوجع و كل الغليان و كل الغضب و رغبة الانتقام على صاروخ بلدي لأراه يتفجر هناك على من زرع الرعب و الموت و الدمار بوطني،، دعوني أشفي غليل الحرقة و أراهم يصيحون و ينوحون فيصيبني الارتياح و أكررها ثانية و ثالثة و عاشرة و مئة و ألف حتى تهدأ روحي،،،

هل أستطيع أن أثأر لكِ حبيبتي الصغيرة يا من سلبوا منك نور الحياة و أرسلوكِ مع آلاف الملائكيات الصغيرات مثلك إلى الحياة الأخرى فأنرتن يا عصفورات الدنيا أرض الفردوس و بقي الخبث يتصيد الزهرات الصغيرات و ينشر ظلامه و حقده هنا…

ليتني أجمع من قهر اليتامى و آهات الأرامل و عذاب الجرحى و أنين الجوعى سلسلة ألفها حول أعناق كل من صعر خده و أدار ظهره و شارك بجرم صمته و نيران آلته فأشد هذه السلسلة قوياً ليكابدوا آلاماً خلقوها بهم و يتجرعوا غصات وجع ألحقوها بهم فيصيبهم مما افتعلت أيديهم هنا….

تسافر روحي كلما أرادت السكون و نادت بالطمأنينة و تلهفت لشعور الفخر و العزة نحو أرض عشقت بطولاتهم و لثمت أقدامهم و حضنت أجسادهم، نحو أرض عشقت سماع تسبيحاتهم و دعائهم و حنت في كل حين لنواصيهم تلتصق بها عند السجود،، أرض شهدت شدة بأسهم و قوة شكيمتهم و عرفت عمق إيمانهم و رأت آيات الله تتجلى على أيديهم نصراً و ثباتاً و تنكيلاً بأعداء الوطن،،، هي ساحات الفداء،،، هي ميادين الكرامة،،، هي جبهات العزة و الانتصار… و هم أسود اليمن…

دعوني أروي لأجيال تأتي بعدنا بأننا صنعنا حاضرهم الزاهي بقاني دمانا و غالي أرواحنا و عظيم تضحياتنا ليحيوا هم و قد أشعلنا شمس حرية من نعيم ضياها يبصرون و تحت وهج نورها يعيشون و قد أزلنا عنهم غيمة استعمار كانت ستظل تمطر واقعهم بؤساً و شقاءً…

فدعوني أصرخ….أصرخ

أصرخ موتاً للعدا….. و نصراً للإسلام مبجلاً…

#اليمن_1000_يوم_من_العدوان

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com