إعرف حجمك!
عفاف محمد
عبارةٌ فيها من الانتقاص من قدر الآخرين وفيها من العنجهية والتكبر والغرور.. فمهما كان الناس لا فرق بينها إلا يتقوى الله..
لطالما سمعنا هذه الكلمات (اعرف حجمك، من تكون، أنت لا شيء) وغيرها من كلمات الاستخفاف والسخرية من أفواه تعودت الملاعق الذهبية منذ صغرها وتربت على قيم غربية وقيم لا إنْسَانية بل وغالباً ما كانت تربيتهم على يد خادمات فلبينيات وسيريلانكيات وغيرها من الجنسيات المتنوعة.. فيشبون ويترعرعون على مشاعر جافة وديناميكية لا طراوة فيها ولا نوازع الشفقة والتراحم ولا اللين ولا أية شمائل يعربية.. وهذا حال أمراء بني سعود وبني زايد ومن جاورهم.
لكم استخفوا باليمني وأسموه أبو يمن بسخرية ولن ننسى أحداث تأريخية مثل مجزرة تنومة والتي قتلوا فيها الحجاج اليمنيين بعنصرية بغيضة وإبادة عرقية مقيتة من أمراء السوء الذين لا يتحلون بأدنى سجايا العرب الذين يفاخرون بها جزافاً، فلا كرم ولا فروسية ولا نخوة ولا نجدة ملهوف فقط يجيدون الشاعر الماجن وتربية الصقور والنوق والخيول وشراء الأسلحة.
اعرف حجمك كلمة مهينة نطق بها فهد الشليمي ذاك البشري المتغطرس ولا يشرفني أن أحفظ اسمه وغيره من مواقع التواصل سمعناها وسمعنا أمثالها وما خفي كان أعظم مما قيل باحتقار وانتقاص من خلف الجدران.. وقد قيلت هذه الكلمة لعنترة بن شداد الفارس المبرقع أقصد الملثم الذي أجَّجَ الفتنة ومن ثم تسبب في مقتل عمه واليوم يسرف بعنترية مفقوءة لا قبولَ لها، فهو مثل الراقصة على السلم لا يأبه لها الذي فوق ولا الذي تحت لم يطل عنب اليمن ولا بلح السعودية..
لم يتعظْ ولم يدرِ أن قوةَ ما يسمونهم بالحوثيين قد فاقت كُلّ القوى وجعلت كُلّ مبغض لهم يخسر الرهان..
كثيرٌ هم من أُهينوا بهذا الشكل، ولكم سمعنا هذا الذي هو مجرد محلل وهو يسخر من المرتزقة ويعنفهم ويهينهم بقوله (خلاص ما في فلوس اعطيانكم كثير وما سويتوا شي) إهانة ما بعدها إهانة فأيُّ رجل حر شريف يرضى أن يتذلل لملوك البعير ويقبل أياديهم ومن ثم يرفسوه بأرجلهم بسخرية!!
بلدي وأهلي وإن جاروا عليا عزاز.
أقبل ثرى وطني وأعيش بين براثين الصواريخ اشرف وأعز لي من إهانة المتخمين بالرفاهية والخاوين من المبادئ..
والشواهد كثيرة للمهانين في فنادق الرياض وكأنهم نزلاء سجون، فلا تغبطنَّ ذليلاً في معيشته، فالموت أهونُ من عيش على مضض، والرجال تقاس بالمواقف لا بالدراهم والعقالات المفرغة من الرجولة.
عودوا بلدكم أشرف وأكرم وأعز لكم، وصدق المثل الشعبي القائل (ما حَكَّ ظهرك مثل ظفرك)، ولن يقبلك أحد بعيوبك ومساوئك غير أهلك وبلدك..
راجعوا أنفسكم قبل أن تتبعكم الأذية وقبلها الخزي والعار وأخيراً الندم.. راجعوا أنفسكم قبل أن يقذفوها في وجوهكم كما في وجه الفارس الملثم.. اعرف حجمك!!