طفولة مذبوحة
#زينب_الشهاري
ها أنا أقبل على الدنيا، إلى عالم جديد… استقبلته بالبكاء! نعم… لم أكن مخطئا أبداً فلا يناسب ما وجدت هنا غير البكاء، كل ما يحيطني دنيا مظلمة و عالم موحش تسبح فيه وحوش توزع العنف و المرض و الموت، أتيت لأقاسي ألم معاناة يبدو أنها ستترك ندوبا جسدية و نفسية ستلازمني لبقية حياتي، أنا المولود في وطني اليمن و ثلاثة ملايين مولود غيري أتينا في أتون حرب صبها الأعداء على بلادي، ولدنا في خضم حرب سعرها الظالمين عديمي الإنسانية على كل شيء هنا، أنا حديث الولادة… أتعلمون ماذا يلف عالمي؟؟! لا شيء سوى الفقر و الجوع و التشريد و المرض و الموت،،،
لماذا تعاقبني أيها العالم و ما هو الجرم الذي اقترفت لأتجرع أصناف العذاب هذه و تنتزع مني حياة جديدة تخفق بين جوانحي… خبئيني يا أمي و احتضنيني و دعيني أرشف من حضنك الذي أسمع فيه دقات قلبك المرتعشة الخائفة علي، دعيني أغمض عيني و أهرب من كل هذا، خبئيني فلا رحمة لمخلوق ضعيف مثلي هنا فقد كشر هذا العدوان عن أنيابه و أخرج مخالبه لينهش في جسدي الصغير بلا هوادة أو إشفاق،،،،
نعم هي معاناة الأطفال في اليمن حكاية كتبها العدوان خلال ثلاث سنوات بحبر الموت، مواليد حكم عليهم العدوان السعوصهيوأماراأمريكي بالإعدام.
و وفقا لتقرير منظمة اليونيسيف، قد قُتل وَجُرح أكثر من 5000 طفل في العدوان السعودي الأمريكي على اليمن – أي بمعدل خمسة أطفال كُلّ يوم منذ مارس 2015، ويحتاج أكثر من 11 مليون طفل الآن إلى مساعدة إنْسَانية – كُلّ طفل تقريباً في اليمن، ولا يستطيع أكثر من نصف أطفال البلد الحصولَ على مياه الشرب المأمونة أَوْ الصرف الصحي الملائم.
وَأضاف التقرير، أن عدد الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية الحاد بـ 1. 8 مليون طفل، منهم حوالي 400 ألف طفل يعانون من سوء التغذية الحاد الشديد الذين يقاتلون من أجل حياتهم، ويوجد ما يقارب من مليوني طفل غير ملتحقين بالمدارس، بمَن فيهم نصف مليون شخص تقريباً ممَّن تسرّبوا من المدرسة، مضيفة أن عدد المدارس المدمرة بلغت 256 مدرسة تَمَاماً، وَ150 مدرسة يسكن فيها نازحون.
وبيّن التقرير، أن حالات الكوليرا والإسهال المائي الحاد بلغت أكثر من مليون شخص، حيث يمثل الأطفال دون الخامسة من العمر ربع جميع الحالات.
ودعا التقرير، لرفع الحصار عن اليمن لتوفير وصول الإمدادات والمساعدات من الغذاء والوقود؛ وذلك لمواجهة خطر المجاعة ولتشغيل المستشفيات وشبكات المياه الحيوية.
فهل من مجيب!!