أفق نيوز
الخبر بلا حدود

أمل القليصي .. هذه الحقيقة باختصار !!

185

مصباح الهمداني
حينما يعتلي الشيطان منبر الإعلام فتوقَّع أخبار ومسلسلات لا تكاد تنتهي حتى تبدأ من جديد، وأما حين يكونُ الشيطان في ضيافة بني سعود، وفي حضرة اليهود، فسيكونُ للكَذِبِ مقالاتٌ منمَّقة، وتصريحاتٌ منسقة، وسيتسابقُ الخَدَمُ، والحشَم، في تلميع ونفخ وتلوين ذلك الكذبَ ليُصبِحَ حقيقةً ماثلةً للعيَان..

كان الاسم (أمل القليصي) مادةً دسمة، لأولئكَ العاطِلينَ عن العَمَلْ، والقابعينَ في غرُفِ الفنادِقْ، فما إن حُبكتِ الحكاية، حتى تنادى لها كل الأراذِلِ من كل مكان، ولَم يتوانى وزير إعلام الفنادق أن يُدلي بدلوه، وكيف لا وهو عاطلٌ باطِلْ، يترقَّب أي خبر أو حتى إشاعة..

وصلَتِ الوقاحة والسفاهةِ بعبيد خادم ترامب في هذه القصة إلى التالي:
-وضعوا لها إسم (أمل القليصي)، قبل أن يعرفها أحد.
-وضعوا لها صفة حزبية (ناشطة مؤتمرية) مع أنه لم يسمع أحد بهذا الإسم.
-وضعوا لها أماكن متعددة (البعض قال في صنعاء، وآخرين قالوا في إب).
-شخَّصوا حالتها وهي ما زالت في الكيس (فقالوا أنها تعرضت للإغتصاب).
-حدَّدوا أسماء الجُناة وهي ما تزال في كومةِ القُمامة (وقالوا أنَّهم الحوثيين).
-جهَّزوا الفيديوهات مع صورة جسمها تحت عنوان(وين الملايين، الشعب العربي وين).
-اشتعل الفيسبوك وتويتر (يا غارتاه !).
-وصلتِ الوقاحة والصفاقة بعبيد المالِ وأتباع الشيطان ؛ أن يزوروا تغريدات بحسابات مزورة باسم (محمد عبد السلام) و(محمد علي الحوثي)
وقصة هذه الكذبة الكبيرة باختصار كالتالي:
-كما صرحت الداخلية بداية الأمر؛ بأن الجثة كانت مجهولة ولم تُعرف ، وكانت مرمية في إب، في إحدى السوايل، بين القمامة، في كيس، ويظهر عليها التعذيب، وأن القصة جنائية، والبحثُ جارٍ على قدمٍ وساق لتحديدِ هوية الضحية والجناة..
-وبعدها ومع وجودِ بعضِ الخيوطِ اتضح: أنَّ الضحية بنت عمرها 22 سنة ،هاربة من أهلها منذ مدة من الزمن، والبحثُ جارٍ عن الفاعِل، مع التحفظ على اسم الضحية حرصًا على سُمعة أهلها.. إلا أن التفاصيلَ ستعلن بعد استكمال جمع الأدلة والتحقيقات اللازمة…
-رئيس فرع المؤتمر في إب: عقيل فاضل نفى نفيًا قاطعًا وجود ناشطة مؤتمرية باسم أمل القليصي، وقال أن المقتولة بنت هاربة من أهلها قبل ثلاثة أشهر، وأن القضية قضية شَرَف، وأن الأجهزة الأمنية تتحفظ على اسمها.
وبعدَ كلِّ هذا ألا يَحِق لنا أن نتساءل:
-لماذا اخترعوا للضحيةِ إسم وهمي ؟ وكيف عرفوا أنها تعرضت لكذا وكذا؟ وكيفَ عرفوا الفاعِلْ؟
أسئلةٌ كثيرة وسيبقى أكبرُها:
على وزير إعلام الفنادِق أن يُقنع المنظمات الدولية والإنسانية مِنْ أين أتى بهذا الاسم، وكيفَ عرَفَ بكل التفاصيل بهذه السرعة، والجثةُ كانت ما تزالُ مرميةً في كيسِ بين أكوامِ الزبالة!
لقد توقفتُ مع هذه القصة لأزدادَ يقينًا وإيمانًا؛ بأن رجالَ الوطنِ في اليَمنْ همُ الأحرارُ وهمُ الشرفاء وهمْ أهلُ الصدق والعفة والطهارة..
وأن أشباه الرجالِ في (الرياضِ) هم العبيد، وهم الحثالة، وهم أبواق الكذب، والرُّخصِ والدناءة…
ولأنهم أراذل فلا يعتذرونَ عن كذباتهم
ولا يستحونَ عن تزويرهِمْ
ولا يخجلونَ من فضائحهم!

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com